الفكــر التربـــوي الإســـلامي عند الإمــام الغــزالي
د. إمعمر محمد العباني
عضو هيئة تدريس
كلية التربيـــــــة / جامعة الزيتونة
مقدمة :
يحتل التراث الإسلامي موقعاً هاماً في مجال العلوم التربوية ولقد زخرت التربية الإسلاميــــة بعديد من المفكرين سجلوا آراءهم والنواحي التطبيقية لها في العملية التربوية، وخاصة في مجال التربية والتعليم.
أن اغلب البحاث الذين كتبوا في تاريخ التربية الإسلامية يرون أنها لا تحظي إلا بحظ قليل من الاهتمام إذا قورنت بالبحوث والمقالات عن التربية المسيحية والاغريقية(فهمي، 1947 :3).
وهذا الذي جعل الباحث يختار الغزالي كموضوع لورقته البحثية هذه، وتقــــديم الزيـــــــــادة والاستفاضة عن فكره التربوي الاسلامي، محاولاً الكشف عن الآراء والافكار التربويــــــــة الاسلامية لعالم من أعلام الفكر التربوي الاسلامي.
فرضيات الدراسة :
هذه الورقة البحثية تحاول أن تختبر الفروض التالية :-
1 – الغزالي أضاف إلى التراث الاسلامي، اسهامات لها اهميتها في مجال التربية والتعليم.
2 – التربية والتعليم، تتأثر بنشأة المربي، وظروف حياته ، وفكره.
3 – التربية وطرق التعليم، تتأثر بكل من حقائق الفكر الاسلامي، وبطبيعة الحياة الإسلامية في فترة ما، وخصائصها وتطورها.
أهمية البحث :
تتضح أهمية البحث في الآتي :-
1 – أن هذا البحث يعتبر محاولة للكشف عن جزء من الفكر التربوي الإسلامي، وبيـــــــان اصالته وأهميته في ربطه بحاضرنا.
2 – هذا البحث من البحوث المهمة في مجال التربية لأن دراسة التربية الإسلامية أمر غاية في الأهمية، ولذلك ينبغي أن ينال مزيداً من الاهتمام لدى الباحثين في المجال التربوي.
أهداف البحث :
يهدف البحث للتوصل إلى :-
1 – التعرف على بعض الافكار التربوية الاسلامية عند الغزالي.
2 – تقديم بعض التوصيات التي ربما أمكن الإفادة منها عند إعادة النظر في أوضاع التربية والتعليم في ليبيا.
3 – بعض التوصيات والمقترحات الخاصة بموضوع البحث.
حدود البحث :
حدود البحث تتحدد في حدوده الموضوعية المتعلقة بموضوع البحث، وهي الغزالي وافكاره التربوية الاسلامية.
منهج البحث :
استخدام الباحث منهج البحث الوصفي التاريخي التحليلي، لاستنبــــــــاط الحقائق واستخراج وتحليل الاسس التربوية وتفسيرها(همام، 1984 :43).
نشأة الغـــــزالي وسيرة حيـــــاته
يعد الغزالي أشهر المفكرين من أعلام التربية الإسلامية وأبعدهم أثرا، وكان لآرائه تأثير على الفكر التربوي الإسلامي، وكانت نشأته في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري (( الحادي عشر الميلادي )) أي في العصر العباسي الثالث، وهو عصر انحطاط وانحلال في الأخلاق وجمود وخمول في الفكر(مرسي، 1993 :226)، ترك الغزالي تراث فكــــــــري تربوي اســــلامي، إذ له مؤلفات في الفقه والمواعظ، والمنطق، والفلسفة والكلام، والتصوف والتفسير والأخلاق، وظف الغزالي أوقاته على وظائف الخير، بحيث لا يمضي وقت إلا في طاعة الله والتدريس، وخاصة أحاديث البخاري، مع إدامة الصيام والتهجد ومجالسة أهل الزهد والتقوى.
إن دراسة حياة الإمام الغزالي، ونشأته وعوامل تكوينه، تعتبر توطئة وتمهيداً لمعرفة علاقة تفكيره في حياته الخاصة، بنمط الحياة الاجتماعية وسيرتها وتطورها بصفة عامة، ومعرفة صلة هذا بعصره وخصائص ذلك العصر.
البيئة التي نشأ فيها وأثرها في تكوين شخصيته
الاسـم والنسب :
هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي ( أبو حامد حجة الإسلام زين الدين )(مرسي، 1993 :236) وسبب تسميته بالغزالي ترجع إلى مهنة والده وهي غزال الصوف، وهناك من يقول : أنـــها نسبة إلى غزالة وهي بلد ينسب إليها.
مولــده :
ولد في ( طابـــران ) إحدى قصبتي طوس بخراسان سنة 450 هــ - 1058 م ولما حـــضرت والده الوفاة أوصى به وبأخيه إلى رجل صالح فعلمهما الخط وأدبهما ، فكان هو سبب تقدمهما وعلو درجتهما(الغزالي، 1999 :3).
الألقـاب الذي لقب بها :
أبوحامد الغزالي لقب بألقاب عدة منها :
حجة الإسلام، وحجة الدين، وزين الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمة وجامع أشـــــــتات العلوم، وإمام أئمة الدين(الأعسم، 1981 :30).
البيئة التي نشأ فيها أبو حامد الغزالي :
تعرّض الباحث في هذه الورقة البحثية لحياة الإمام الغزالي منذ ولادته وحتى أن أصــبح عالماً من علماء التربية الاسلامية، مع التركيز على ظروف حياته والبيئة التي نشأ فيها، وأثرها في تكوين شخصيته وظهور صفات العالم الورع، على اعتبار أن الإنسان هو ابن عصره وبيئته يتأثر بهما ويؤثر فيهما. أشار الباحث سلفاً إلى مولد الإمام الغزالي وأسرته، وكان أبوه فقيراً صالحاً لا يأكل إلا من كسب يده في عمل غزل الصوف ويطوف على المتفقهة وبجالسهم ويتوفر في خدمتهم، ويجد في الإحسان إليهم وينفق عليهم بما هو موجود عنده طالباً الجزاء من الله، وكان إذا سمع كلامهم بكى وتضرع سائلاً الله أن يرزقه ولداً ويجعله فقيهاً ويحضر مجالس الـــــعلم الشرعي فاستجاب الله دعوته.
لقد كان عصر الغزالي مشحوناً بأعمال الشغب وكثرة الفتن المذهبية، ومن أروع العصور في الجدل والنقاش ومجادلة في علم الكلام والصوفية، وأصبح في المجتمع نوعان من التصوف هما التصوف المعتدل الذي يؤكد الجانب الروحي في الأفراد والجماعات وتهذيب النــفس، أما التصوف الآخر يعني بتفسير العالم الطبيعي تفسيراً رمزياً شخصياً. والغزالي يصف مجتمع عصره حيث نجده يقول : (( أن علّة المجتمع تكمن في بعض علــمائه الذين استحوذ على أكثرهم الشيطان واستهواهم الطغيان ، فصار يرى المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً حتى ظل علم الدين مندرساً ومنار الهدى في منطقة الأرض منطمساً ))( الغزالي، 1999 :2) . وكان – رحمة الله – مصلحاً وداعياً للإصلاح، محباً للمعروف، كارهاً للشر، لا يريد اشتعال الفتنة الدينية بين عامة الناس ، ويرى أن كل إصلاح يتم عن طريق الإصلاح الديني ، وهــكذا وجدنا الغزالي وقد شكلته التربية الدينية تشكلاً خاصاً وحددت توجيهاته، فتحققـــــــت أهداف التربية الاسلامية في شخصه، وانتقل بها من الحيز النظري إلى الحيز التطبيقي، وترجمها عملاً ومسلكاً وسلوكاً، والمتتبع لمنهج الغزالي نجده يعتمد الشك طريقاً إلى اليقين فـــــــآمن بالاجتهاد ورفض التقليد وأكد على حرية الرأي فيقول (( وطلب الحق بطريق النظر لتـــــكون صاحب مذهب ولا تكون في صورة أعمى تقلد قائداً ))(الغزالي، 1964 :159).
بعد وفاة شيخه الجويني الذي تلقى الفقه على يديه خرج الغزالي من نيسابور، وذهب إلــــى العسكر، وقصد نظام الملك فأعجب به وعرفه على العلماء، وناظر الكثير منهم وأظهر تفوقاً وبراعة، حيث عين شيخاً للتدريس بمدرسة النظامية في بغداد 484 هــ - 1091 م(الزاد، 1995 :87). ثم رجع إلى طوس واتخذ إلى جانب داره مدرسة للمشتغلين بعلوم الفقه وخانقاه للصــــوفية، ووزع بقية أيامه على وظائف من ختم القرآن وقراءة الحديث ومجالسة أرباب القــــــــــلوب والتدريس لطلبة العلم، وإدامة الصلاة والصيام وسائر العبادات إلى أن انتقل إلى رحمة الله.
تعليمه ودراسته :
تلقى الغزالي تعليمه الأولى في المدرسة النظامية نيسابور ببغداد وفي عصره كانت الغايـــة من انشاء المدارس والربط سياسية ودينية في آن واحد، ومهمة هذه المدرسة تحفيظ القرآن الكريم وتعليم العلوم الفقهية، والعلوم الأخرى(فرحات :74).
نشأ أبوحامد الغزالي منذ نعومة أظفاره على حب التعليم والعلم وهو يسرد رحلته العلمـــــــية فيقول (( طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله )) ويقول (( وكان التعطش الى درك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري وفطرة من الله وضعتها جبلتي لا باختياري وحيلتي انحلت عني رابطة التقليد وانكسرت على العقائد الموروثة على قرب عــــــــــــــــهد من الصبا ))(الغزالي :67-68). وفي تلك الأجواء العلمية انتظم الغزالي في العلوم الإسلامية وبخاصة في أصـــــــــــــــــــــول الفقه، ومما تجـــــــــــدر الإشارة اليه أنه كان نهماً لا يشبع من طلب العلم لأنه حياة للنفوس ومتــعة لـــــلأرواح، ونور للقلوب وسعادة للإنسان، ومن أجل ذلك آثر فضيلة العلم على رذيلة الجهل، فإنكب على الدرس وجدّ في التحصيل ولازم أعلام اللغة والأذب وكبار الفقهاء والمحدثين وتأثر بهم وتخــــــــــــلق بأخلاقــــــــــــهم وسار على منوالهم القويم وتتلمذ الإمام الغزالي على أساتذة أجلاء وفطــــــــــــاحل نبلاء من أعــــــــــــــــلام عصره.
الشيوخ اللذين تتلمذ عليهم الغزالي(الفاخوري، 2002 :625) :
1 – العلامة الأديب الشيخ الإمام أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين وإمام الشافعية، وقد أخذ الغزالي عنه المنطق وعلم الكلام والمذاهب وطرق الجدل والحكمة والفلســـفة، وألف في هذه الرحلة كتاب المنخول فقال له إمام الحرمين (( دفنتني وأناحي أهلا صبرت حـــتى أموت ))(عثمان، 1961 :58).
2 – العلامة الجليل الشيخ أحمد ابن محمد الراذكاني الطوسي وهو حجة في العلوم الفقــهيــة وعمدة في عصره وقد تلقى عليه الغزالي الفقه وأصوله.
3 – الشيخ الإمام أبي نصر الإسماعيلي ، حيث سافـــــــــــــــر إليه الغزالي إلى جرجـــــــــــــان لتلقي الــــعلوم الفلسفية وطرق الجدل.
4 – الشيخ الإمام أبي علي محمد الطوسي أستاذ الغزالي في التصوف.
5 – وتلقى الغزالي علوم الحديث علي يد كل من أبي سهل المروزي، والحاكم أبي الفتـــــــح الطوسي، وعبد الله الخواري، ومحمد ابن يحيى المروزي، ونصر ابن ابراهيم المقدسي وعمر الدهستاني.
هؤلاء بعض شيوخه، وقد يكون الإمام الغزالي قد درس علوماً ومعـــــارف أخرى عــــــلى يد أساتذة آخرين لم يتمكن الباحث بعد الحصول على أسمائهم.
ولكن التحقيق العلمي يفرض على الباحث أن يقول إن الغزالي قد تأثر بهؤلاء العلماء، ولكن مقدار التأثر يختلف فلم يكن تأثره بشيخه العلامة الجويني، وشيخه العلامة الأديب الراذكاني الطوسي، مثل تأثره بغيرهم من علماء العصر، فقد لازم هؤلاء الأجلاء ملازمة الظل لصاحبه كما يقولون، فأطال معهم الصحبة ونهل من مواردهم العذبة، وتأثر بهم تأثراً إيجابياً حتى انطبع بطابعهم في العلم والأدب والوقار، فأصبح مناراً للعلم، ومدرسة للمثقفين، وعلماً من أعلام الفكر التربوي الاسلامي.
أثر اشتغاله بالتدريس :
وقد قام الغزالي بالتدريس وتعليم العلم في المدرسة النظامية وكان عمره انذاك 34 سنة(السبكي :24)، واصبحت تضرب به الأمثال وتشد إليه الرحال، واستمر بالتدريس بهذه المدرسة طيلة أربع سنوات، ثم قصد بيت الله الحرام، فحج وتوجه الى الشــــام في ذي القعدة سنة ثمان وثمـــانين، واستناب أخيه في التدريس وذهب بعدها إلى دمشق حيث اعتكف للزهد والتصوف فترة من حياته في زاويته بالجامع الأموي المعروف اليوم بالغزالية.
وفاتــــــــــــــــــــه :
توفي في الطابران بطـــــــــــــــوس يـــــــــــــــــوم الاثنين 14 جمادى الآخرة (505 هــ) المصـــــــــــــــــادف كانـــــون الثاني (1111 م)(السبكي :22).
اسهامات الغزالي في مجال التربية والتعليم :
أولاً: الغزالي والتربية الاسلامية :
الهدف من التربية عند الغزالي هو مساعدة الإنسان على التقرب إلى الله عز وجل والعـمــــــــل للحياة الآخرة، هي أيضاً عملية تجنيب النفس البشرية من الأخلاق الرذيلة، بحيث لا يـكون تفكير الإنسان في الوجود المادي، بل عليه أن يحلق إلى عالم الملكوت الرباني، أي مـوازنة بين الدارين (( الفانية والخالدة )) كذلك دعا الغزالي إلى الأخذ بأساليب الزهد والتقشف والبعد عن ملذات الحياة حتى تلك التي أحلها الله لعباده من طيب الطعام والملبس الجميل ومتــــــــعة الحياة، استطاع الغزالي بصفاء التفكير وسعة الإطلاع أن يعلى الإيمان عن حضيض السذاجة إلى قوة التفكير المرتفع، وهذا ما جعل المفكرين في الشرق والغرب يرون فيه المثل الأعــــلى للتفكير الإلهي والنور المبدد لروح الشك أو التشاؤم(الغزالي، 1971 :53)، حيث قال عنه أحد أعلام الغرب أن أثر الغزالي في العلم الألهي أعظم من أثر القديس توما(طوقان :164). والتربية عند الغزالي في قوله : معنى التربية يشبه فعل الفلاح الذي يقلع الشوك ويـــــــخـــــــــــــرج النباتـــــــــــــــــــــــــــــات الأجنبية من بين الـــــــــــــــــــــــــزرع ليحسن نباته ويكمل ريعه(الغزالي، 1969 :32).
ثانيا : التعليم كما يراه الغزالي :
فالتعليم عنده ينشأ بالضرورة لحاجة الفرد إلى التزود بالمعرفة فيـــأخذ من المجتمع ألـــــــوان المعرفة ثم يعمل على اضافة معارف أخرى جديدة فيحصل التبادل المعرفي بينه وبين التـــراث الاجتماعي فيأخذ ويعطي، فتحصل عملية التأثير والتأثر ولهذا يعتبر العلم والتعليم من الظـواهر الطبيعة في المجتمع.
التعليم بالنسبة للغزالي صناعة، لذلك يعتبره من أشرف الصنـــــــــــــــــــــاعات مطبقاً قول الرسول صـلى الله عليه وسلم (( إنما بعثت معلماً ))، ويرى أن أشرف ما في الانسان قلبه، وفي كتابه إحـياء علوم الدين يقول ( وأشرف جزء من جوهر الإنسان قلبه، والمعلم مشتغل بتكميله، وتجليــله، وتطهيره، وسياقته إلى القرب من الله عز وجل فتعليم العلم من وجه عبادة الله تعالى، ومــن أجل خلافة الله فإن الله قد فتح على قلب العالم العلم الذي هو أخص صفاته، فهو كالخــــــازن لأنفس خزائنه)(الغزالي، 1999 :13).
والعلم عند أبوحامد الغزالي افضل من الصلاة مستشهداً بقول الرسول محمدأ صلى الله عليــه وسلم (( لان تغدو فتتعلم باباً من العلم خير من أن تصلى مائة ركعة )) ويعني هنا العلــــــــــوم الدينية ، والدليل يأتي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ))(البخاري، 2003 :31).
ويقول بصدد نوع العلم الذي يجب معرفته (( إذا قرأت العلم أو طالعته ينبغي أن يكون علمــك يصلح ويزكي نفسك ، كما لو علمت أن عمرك ما يبقى غير اسبوع ))(ناصر، 1977 :319)، ويوصي العالــــــم الذي يعلم الناس أن يستفيد من علمه في العمل وأن يعلّم غيره : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من علم وعمل بما علم فذلك يدعي عظيماً في ملكوت السماوات فإنه كالشمس تضئ لغيرها ومن اشتغل بالتعليم فقد تقلد أمرأ عظيماً وخطراً جسيماً فليحفظ آدابه))(ناصر، 1977 :37).
ثالثا :- المعلم في نظر الغزالي :
والمعلم في نظره متصرف في قلوب الإنسانية ونفوسهم ، لأنه يمارس أحسن الصناعات بـــعد النبوة، لأن العلماء ورثة الانبياء والعلماء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثّوا العلــــم، والمعلم أنموذج ذو مقام رفيع في قلوب المتعلمين عليه أن ينتبه إلى نية المتعلم فإن رآهــــــــا حسنة علمه وأن رآها عكس دلك عرض عنه، مستشهد اً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تجلسوا عند كل عالم يدعوكم من خمس إلى خمس، من الشك إلى اليقين ومن الرياء إلى الإخلاص ومن الرغبة إلى الزهد ومن الكبر إلى التواضع، ومن العداوة إلى التضحية )(الغزالي، 1969 :37)، ويعتبر الغزالي أن حق المعلم بالنسبة للطفل أعلى من حق الوالدين لأن الوالد سبب الوجـــــود الحاضر والحياة الدنيا، أما المعلم فهو سبب الحياة الباقية والمفيد للحياة الخالدة. فهو مـــعلم علوم الخالدة أو علوم الفانية على قصد الآخرة وقد أوصى الغزالي مجموعة من الخصـــــــائل الحميدة ينبغي أن يتحلى بها المعلم منها.
1 – الشفقة على المتعلمين، وذلك بالتعامل بطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ اقتداء بقـــــــول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا لكم مثل الوالد لولده ).
2 – أن يكون المعلم قدوة حسنة ، وأن يطابق قوله فعله ، ويكون متحلياً بالورع والتقـــوى، ولا ينهى عن خلق ويأتي مثله.
3 – اوصى الغزالي بمبدأ الفروق الفردية ، فهو ينصح المعلم بأن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه فلا يلقى إليه مالا يبلغ عقله فينفره.
4 – أن يزجر الصبي عما يبدو منه من سوء الخلق بطريقة الرحمة لا التوبيخ وأن يكــــــــون تأديبه بالبرهنة والتوجيه لا بالضرب والوعيد.
5 – الا يطلب المعلم على العلم أجراً ولا يقصد جزاء ولا شكورا، وإنما يقصد به ابتغاء وجه الله تعالى.
6 – أوصى المعلم أن لا يذم علماً لا يعلمه، أي أن المتكفل ببعض العلوم ينبغي ألا يقبح فــــــي نفس المتعلم العلوم التي وراءه كمعلم اللغة العربية إذ عادته تقبيح علم الفقه، أو معلم الفقه عادته تقبيح علم الحديث والتفسير. بل ينبغي أن يعظم المعلم من شأن العلوم التي ليست من تخصصه وألا يقلل من قيمتها على حساب تمجيد علمه.
طـــرق وأساليب التعلـــيم عند الغـــزالي
المناهج وطرق التعليم عند الغزالي :
أولاً : تصنيف العلوم والمنهج التعليمي :
وتتمثل فكرته عن المنهج في المواد الدراسية التي كان يتناولها الصبي في الكتاب وهذه المواد منها ما اعتبرها علوماً أساسية، ومنها ما أعتبرها علوماً اختيارية وفيما يلي بيان هذا التقسيم(مرسي، 1993 :239).
1 )- الأساسية وتشمل القرآن الكريم والحديث.
2 )- الفروع وتشمل الفقه.
3 )- المقدمات وهي العلوم التي لها صلة في دراسة الأصول الفقهية وتشمل النحو واللغة.
4 )-المتمات وتشمل القراءات والتفسير.
ويرى أبو حامد من حيث قيمتها تقسيمها إلى :
- علوم مذمومة مثل علوم السحر والطلسمات وعلم الشعوذة والتلبيسات لأنه لا يرجى نفع منها في الحياة الدنيا ولا في الآخرة.
- علوم محمودة وهي العلوم الشرعية، ما استفيد من الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه لأنها تطهر النفس وتقرب الإنسان من ربه.
ج - علوم قليلها محمود وكثيرها مذموم مثل علم الفلسفة التي تقود الإنسان إلى الشـــــــــــــــك وتؤدي به إلى الإلحاد كما ورد عنده في كتابه تهافت الفلاسفة.
العلوم المقصودة والعلوم المساعدة :
د - العلوم المقصودة هي العلوم الدينية وهي كتاب الله والسنة النبوية واجماع الأئمة وآثـــــــــار الصحابة، وهي فرض عين على كل فرد.
العلوم المساعدة وهي فرض كفاية أي ليست مفروضة على كل فرد مثل علوم الحســــــــــــاب والطب والصناعات.
ثانياً : طرق وأساليب تعليم هذه المواد :
ان اساليب التعليم التي اعتمدها أبو حامد الغزالي – كما نلمس من خلال كتاباته – أغلبها مركزة على تعليم القرآن الكريم والحديث باعتبارهما المواد الاساسية وما عداهما من مواد اغلبها تعتبر من المواد المساعدة على قراءة القرآن وحفظه وفهم الحديث. ومن خلال تتبع الباحث – كما أبــــــــداه الغزالي في هذا المجال – تبدو بعض الأساليب التاليه :
1 – اسلوب الحفظ والفهم : وقد أكد الغـــزالي على هذا الاسلوب، لأن من طبيعة دراسة القــــرآن الكريم أن يكــــــون الصبـي مطالباً بالحفـــــــظ، وكان يلقن ما يراد تعليمه وحفظه، ويقول الغــــــزالي في هذه الطريقة ( أن الدين ينبغي أن يقدم إلى الصبي في أول نشؤه يحفــــــظه ثم لايزال ينكـــــشف له معناه في كــــبره شيـــــــاً فــشــيئاً فابتــــدئوه الحفــــظ ثم الفـــــهم، ولهذا شبه عملية التلقين ببذر في التربة لزراعتـــــــها وشـــــــبه الاعتـــــقاد عن طريق البرهان بعملية السقى والتربية )(الغزالي، 1999 :83) وقد تبدو هذه الطريقة مطابقـــــــــة للطرق الحديثة في التربية والتعليم التي تعني بالفهم لتيسير الحفظ.
2 – اسلوب الثواب والعقاب : التربية الاسلامية تستخدم اسلــــوب الثواب والعقـــاب لمـاله من أهمـــية بالـــغة في التنشــــــــــئة الصـــــالحة لأبنائنا، ويعتبر هذا الاسلوب من الاساليب الطبيعية التي تستند إليها التربية في كــل زمان ومكان ويقدم لنا الغزالي اسلوب الثواب والعقاب لتأديب الصبي إلا أنه يرى ألا يكــــــون العقاب لكل أمر بل من الأفضل التغاضي عن بعض الأمور إذا خجل الطفل منها وتستر لإخفائها ولا يكون العقاب علناً حتى لا يشجع الطفل على تعود الخطأ، ويجب أن يقل من العقاب حتـــــى لا يتعود الطفل المهانة ويهون عليه سماع اللوم والتأنيب. وقد ضرب الله لنا مثلاً بأنــــــه وإن كان يحاسب الناس على ذنوبهم يترك الباب مفتوحاً أمامهم للتوبة والعودة إلى الله. } فمـــــن تاب من بعد ظلمه واصلح فإن الله يتوب عليه { ] سورة المائدة، الآية 39 [، واستخـــــــدام العقاب يكون بعد أن تكون الاساليب الأخرى من نصح وهداية وإرشاد قد عجزت عن أن تحقق المطلوب منها وهذا يعني أن يعول في التربية الاسلامية على أسلوب الثواب والترغيـــــــب بصورة أكثر قال تعالى } ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة { ]سورة النحل، الآية 125 [.
3 – اسلوب الوعظ والتوجيه والنصح : وهو من الأساليب المعروفة في التربية الاسلامية وله تأثيره الحسن في النفوس، لأنه يتطرق إلى النفس الإنسانية من مداخلها الحقيقة، وقد دكر الغزالي الفوائد والمضار وإرشاد الطلاب للخير وحثهم على التحلي بمكارم الأخـــــــــــلاق وتجنــــــب الرذائل، وفي القـــــــــــــــرآن الكريم عظــــات كثيرة : } إن الله نعما يعظكم به { ] سورة النساء، الآية 58 [ وفي أسلوب الوعظ والتوجيه والنصح مجال كبير للمعلمين في توجيه طلابهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم، وقد أوصــــــى الغزالي بالشعر لأغراض تربوية لقوة تأثيره على النفوس، وحفظ الشعر في الحكمــــــــــــــة والموعظة والحكم والأمثال والقصص القصيرة وكل ما يهدف إلى تهذيب الأخلاق وتزكيتـــــها وللإيحاء الخارجي أثر كبير في أسلوب تربية الأطفال فهم يتقون بكل ما يقرأونه في الكتـــــــب فيتأثرون بالحكم و المواعظ والوصايا الخلقية(الغزالي :92).
4 – اسلوب المحاضرة والمناظرة والحوار : اسلوب الحوار والمناقشة والإقناع والإقتناع عن طريق العقل والمنطق من الأساليب التي تقوم عليها التربية الإسلامية في توجيه الإنسان نحو الحق والخيرة، والقرآن الكريم مليء بالأمثلة التي تؤكد أهمية الصبغة العقلية للإنسان، منها ما ضربة الله مثلاً لرسوله الكريم بأن يدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى } لا إكراه في الدين { ] سورة البقرة، الآية 256 [ لقد كان الغزالي يعتمد المحاضرة والمناظرة والحوار لأنها توصل إلى البرهان والإقناع واستخدام صحيح بصيرة المتعلم وإدراكه، ويؤكد ابن خلدون وهو أحد أعلام التربية. أن الطريقة الصحيحة في التعليم هي التي تهتم بالفهم والوعي والمناقشة لا الحفظ الأعمى عن ظهر قلب، ويشير إلى أن ملكة العلم إنما تحصل بالمحاورة والمناظرة في مواضيع العلم وهو يعيب طريقة الحفظ عن ظهر قلب ويعتبرها مسؤولة عن تكوين أفراد ضيقي الأفق عقيمي التفكير لا يفقــــهون شيئاً ذا بال في العلم.
والمربي الزرنوجي اعتبر أسلوب المناظرة والحوار في التدريس اسلوباً مفضلاً مجدياً فـــــــي التعليم حيث نجده يقول ( إن قضاء ساعة واحدة في المناقشة والمناظرة أجدي على المتـــعلم من قضاء شهر بأكمله في الحفظ والتكرار).
والغزالي أورد مجموعة من الشروط والمبادئ التي تجعل المناظرة والحوار أسلوباً فـــــــعالاً للتعلم والبحث العلمي، ويلخصها الباحث بما ياتي :
- أ- أن يكون هدف المناظرة في الحوار الوصول إلى الحقيقة لا التضليل وحب الانتصار بالباطل.
- ب- أن يكون المناظر ملماً بموضوع المناظرة والتحلي بالهدوء وسعة الصدر.
ج - يجب أن تكون الصورة مبسطة في أسلوب الحوار والمناقشة الذي يديره المعلم مع تلاميذه ليحفزهم على التفكير.
تراثه الفكري :
قد خلف أبو حامد الغزالي تراثاً فكرياً نافعاً يدل على سعة علمه وتنوع معارفه حيث بـــــدأ في فروع الفقه وأصوله وفي مسائل الخلاف وفي الجدل(السبكي :101) منذ صباه، وقيل لـــــــــــــو أحصيت كتبه ووزعت على عمره لكان لكل يوم منه أربعة كراريس، فكان تعطشه إلــــــى جميع أنواع المعرفة وطلب الوصول إلى اليقين في كل أمر والوقوف على حقيقة الأشياء، وأستمر في التأليف إلى آخر سنة من حياته، فمن كُتبه :
1 – أحياء علــوم الدين : أوسع كتبه وادلها على اتجاهه العملي في الحياة وعلى سلوك الصوفي في العبارة والتفكير والمعاشرة، ويتكون من أربع مجلدات.
2 – أيها الولد : ألف هذا الكتاب بعد كتاب أحياء علوم الدين وقد أورد فيه مفهومه للتربية وفي هذا المؤلف أن واحداً من الطلبة المتقدمين لازم الغزالي، ثم أشتغل بالتحصيل على نفسه حتى جمع دقائق العلوم، ثم أنه كتب إلى الغزالي يسأله عن علم ينفعه في الآخرة حتى يعمل به ويترك ما غيره فكتب الغزالي إليه هذه الرسالة يخاطبه فيها بقوله ( أن النصح يؤخذ من معدن النبوة، فإن كان قد بلغك منه شيء فأي حاجة لك في نصيحتي، وإن لم يبلغك فماذا حصلت في تلك السنين الماضية؟ ).
3 – مقاصد الفلاسفة : هذا الكتاب ألفه في الرد على الفلاسفة، وقال فيه : ليس في الإمكان ولا من الإنصاف أن يرد الإنسان على مذهب قبل عرضه وتوضيحه، ومن أجل ذلك وضع كتاب مقاصد الفلاسفة لحكاية مقاصد الفلاسفة ( من علومهم الطبيعة والإلهية من غير تمييز بين الحق منها والباطل ) غير أن الغزالي خالف أحياناً ما شرطه على نفسه وكان يقول مثلاً (وأما الإلهيات فأكثر عقائدهم فيها على غير الحق والصواب فيها نادرة).
4 – المستظهري : ويسمى أيضاً ( فضائح الباطنية ) ورأيهم في الإمام المعصوم. ثم كفرهم ويرجــــــــع تأليف هذا الكتاب تلبية لرغبة الخليفة المستظهر.
5 – الاقتصاد في الاعتقاد : وهو بحث موجز معتدل في علم الكلام، ويعني بالاقتصاد ( الاعتدال ) موقفاً وســـطاً بين الذين جحدوا على التقليد والذين اتبعوا ظاهر الشرع بلا تفكير وبين الفلاسفــــــة الذين تطرفوا في الآراء والتأويلات حتى ابتعدوا عن الدين أو تركوه.
6 – تهافت الفلاسفة : ويقصد الغزالي بالتعبير ( تهافت الفلاسفة ) تناقض الفلاسفة في أدلتهم وقصورهم عن إقامة الأدلة المقنعة على صحة ما يزعمون من الآراء، وفي هذا المؤلـــــــف رد أبوحامد على الفلاسفة نفسهم وأراد به تسويد صفحتهم عند العامة وتهديد فلســـــفتهم نفسها.
7 – المنقذ من الضلال : وهو يسرد سيرة حياته، ويقول في كتابه هذا (( أنه لا يوجد فيلسوف لم يــــــــــدرس منهاجه، ولا متكلم لم يتتبع كلامه، ولا صوفي لم يخفي في أسراره.
8 – المستصفي : جعله الغزالي لعلم أصول الفقه.
9 – إلجام العوام عن علم الكلام : وقد أكد فيه الغزالي على صحة مذهب السلف فيما يتعلق بذات الله وصفــاته وأفعـــاله، ويـــرد على الحشريه والمجسمة.
خاتمة البحث ونتائجه :
مما سبق من البحث عن الفكر التربوي الاسلامي عند أبو حامد الغزالي، وبعــــــد أن عشت أوقاتاً ممتعة أبحث وأنقب في خفايا أثاره، حتى استطعت بعون الله وتوفــــــيقه جمع ما تيسر لي في هذا البحث المتواضع، إتضحت لي فكرة وعبقرية وذكاء هـــــــذا الرجل، وأصالة أفكاره وآرائه التربوية حيث أصبح مفكراً من أعلام التربية الإسلامية بفضل الله تعالى، ثم بفضل شدة اتصاله بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن خلال استعراضي للأفكار التربوية للغزالي توصلت إلى النتائج الآتية :
1 . للبيئة الاجتماعية دور كبير في تكوين شخصية الغزالي.
2 . تربية أبو حامد الغزالي أساسها القرآن الكريم والسنة المطهرة.
3 . الزهد ركن أساسي في حياة أبو حامد الغزالي.
4 . يحتل التعليم المرتبة الأولى في فكر الغزالي.
التوصيات :
1 . الانفتاح على العالم والاطلاع على أساليب التربية الحديثة، وأخذ ما يوافق حاجـــــــــــــات المجتمع المسلم شريطة الا يصطدم مع العقيدة وأصول الدين.
2 . تقدير العلماء واعطائهم الإهتمام اللائق بمكانتهم عرفاناً بالجميل، وتقديراً لجهودهم التي بذلوها في سبيل صلاح البشرية.
3 . إن اسلوب الغزالي في التربية المستمدة من المنهج الاسلامي السمح يمكن أن يكـــــــون مرجعاً في وقتنا الحاضر لأسلوب التربية الحديثة. لذلك يوصي الباحث بإزالة الغبار عن فكر أبوحامد الغزالي، ومحاولة الاستفادة منه في مؤسساتنا التربوية الرسمية.
4 . ينبغي تشجيع البحوث التربوية، وتدعيمها وتقويتها في السنوات المقبلة حتى يصبـــــــح البحث التربوي قادراً على حل مشاكل التعليم، وعلى توفير الاحتياجات من البحوث وعلى إيجاد أساليب وطرق التدريس الكفيلة بالنهوض بها.
المقترحات :
1 – باعتبار الإمام الغزالي واحداً من أئمة الفكر التربوي العربي الإسلامي وهو جدير بالــنظر والتأمل، لهذا فإن الباحث يقترح دراسة مقارنة مع بعض أعلام مفكري الإسلام كابــــــن سحنون، أو القابسي، أو ابن خلدون.
2 – يدعو الباحث إلى مزيد من الاهتمام بالتراث التربوي الاسلامي، والاكثار من الدراســـات في هذا المجال لتجــــــلية هذا التـــــراث وإبـــــــرازه والإشـــارة إليه في الكتــــابات التربـــــوية المعاصـــــــــرة، وإعطاء أهمية للدراسات المقارنة، لبيان الأصول والجذور الاسلامية للكثير من الأفـــــــكار والاتجاهات، والتطبيــــــقات التربوية الحديثة، حتى نستطيع أن نصل الحاضر بالماضـــــــــــي، والأجيال الموجودة الآن بماضي تراثها وحاضرتها الخالدة، فتكون نبراساً يهتدون به فـــــــي مسيرتهم، نحو تحقيق حياة أكثر رقياً وسعادة.
المــراجــــــع :
1 – فهمي، أسماء حسن، (1947)، مبادئ التربية الاسلامية، ص3، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، مصر.
2 – همام، طلعت، (1984)، سين وجيم عن مناهج البحث العلمي، ص43، مؤسسة الرسالة عمان، الأردن.
3 –مرسي، محمد منير، (1993)، التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، ص226، عالم الكتب، القاهرة، مصر.
4- نفس المرجع، ص236.
5 –الغزالي، الإمام أبي حامد محمد، (1999)، إحياء علوم الدين، ط1، دار الفجر للتراث، القاهرة، مصر.
6 – الاعسم، عبد الأمير، (1981)، الفيلسوف الغزالي، ص30، دار الاندلس، بيروت، لبنان.
7 – الغزالي، إحياء علوم الدين، مرجع سابق، ص2.
8 – الغزالي، (1964)، ميزان العمل، تحقيق سليمان دنيا، ص159، دار المعارف، القاهرة، مصر.
9 – موسوعة الزاد للعلوم والتكنولوجيا بالكتاب والفيديو–أعلام الإسلام، (1995)، العدد12، ص87، مطابع ديداكو، اسبانيا.
10 –فرحات، محمود محمد، تطور التربية العربية الاسلامية – ماضيها وحاضرها، ص74، مطابع الوحدة العربية، الزاوية، ليبيا.
11 –الغزالي، المنقذ من الضلال، ص67-68، منشورات دار الحكمة، دمشق، سوريا.
12 –الفاخوري، حنا، (2002)، تاريخ الفكر الفلسفي عند العرب، ص625، دار نوبار للطباعة، القاهرة، مصر.
13 –عثمان، عبدالكريم، (1961)، سيرة الغزالي، ص58، دار الحكمة، سوريا.
14 –السبكي، تاج الدين أبو النصر عبد الوهاب بن علي، الطبقات مطبعة الحسينية، ص24، القاهرة، مصر.
15- نفس المرجع، ص22.
16 –الغزالي، (1971)، مجموعة رسائل الإمام الغزالي 7 – 1، ص53، دار الكتب العلمية، ط6، بيروت، لبنان.
17 –طوقان، قدري حافظ، مقام العقل عند العرب، ص164، دار القدس، بيروت، لبنان.
18 –الغزالي، (1969)، أيها الولد، ص32، اللجنة اللبنانية لترجمة الروائع، ط3، بيروت، لبنان.
19 –الإمام الغزالي، إحياء علوم الدين، مرجع سابق، ص13.
20 –الإمام البخاري، شيخ الحفاظ، (2003)، صحيح البخاري، ص31، مكتبة الإيمان، كتاب العلم، ح14، القاهرة، مصر.
21 –ناصر، محمد، (1977)، الفكر التربوي العربي الاسلامي، ص319، وكالة المطبوعات، ط1، ج2، الكويت.
22- نفس المرجع، ص325.
23–الغزالي، أيها الولد، تحقيق أحمد مطلوب، مرجع سابق، ص37.
24 –مرسي، محمد منير، التربية الاسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، مرجع سابق، ص 239.
25 –الغزالي، احياء علوم الدين، مرجع سابق، ج1، ص83.
26 –الغزالي، آداب الصحبة، ص92، تحقيق محمد مسعود المعينى، دار الحكمة، دمشق، سوريا.
27 –السبكي، الطبقات، ص101، مرجع سابق، ج4.