شريط اخباري

📱0925331414 ● تعلن الجامعة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية المعتمدة ( مؤسسي وبرامجي )عن فتح باب التسجيل والقبول لفصل الربيع 204 وذلك في التخصصات التالية إدارة الأعمال، محاسبة، حاسب آلي، تمويل ومصارف، قانون، هندسة النفط، فعلى الطلبة الراغبين في الإلتحاق بالدراسة في الجامعة الحضور للجامعة مصحوبين بالمستندات التالية، شهادة ثانوية وما يعادلها، 8 صور، شهادة صحية، شهادة ميلاد، العنوان عين زارة بجانب جامعة طرابلس قاطع ب وذلك من الساعة 9 صباحا حتى الساعة 6 مساءاً ولأي استفسار نامل الاتصال على الارقام التالية 0922108002 ● تهنئ الجامعة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية جميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين والعاملين بحصولها علي الاعتماد البرامجي لقسمي إدارة الأعمال والمحاسبة والحاسوب وذلك بحصول الأقسام العلمية على الإعتماد المؤسسي والبرامجي. ● تم بحمد الله وتوفيقه في الأيام الماضية التوقيع علي اتفاقية تعاون في اللغة الانجليزية بين الجامعة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية و معهد غلوبال تيسول الكندي (Global Tesol College ) حول الموضوعات الاتية:- 1- دورات تعليم اللغة الانجليزية لسبعة مستويات .2- شهادة التيسول الدولية International Tesol ertificate تأهيل الطلبة لامتحانات (IELTS and TOEFL) تأهيل ورفع كفاءة مدرسي اللغة الانجليزية وتخريج مدرسين لغة انجليزية جدد بالاضافة الي مجموعة اخري متنوعة من برامج اللغة الانجليزية وبعض التخصصات الاخري. ● . تــعلن إدارة مجلة الليبية عن بدء تجميع المادة العلمية لسنة 204 فعلى السادة أعضاء هيئة التدريس الراغبين في نشر أبحاثهم الاسراع بالتواصل مع إدارة المجلة وتجهيز نسختين إحداها ورقية والأخرى إلكترونية موعد استلام الورقات البحثية من الساعة 12- 4 كل يوم عدا الجمعة والسبت. ● تم بحمد الله عقد اتفاقية تعاون بين الجامعة الليبية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وذلك في مجال، الدراسات العليا الني تمنحها الأكاديمية، مجال التدريب، مجال إيفاد الخبراء، الاستشارات والبحوث المشتركة

واقع ومستقبل التعليم الإلكتروني في ليبيا

واقع ومستقبل التعليم الإلكتروني في ليبيا

                                                   أ. عبدالقادر إبراهيم الحضيري

                                                 محاضر/ كلية العلوم/ جامعة طرابلس

المستخلص:

يعتبر التعليم الالكتروني أسلوب من أساليب التعليم في إيصال المعلومة للمتعلم، ويتم فيه استخدام آليات الاتصال حتى يتم التعلم من خلال المرسل والمستقبل باستخدام الوسائل الحديثة من حاسب آلي وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي؛ أي استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة، وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية وضبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين.

وللتعليم الإلكتروني فوائد جمة في تطوير وتسهيل العملية التعليمية. فهو يتيح للطلاب قدرة أكبر على الاستيعاب والفهم والمشاركة، وكذلك جعل العملية التعليمية أكثر استمتاعاً. كما يساهم التعليم الإلكتروني في التغلب على العديد من المشاكل والصعوبات التي يواجهها الطلبة والتي قد تعيق تحصيلهم العلمي، لا سيما ذوي الاحتياجات الخاصة.

وهو فلسفة تربوية جديدة في طور التشكيل حالياً، تتصاعد سرعة تكونها مع سرعة التطور في تقنيات الاتصالات والمعلومات، هذه التقنيات التي لا يمكن الجدال حول ضرورة أهميتها في عالم اليوم.

يناقش هذا البحث وهو في فصلين يتناول الفصل الأول أنواع التعلم أو التعليم الالكتروني وتعريفاته المختلفة , كما يناقش خصائصه ومزاياه وايجابياته. وطرق توظيف التعليم الالكتروني في التدريس. ويبين إيجابياته والعوائق والتحديات التي تواجهه. ويعقد البحث مقارنة بين التعليم التقليدي والإلكتروني ومدى فاعلية – أو عدم فاعلية – كل منهم في العملية التعليمية.

البحث يناقش أيضا في فصله الثانيآلية أو متطلبات تنفيذ نظام تعليم الكتروني، ثم يدرس واقع التعليم الإلكتروني في ليبيا حيث يشهد التعليم الإلكتروني اهتماماً متزايدا في ليبيا، على كل من مستوى التعليم العام، ومستوى التعليم الجامعي. وقد اصدرت وزارة التربية والتعليم (العالي) قرارات خاصة لهذا التعليم، بهدف الاستفادة من مُعطياته، واستغلالها على أفضل وجه مُمكن.

يعرض البحث في نهايته جملة من التوصيات التي تبين الخطوات والمقترحات التي تساعد على الوصول الى تطبيق التعليم الالكتروني وللرقي في الوصول إلى تعليم الكتروني مميز. مع اطلالة على مستقبل التعليم الإلكتروني، ثم الخلاصة والخاتمة.

مـقدمة عن التعليم الإلكتروني:

يشهد التعليم الإلكتروني اهتماماً متزايدا في ليبيا، على كل من مستوى التعليم العام، ومستوى التعليم الجامعي. وقد اصدرت وزارة التربية والتعليم (العالي) في ليبيا قرارات خاصة لهذا التعليم، بهدف الاستفادة من مُعطياته، واستغلالها على أفضل وجه مُمكن. فالتعليم الإلكتروني يفتح آفاقاً جديدة للتعليم ونشر المعرفة بكفاءة وفاعلية غير مسبوقة.

ويعاني التعليم العالي في ليبيا من عدة اشكاليات حيث لا يزال على نمطه الذي كان عليه مما يحتم التفكير في ايجاد بدائل لتحديث التعليم العالي. وعندما نقول عبارة "التعليم الإلكتروني"، فإن الإلكتروني هنا ليست وصفاً "لمضمون" هذا التعليم، بل هي وصف "لأسلوبه". وعلى ذلك فإن أي مضمون من مضامين التعليم، يُمكن أن يُنفّذ بأسلوب إلكتروني.

وبداية يطرح الباحث سؤالا يتعلق بموضوع الورقة وهو:

ما مدى إمكانية استعمال التعليم الالكتروني في ليبيا ؟ إن هذا الأمر يتطلب القيام بدراسة شاملة وكاملة (غير هذا البحث) للمؤسسات التعليمية وخاصة الجامعات الليبية لمعرفة عدد المنتسبين لها ومعلوماتهم الديموغرافية وأوضاعهم المالية والاجتماعية وخبراتهم العملية وتوزيعهم الجغرافي، كما يتطلب الأمر دراسة مفصلة للتخصصات التي تتطلب انتظاماً كاملاً أو شبه كامل ..! ونظراً لعدم وجود دراسات مفصلة كهذه بين أيدينا فإنه يصعب التنبؤ بدور التعليم الالكتروني في ليبيا وخاصة خلال السنوات العشر القادمة !!. لذلك فإن الاتجاه باستخدام التعليم الإلكتروني يتزامن مع تحديد المزايا المرتبطة بهذا الاستخدام والمشاكل الفنية للتطبيق لتقييم أهمية الدعوة لمثل هذا الاستخدام, فإذا كانت الإيجابيات ومنافع الاستخدام ذات قيمة تستوجب توظيف تكنلوجيا المعلومات الحديثة في التعليم ، فإن ذلك يتحقق بفاعلية اكبر إذا تم تحديد المشكلات والمعوقات التي تواجه مثل هذا التوظيف، حيث تشير كثير من الدراسات والوقائع إلى ارتفاع عدد الطلبة الذين يلتحقون بالمدارس عاما بعد عام مما يرفع عدد الطلبة الملتحقين بالجامعات، ويحتم الاهتمام بموضوع التعليم الالكتروني الذي اصبح ضرورة ملحة، ليساعد على حل هذه الاشكالية المتصاعدة عاما بعد آخر.

يعتبر التعليم الالكتروني اسلوباً جديداً في التعلم فرض نفسه بقوة على مراكز المعلومات، والمؤسسات الأكاديمية كشكل جديد يتناسب وتطورات تكنولوجيا المعلومات، فأصبح التعليم الالكتروني يشكل جزء مهماً في كيان الجامعات الاكاديمية.

كان الاهتمام في الفترة الاخيرة بالتعليم الالكتروني من قبل الجامعات الاكاديمية في العالم نتيجة النمو المتزايد في اعداد الطلبة والباحثين. لما له من دور في عمليات نقل العلوم والتكنولوجيا سواء كان ذلك بين المؤسسات العلمية في الدولة المتطورة أو بين الدول النامية على شكل اساليب فنية معينة تساعد هذه الدول النامية على اللحاق بركب الحضارة والتطور الذي يزدهر في كل لحظة في ارجاء العالم.

إن عملية نقل العلوم والتكنولوجيا من خلال تنظيمها وتحليلها وعرضها بطريقة منهجية مرتبة، تهدف الى خدمة الطلبة والباحثين على حد سواء، ولتوفر عليه الجهد والوقت أثناء بحثه عن احتياجاته العلمية. وعليه فالتعليم الالكتروني يوفر قاعدة معلوماتية واسعة لفتح مجالات اتصال آخر بين الطلبة أنفسهم من جهة أخرى, حيث يبيّن العالم سايموند (Alexander, Symonds ) بأن اعداد الطلبة الملتحقين لدراسة البكالوريوس في الولايات المتحدة الامريكية عام (2003) زادت بمقدار (8%) عن عام 1999م وهذا توافق مع انخفاض الدعم الحكومي الذي ادى بدوره الى زيادة الرسوم الجامعية، وبالتالي لابد من إيجاد حل لهذه الأزمة على المدى البعيد [1] .

   وهذا ما يبرر اتجاه الجامعات نحو البحث عن مصادر تمويل إضافية أو طرق تعليم متطورة تستوعب الزيادة في إعداد الطلبة وبتكلفة أقل ,وهذا قد يتحقق من خلال التعليم في البيئة الإلكترونية.

تلعب تقنية المعلومات والاتصالات(ICT) INFORMATION-COMMUNICATION TECHNOLOGY دوراً ملموساً ومهمّاً في مناحي الحياة اليومية جميعها بشكل عام وفي التعليم بشكل خاص، فقد ظهرت كثير من المؤسسات التعليمية التي تبنت استخدام تلك التكنولوجيا كوسائط ناقلة في عملية الاتصال التعليمي؛ لكونها تساعد على إيجاد عملية تعلّميّـة فاعلة وتزيد من دور التعلم في ذلك.

   وقد أدى هذا إلى ظهور مفاهيم جديدة في عالم التعليم مثل:

التعليم الإلكتروني، والتعليم بوساطة الإنترنت، والكتاب الإلكتروني، والجامعة الافتراضية، والمكتبة الإلكترونية وغيرها من الوسائط الإلكترونية التي تساعد المتعلم على التعلم في المكان الذي يريده وفي الزمان الذي يلائمه ويفضله دون الالتزام بالحضور إلى قاعات التدريس في أوقات محددة. وبتوافر تلك التكنولوجيا الحديثة في المؤسسات التعليمية، بدأت عملية تصميم تعليم متكامل قائم على استخدامها، واصطلح على تسميتها أسماء مختلفة كان أكثرها مفهوم “التعلّــم الإلكتروني E-Learning“. وخلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسب التعليمي، ولا يزال استخدام الحاسب في مجال التربية والتعليم في بداياته التي تزداد يوماً بعد يوم، بل أصبح يأخذ أشكالا عدة فمن الحاسب في التعليم إلى استخدام الإنترنت في التعليم وأخيراً ظهر مفهوم التعلم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة.

كما أن هناك خصائص ومزايا لهذا النوع من التعليم وتبرز أهم المزايا والفوائد في اختصار الوقت والجهد والتكلفة، إضافة إلى قدرة الحاسوب على تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المعلم والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابة، لا تعتمد على المكان أو الزمان. وبالتالي فإن التعليم الالكتروني يعد نمطاً جديداً من أنماط التعليم، فرضته التغيرات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم حتى يومنا هذا، ولم تعد الطرق والأساليب التقليدية قادرة على مسايرتها، ولذا أصبحت الحاجة ملحة لتبني نوعاً آخر من أنواع التعليم وهو (التعليم الإلكتروني) الذي يعتبر من الاتجاهات الجديدة، وكما انه انتشر كأداة حديثة ومهمة من خلال انتشار الإنترنت، وحاليا يوجد في كثير من دول العالم العديد من المراكـــز التعليمية في الجامعات والمؤسسات التعليمية العامة والخاصة بشكل عام، التي تعتمد عليه كوسيلة تعليم مرنه، وكذلك وسيلة تعليم عن بعد.

وقد جعلت ثورة المعلومات العالم أشبه بشاشة إلكترونية صغيرة في عصر الامتزاج بين تكنولوجيا الإعلام والمعلومات والثقافة والتكنولوجيا، وأصبح الاتصال إلكترونياً وتبادل الأخبار والمعلومات بين شبكات الحاسب الآلي حقيقة ملموسة، مما أتاح سرعة الوصول إلى مراكز العلم والمعرفة والمكتبات والاطلاع على الجديد لحظة بلحظة.

وقد بدأً مفهوم التعليم الالكتروني ينتشر منذ استخدام وسائل العرض الإلكترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية واستخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم الفصلي والتعليم الذاتي، وانتهاء ببناء المدارس الذكية والفصول الافتراضية التي تتيح للطلاب الحضور والتفاعل مع محاضرات وندوات تقام في دول أخرى من خلال تقنيات الانترنت والتلفزيون التفاعلي.

لقد أدت التحديات التربوية الهائلة التي يطرحها عصر الكمبيوتر والمعلومات إلى مراجعة شاملة ودقيقة للأسس التربوية حيث إن هدف التربية لم يعد هو تحصيل المعرفة، فلم تعد المعرفة هدفا في حد ذاته، بل الأهم من تحصيلها هو القدرة على الوصول إلى مصادرها الأصلية وتوظيفها في حل المشكلات لأن تقنية المعلومات والاتصالات لها اثر بالغ في التربية المستدامة. لذلك كله لابد من مواكبة التغيرات في اساليب التعليم ووسائله المختلفة بحيث نراعى الاصالة ونتبنى فلسفة تربوية اصيلة، ومواكبة ايجابيات عصر المعلومات وهذا يستلزم زيادة فاعلية المدرسين، لينعكس ذلك على المجتمع المدرسي والمجتمع بشكل عام.

وهناك من يسأل: هل التعليم الالكتروني يسعى للحلول بدل التعليم التقليدي؟ في رأي الباحث انه لا يسعى للحلول محل التعليم التقليدي، بل لدعم عملية التعلم بوسائل جديدة وتسهيلها بحيث تتصف بالمرونة بالمكان والزمان، انه يسعى لإيجاد بيئة تعليمية تدمج فيها مجموعة من الأدوات والوسائط التقنية بطريقة مؤثرة وفعالة، ولا شك انه هناك خلاف بين المؤيدين للتعليم الالكتروني والمعارضين له (المؤيدين للتقليدي) ستعرض إليه في حينه لاحقاً.

1- مشكلة البحث، واهميتها:

بدايةً فقد قسمت البحث في موضوع (التعليم الإلكتروني) الى فصلين؛ تتناول الفصل الأول بعد المستخلص:

مقدمة عن التعليم الإلكتروني، مشكلة البحث وأهميتها، تعريفات للتعليم الإلكتروني ومراحل تطوره، أنواعه وخصائصه، أهداف التعلم الإلكتروني، ميزات وايجابيات التعليم الإلكتروني، سلبيات ومعوقات وتحديات التعليم الالكتروني،العوامل المسببة في فشل استخدام التعليم الالكتروني. اما الفصل الثاني فسوف يتناول تنفيذ نظام تعليم الكتروني، ونظام ادارة المحتوى للتعليم الإلكتروني، ثم تتطرق إلى دراسة واقع التعليم الإلكتروني في ليبيا، مقترحة بعدها جملة من التوصيات والمقترحات مع إشارة إلى مستقبل الـتعليم الإلكتروني، وينتهي بالخلاصة والخاتمة.

بشكل عام تكمن أهمية هذا البحث في الآتي:

•توفير معلومات يستفاد منها قبل البدء أو التوسع في مشروع التعليم والتعلم الإلكتروني عبر شبكة المعلومات، وهذا يجنب المؤسسات الأكاديمية التعليمية تكاليف إضافية قد تنتج عن سوء التخطيط أو التوقع لما ستنتج عنه عملية التحول الى التدريس باستخدام الشبكة العالمية.

•توفير المعلومات لمتخذي القرار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وفي جامعاتنا الليبية عند طرحهم لمواضيع التدريس باستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة.

• محاولة بناء تصور ايجابي وفعال للمؤسسات الاكاديمية وللأفراد والمجتمعات في أهمية التحول نحو التعلّم الالكتروني، إذ لابد من تحويل التعليم إلى تعلم .

وتعتبر مشكلة استيعاب الطلاب الراغبين في الالتحاق بمؤسسات التعليم الجامعية من ابرز التحديات التي تواجه انظمة التعليم العالي في ليبيا (لعل نتائج الشهادة الثانوية هذا العام ستبرز هذا التحدي) بل وفي اغلب البلاد العربية، فالطاقة الاستيعابية للجامعات ادنى بكثير من الطلب الاجتماعي والتدفق الطلابي على التعليم الجامعي, الامر الذي يشكل عقبة في طريق تحقيق ديمقراطية التعليم.

هذا بالإضافة إلى أن التحديات التي فرضتها متغيرات العصر تفرض مستوى معين من الكفاءة لخريجي الجامعات، الأمر الذي يتطلب اتاحة فرص التدريب والتأهيل وتنمية المهارات وصقلها بما يتلائم ومتطلبات سوق العمل.

هذه التحديات التي تواجه التعليم العالي الجامعي في ليبيا لا يمكن التصدي لها بالأساليب والطرق التقليدية, اذ لابد من تبني صيغ وبدائل جديدة من الانظمة التعليمية التي تقدم تعليماً متميزاً للراغبين فيه, هنا يبرز دور التعليم المفتوح والتعليم عن بعد كأحد البدائل التي تقدم نمطاً تعليمياً يتيح مجالاً اوسع لاستيعاب فائض الطلب المتزايد على التعليم الجامعي, هذا فضلاً عما تمثله هذه الانماط الجديدة من كونها اكثر قدرة على الوفاء بالمتطلبات العاجلة للتنمية الشاملة. وهذا ما دفع الباحث الى الكتابة عن صيغة ملائمة للتعليم عن بعد في ليبيا تسهم في اعداد الطاقات البشرية المؤهلة للمجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية, تواجه أو تساعد على حل مشكلات الجامعات التقليدية. وهذه الصيغة هي (التعليم الالكتروني).

ومن ثم يمكن بلورة مشكلة البحث في الفصلين الأول والثاني، في الاجابة عن الاسئلة التي ترد في أذهان المهتمين بالتعليم الإلكتروني والتي طرحتها بشكل عام من خلال المحاور الآتية:

التعليم الالكتروني, تعريفه أو مفهومه, اهدافه, وخصائصه.

سلبيات وايجابيات التعليم الالكتروني.

التعليم الالكتروني والتعليم التقليدي والاختلاف بينهما.

امكانية تطبيق التعليم الالكتروني في ليبيا.

تعريفات التعليم الإلكتروني ومراحل تطوره:

تشير الأدبيات التربوية إلى وجود مجموعة كبيرة من المرادفات اللغوية التي تشير إلى التعليم أو التعلّم الالكتروني, الأمر الذي أدى إلى وجود صعوبة في وضع مفهوم واضح ومحدد للتعلّــم الالكتروني,والتي منها:

1- التعلّم عبر شبكة الانترنت learning web-based

2- التعلّم الجوال Mobile learning والذي يسمى مختصراًM-l

3- التعلّم خارج حرم الجامعة Off-Site learning

4- التعلّم البعيد Remote learning               

5- التعلّم الافتراضي Virtual learning

6- التعلّم المباشر Online learning

8- التعليم الالكتروني E.education

وسوف نستعرض مجموعة من المفاهيم والتعريفات للوصول إلى مفهوم التعّلم الالكتروني.

ظهر اصطلاح التعليم الالكتروني في منتصف تسعينيات القرن الماضي وفي خضم التحول من العصر الصناعي إلى ما يسمى بعصر المعلومات، وذلك نتيجة الانتشار الواسع لتقنيات المعلومات والاتصالات والتي مكنت الجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريبية من إطلاق برامجها عبر الإنترنت، وسوف يتوسع الباحث قليلاً في هذا الباب في هذا الشأن لتشعب تعريفات مصطلح (التعلّم أو التعليم الإلكتروني)، لأن تعريف التعليم الإلكتروني ما زال في طور التكوين ولم يستطيع الباحثون وضع تعريف محدد له, لا سيما مع وجود مصطلحات بينها وبينه تداخل مثل: التعلم عن بعد, والتعلم المرن, والتعّلم الافتراضي.

السبب في ذلك يعود إلى أن التعليم الإلكتروني مرتبط مع تكنولوجيا المعلومات او تكنولوجيا التعليم التي تنمو وتتطور يوميا, وهذا احد الاسباب الرئيسة لعدم القدرة على حصر مفهوم التعليم الإلكتروني بمصطلحات ثابتة، وكثيرًا ما تستخدم مصطلحات مثل: التعليم الالكتروني أو التعلم الالكتروني، التعليم التقليدي أو التعلم التقليدي، التعليم عن بعد أو التعلم عن بعد، ولكن ما الفرق بين التعليم والتعلم؟ وما هو المصطلح الصحيح؟.

التعليم:

هو عملية منظمة يقوم بها المعلم بهدف نقل معلوماته ومعارفه لغيره، ويركز المفهوم على عملية غير مستمرة يمارسها المعلم في العملية التعليمية.

التعلّم:

1. هو تغيير أو تعديل في سلوك المتعلم نتيجة لنشاط أو تدريب وتكرار، ويركز المفهوم على نتيجة مستمرة مدى الحياة للمتعلم نتيجة للعملية التعليمية، مثل Teaching وليس Learning ، ونلاحظ أن المصطلح العالمي المستخدم هو (التعلّم الإلكتروني أو التعلم عن بعد) (E-Learning, Distance Learning ) لأن الغاية في العملية التعليمية هي نتيجتها والاستفادة منها للمتعلم، لذا ينبغي أن نستخدم دومًا كلمة تعلّم بدل تعليم في هذه المواقع.

وللتعليم الالكتروني عدة تسميات منها:

الدراسة الالكترونية: Electronical Education أو التعليم الافتراضي Virtual Education أو الدراسة عن بعد On line Distance Learning وجميع هذه التسميات لها نفس المعنى وهو:

فرضية أي شخص يرغب في التعليم يستطيع الحصول عليه من خلال ما يطرح على شبكة المعلومات (الانترنت) دون الحاجة إلى الجامعة أو الكلية أو مركز التدريب. (الرافعي، 2002)[2]. لكن اذا اردنا الوصول الى تعريف التعليم أو التعلّــم الإلكتروني لابد من:

•  تحديد نوع الوسائط و التقنيات المستخدمة في نقل المحتوى للمتعلم.

•  تضمين تعريف التعلم الإلكتروني ما يشير الى انه التعلّـــم الذي يحدث ويدار الكترونيا.

•  التوسع في تبيان معنى هذا المصطلح بما يكشف عن الخصائص والسمات الاساسية لهذا النمط من التعلم.

لَمْ تُجمِع حتى الآن المحاولات والاجتهادات التي قضت بتعريف مصطلح ”التعلّم الإلكتروني” حول تحديد مفهوم شامل ومحدد له؛ كونها نظرت لهذا المصطلح من زوايا مختلفة واهتمامات متعددة، لذلك سنحاول تقديم رؤى مختلفة لهذا المصطلح، ومن ثم تقديم تعريف له.

بشكل عام جدا يمكننا إن نقول إنه عبارة عن عملية تعلم أو تلقي المعلومة العلمية عن طريق استخدام تقنيات الوسائط المتعددة بمعزل عن ظرفي الزمان والمكان، حيث يتم التواصل بين الدارسين والأساتذة عبر وسائل عديدة قد تكون الإنترنت، الإنترانت، الإكسترانت أو التلفاز التفاعلي. وتتم عملية التعليم وفق المكان والزمان والكمية والنوعية التي يختارها المتعلم، وذلك وفق معايير دولية تتضمن استيعاب الدارس للمناهج والبرامج التي يتحصل عليها، وتقع مسؤولية التعلم بصفة أساسية على عاتق المتعلّـــم ذاته.

وعّرف البعض التعلم الإلكتروني بأنه نوع من التعليم يتباعد فيه المعلم والمتعلم عن مكان التعليم وهو أسلوب من أساليب التعلّـــم عن بعد.

تعريفات أخرى:

قبل أن نورد بعض التعريفات الأخرى، هناك مرادفات أخرى للتعليم الإلكتروني مثل:

•     التعليم عن بعد.

•     التعليم المفتوح.

•     التعليم المعزز بالتكنولوجيا.

•     التعليم الممكَّن بالإنترنت.

•     التعليم القائم على الإنترنت.

•     التعليم الموزع.

•     التعليم القائم على الحاسوب.

•     التعليم الجوال.

يعرف منصور غلوم (2003) التعلم الإلكتروني بأنه: ”نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومات وشبكات الحاسوب في تدعيم نطاقات العملية التعليمية وتوسيعها من خلال مجموعة من الوسائط، منها: الحاسوب، والإنترنت، والبرامج الإلكترونية المعدة أما من قبل المختصين في الوزارة أو الشركات.[3] .

ويعرفه الموسى والمبارك (2005 م) بأنه:

"طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات, وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم والمقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكثر فائدة"[4].

ومن التعريفات التي تنظر للتعليم الإلكتروني كطريقة تدريس، ما يلي:

يعرفه يوسف العريفي (2003م) بأنه: "تقديم المحتوى التعليمي مع ما يتضمنه من شروحات وتمارين وتفاعل ومتابعة بصورة جزئية أو شاملة في الفصل أو عن بعد بواسطة برامج متقدمة مخزونة في الحاسب الآلي أو عبر شبكة الإنترنت" [5].

ويلاحظ بأن وجهات النظر السابقة ترى بأن التعليم الإلكتروني طريقة تدريس يتم من خلالها نقل المحتوى إلى المتعلم من خلال الوسائط الالكترونية.

ومن التعريفات التي تنظر للتعليم الإلكتروني كنظام، ما يلي:

عرفه البعض بأنه عبارة عن مجموعة العمليات المرتبطة بالتعليم التي تتم عبر الانترنت مثل الحصول على المعلومات ذات الصلة بالمادة الدراسية. (تساشنيل، 2002)[6].

أما تعريف ”الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير":

American Society for Training and Development (ASTD)))للتعلم الإلكتروني، فكان: ”التعلم الإلكتروني يشمل مجموعة واسعة من التطبيقات والعمليات مثل استخدام الويب كأساس للتعلم، والكمبيوتر كأساس للتعلم، والصفوف الافتراضية، والتعاون الرقمي. كما يمكن نقل المحتوى من خلال الإنترنت، وأشرطة تسجيل صوت وصورة، والبث عن طريق الأقمار الصناعية، والتلفزيون التفاعلي، والأقراص المضغوطة".

ووفقا لتعريف الاتحاد الأوروبي، فالتعليم الإلكتروني هو: "استخدام التكنولوجيا والملتميديا الخاصة بالإنترنت لتحسين جدوة التعلم بتسهيل الحصول على الموارد والخدمات من جهة، ومن جهة أخرى تبادل الحوار والتعاون عن بُعد".

ووفقاً لتعريف الويكيبيديا: التعليم الإلكتروني ينتج من إرادة توحيد المصطلحات مثل "Open and Distance Learning" (مفهوم العالم "المفتوح" و' التدريب عن بعد') "Computer-Mediated Communication" (مفهوم تكنولوجيا الاتصال المطبقة في التدريب) و "Web-Based Training" (مفهوم تكنولوجيا الإنترنت المطبقة على التدريب). وننوه هنا أن مفهوم E-learning يتم ترجمته اليوم بـ التعلم عبر الإنترنت.

لم يوجد يتم اتفاق كامل حول تحديد مفهوم شامل يُغطي جميع جوانب مصطلح "التعليم الإلكتروني", فمعظم المحاولات والاجتهادات التي اهتمت بتعريفه نظرت كل منها للتعليم الالكتروني من زاوية مختلفة حسب طبيعة الاهتمام والتخصص والغرض, مما أدى إلى ظهور العديد من التعاريف للتعليم الإلكتروني كما أسلفنا، الأمر الذي حدا ببعض المهتمين إلى القول بأن عددها بعدد الذين قاموا بتعريفه، ومن خلال التتبع لهذه التعريفات نجد أنها أما تنظر للتعليم الإلكتروني كطريقة تدريس أو كنظام متكامل له مدخلاته وعملياته ومخرجاته.     وبالاستفادة مما سبق وبناء على الإمكانات المتاحة في التعليم ولحداثة التعليم الإلكتروني في ليبيا يمكننا أن نعرف التعليم الإلكتروني بأنه: وسيلة لتقديم الخبرات التعليمية في بيئة تعليمية/ تعلّمية تفاعلية متعددة تعتمد على الحاسوب وتطبيقاته المتعددة وشبكات الانترنت؛ وتجاوز عملية التعليم والتعلم داخل جدران الفصول الدراسية مع اتاحة الفرصة للمعلم لدعم ولمساعدة المتعلم في أي وقت سواء بشكل متزامن أو غير متزامن. وخلاصة القول أنه مازال هناك جدل علمي وقد لا ينتهي حول مسألة تحديد مصطلح شامل لمفهوم التعليم الالكتروني، ويغلب على معظم الاجتهادات في هذا المجال تركيز كل فريق على زاوية تخصصه واهتمامه، فالمتخصصون في النواحي الفنية والتقنية يهتمون بالأجهزة والبرامج، بينما يهتم التربويون بالآثار التعليمية والعلاقات التربوية. ويركز علماء الاجتماع وعلماء النفس على تأثير هذه التقنيات في بيئة التعليم ومدى ارتباطها سلباً وإيجاباً ببناء وتكوين مجتمع المدرسة، كما يهتم رجال الأعمال بالعائد المتوقع من هذا النشاط سواءً أكان نشاطاً تجارياً ضمن فروع التجارة الالكترونية أو كأسلوب جديد لتدريب وتعليم الموظفين لإكسابهم مهارة جديدة بأقل كلفة ممكنة.

وحتى لا نغرق بالتفاصيل فإننا نختار تعريفاً وسطاً لوصف التعليم الالكتروني وإبراز ملامحه هو:

"نظام تقديم المناهج (المقررات الدراسية) عبر شبكة الانترنت أو شبكة محلية (انترانت) أو الأقمار الصناعية أو عبر الاسطوانات (الأقراص الليزرية) أو التلفاز للوصول إلى المستفيدين، ويعد المحتوى (المنهج) وفق هذا المفهوم على هيئة ملفات الكترونية (نصوص، صوت، صورة) ويقدم للمستفيد (المتعلم) عبر وسائط الكترونية بواسطة أجهزة الكترونية". وحتى هذا التعريف او الوصف الذي اخترناه سيظل وصفاً لصورة جانبية لهذا المفهوم الواسع وسيكون التركيز بموجب هذا التعريف على تطبيقات الحواسيب وشبكة الانترنت لما تتمتع به من استعمال واسع النطاق، ولكن حتى في ابسط صورة ممكنة لتوظيف الحواسيب في التعليم لتحويل المناهج الى اسطوانات CD لتسليمها للطلاب في بداية كل عام دراسي عوضاً عن المنهج التقليدي او تكليف الطلاب بإرسال الواجبات المنزلية عبر البريد الالكتروني، فإن كل هذا يعتبر جزءاً يسيراً من جوانب التطبيق العلمي والعملي لهذا المفهوم، فالتعليم الالكتروني لايعني مجرد استغلال الامكانيات التقنية المتاحة فحسب بل عبارة عن ثورة في عالم التعليم.

                                                                     (تساشنيل، مرجع سابق).

فعلى سبيل المثال، اذا قامت مدارس في كل من برلين (المانيا) وطرابلس (ليبيا) وكوالالمبور (ماليزيا) بإقامة شبكة اتصال بينها عن طريق الانترنت وكان تلاميذ الصف الثالث الثانوي في هذه المدارس يدرسون جميعاً موضوعاً مشتركاً هو (الهجرة غير المشروعة في العالم)، واستمر التلاميذ طوال عام دراسي يتناولون المعلومات مع زملائهم حول الهجرة واسبابها وتحديد دول المنبع ودول المرور ودول المصب ..الخ، فإن الأمر يصبح – دون شك – اكثر تشويقاً ويؤدي إلى توسيع معلوماتهم.

مما سبق من التعريفات المختلفة للتعليم أو للتعلم الإلكتروني، يمكن ملاحظة أنه:

  • منظومة مخطط لها ومصممة بشكل جيد بناءً على منحى النظم.
  • يهتم بعناصر البرامج التعليمية ومكوناتها جميعها.
  • يعتمد على استخدام وسائط إلكترونية تفاعلية، منها الفيديو التفاعلي، ومؤتمرات الفيديو Video Conference.
  • يهتم بالبرامج التعليمية والبرامج التدريبية كلها.
  • هو أحد أنماط التعلم عن بعد عندما يتم بطريقة غير متزامنة أو بطريقة متزامنة، مع فصل دائم أو شبه دائم بين المتعلم والمعلم، كما أنه يمكن أن يتم بطريقة متزامنة داخل غرفة الصف وبوجود المعلم أيضاً.
  • التعلم الإلكتروني يدعم مبدأ التعلم الذاتي والتعلم المستمر مدى الحياة، كما يدعم مبدأ التعلم التعاوني.

وأنوه هنا إلى أنه يجب التفريق بين التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، إذ إن الأخير لا يوجب استخدام تقنيات الاتصالات الحديثة حيث يمكن للطالب أو المتدرب الحصول على المادة العلمية أو التدريبية على شكل كتب أو مواد مطبوعة دون اللجوء إلى أجهزة الحاسوب أو الوسائط المتعددة، وإن كان بعيداً عن الفصول الدراسية أو قاعات المحاضرات، فالتكنولوجيا الحديثة تؤثر في طريقة حفظ وإعادة خزن ونقل البيانات على المستوى العالمي. كما يجب ملاحظة أن هناك نمو متزايد وسريع في حجم المعلومات وكمها في جميع حقول المعرفة، بل يمكننا القول ان جميع المعلومات المنتجة في العقود الثلاثة الماضية يفوق حجم المعلومات التي انتجتها البشرية خلال العصور السابقة, حيث إن حجم المعلومات يتضاعف كل أربع سنوات او خمس, ولهذا فإن حجم المعلومات في عام 1962 يعادل 25% من حجم المعلومات اليوم, ولمواجهة هذه التحديات لابد من ايجاد طرق سليمة للتعليم, وهذا ما ساعد على ظهور التعليم الالكتروني E.Learningموضوع هذا البحث. كما يضيف التعليم الالكتروني بعداً جديداً لعملية التعليم حيث انه يوفر الامكانية للمؤسسات التعليمية للانتقال من النظرة الصناعية، حيث يكون الطالب عبارة عن (منتج), إلى النظرة التجارية, التي يكون الطالب عبارة عن (زبون). ومع هذا وفي جميع الظروف سيؤدي التعليم الالكتروني دوراً بارزاً في عملية التعليم حيث صرّح الرئيس المنتدب لشركة أنظمة (سيسكو) العالمية (وهي من الشركات المشهورة والعاملة في نظم المعلومات في كل العالم) بأن التعليم الالكتروني يعتبر التطبيق الفعال لشبكة الانترنت. وبسبب الزيادة في استخدام الحاسوب وتطبيقاته ومميزاته فتح الباب أمام جدل واسع حول استخدام تقنية التعليم الالكتروني في التعليم، وقاد هذا الجدل مجموعة من العلماء من فرق متعددة ذات اختصاص واهتمام خاص بكل فريق، فريق التقنيين في الحاسوب وتطبيقاته يهتمون بالبرامج والأجهزة، بينما فريق التربويين يهتمون بالآثار التربوية والعلاقات التربوية ويركز علماء الاجتماع وعلماء النفس على دراسة تأثير هذه التقنيات في مجال التعلم سلبا او ايجابيا، ومدى ارتباطها في مجال بناء مجتمع المدرسة ومدركات التعلم. ولكن حتى وإن تعددت المصطلحات والمفاهيم حول تبني عدة مفاهيم للتعليم الالكتروني تعتمد جميعها على تبني تقنية الحواسيب والاتصالات في التعليم، ستظل الممارسة العملية المعتمدة على دمج والتقاء كثير من هذه الوسائط ودرجة القبول بها هي المحدد النهائي للمفهوم الذي سيفرض نفسه بالمستقبل.

مراحل تطور التعليم الإلكتروني:

المرحلة الاولى: ما قبل عام 1983، عصر المعلم التقليدي حيث كان التعليم تقليدا قبل انتشار الحاسوب, بحيث يتم التواصل بين المعلم والطالب في قاعة التدريس حسب جدول دراسي محدد. المرحلة الثانية: من عام 1984- 1993، عصر الوسائط المتعددة وقد تميزت باستخدام انظمة تشغيل مثل الويندوز والماكنتوش والاقراص الممغنطة وما شابة ذلك كأدوات رئيسة لتطوير التعليم.

المرحلة الثالثة: 1993 – 2000، ظهور الشبكة العالمية للمعلومات ثم ظهور البريد الإلكتروني وبرامج الكترونية لعرض الفيديو.

المرحلة الرابعة: 2001 وما بعدها، الجيل الثاني للإنترنت حيث تطورت طرق العرض في الوسائط المتعددة وخصوصاً داخل المواقع الإلكترونية التي شهدت تطوراً كبيراً في هذا الجيل الثاني للشبكة العالمية للمعلومات، حيث أصبح تصميم المواقع على الشبكة أكثر تقدماً. وقد انتشر مفهوم التعلم الإلكتروني منذ استخدام وسائل العرض الإلكترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية واستخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم الفصلي والتعليم الذاتي، وانتهاء ببناء المدارس الذكية والفصول الافتراضية التي تتيح للطلاب الحضور والتفاعل مع محاضرات وندوات تقام في دول أخرى من خلال تقنيات الإنترنت والتلفزيون التفاعلي.

أنواع التعليم الإلكتروني، وخصائصه:

يمكن تقسيم طرق التعليم الإلكتروني إلى نوعين:

1. التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning:

وهو عبارة عن طريقة للتعليم الإلكتروني المباشرالتقليدي (On-Line e-Learning) يشترط فيه وجود المعلم مع الطلاب في وقت واحد لأجراء النقاش المباشر بين المعلم والطلاب عبر غرف المحادثة او تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية. ويتم هذا التواصل بشكل متزامن عن طريق النص او الصوت او الفيديو، وتعد اهم ايجابيات هذا النظام حصول الطلاب على تغذية راجعة فورية, وتقليل التكلفة والجهد والوقت والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة. وهو الذي يمثل عملية التعليم وجهاً لوجه، حيث يقوم الأساتذة بإعطاء المحاضرات في قاعات جامعية مليئة بالطلاب، ومن سلبياته حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.

ويعرف ايضاً بأنه أسلوب وتقنيات التعليم المعتمدة على الشبكة العالميـة للمعلومات "الانترنت " لتوصيل وتبادل المحاضرات ومواضيع الأبحاث بين المتعلم والمعلم في نفس الوقت الفعلي لتدريس المادة عبر أدواته المختلفة، وهي:

•غرف المحادثة الفورية Real-Time Chat

•الفصول الافتراضيةVirtual Classroom

•المؤتمرات عبر الفيديوVideoconferencing

•اللوح الأبيضInteractive White Board

•غرف المحادثةChatting Rooms

ويتفق الباحث مع المختصون الذين يرون بأن التعليم الإلكتروني التزامني قد يحدث أيضاً داخل غرفة الصف وباستخدام وسائط التقنية من حاسب وانترنت وتحت إشراف وتوجيه المعلم.

2 . التعليم الإلكتروني غير المتزامنAsynchronous E-learning:

وهو التعليم غير المباشر(Off-Line Learning) الذي يمكن تسميته بالتعلم عن بعد (التعليم غير التقليدي)، الذي لا يتطلب مقابلة الطلاب لأساتذتهم وجهاً لوجه، حيث تتم العملية التعليمية بعدة طرق أخرى أشهرها وأولها التعليم بالمراسلة. وتتم من خلال خطة تدريسه مكونة من مواعيد المحاضرات، ومحتوى المحاضرات اما ان تكون فيديو, او صوت, او وسائط متعددة وغيرها من طرق التواصل, يضعها المعلم على الموقع التعليمي ثم يدخل الطالب على الموقع ويطلع على تلك الخطة الدراسية، ويتم التواصل مع المعلم عن طريق البريد الإلكتروني او القوائم البريدية.

ويحصل المتعلم من خلاله على دورات أو حصص وفق برنامج دراسي مخطط ينتقي فيه الأوقـات والأماكن التي تتناسب مع ظروفه عن طريق توظيف بعض أساليب و أدوات التعليم الإلكتروني، مثل:

• البريد الالكتروني(E-mail).

• الشبكة النسيجية(World wide web).

• القوائم البريدية(Mailing list).

• مجموعات النقاش (Discussion Groups).

• نقل الملفات (File Exchange).

• الأقراص المدمجة(CD).

وهو لا يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت، ويمكن الحصول على الخبرات من خلال المواقع المتاحة على الشبكة أو الأقراص المدمجة أو عن طريق أدوات التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني أو القوائم البريدية. ومن اهم ايجابيات هذا النوع ان الطالب يحصل على الدراسة في الاوقات الملائمة له, أي أنه يختار الوقت والزمان المناسب له لإنهاء المادة التعليمية، كذلك يستطيع الطالب اعادة دراسة المادة والرجوع اليها الكترونيا كلما احتاج لذلك. ومن سلبيات هذا النظام عدم استطاعة الطالب الحصول على التغذية الراجعة الفورية من المعلم.ومع انتشار أجهزة التسجيل والتلفاز ظهرت طرق أخرى جديدة تقدم التعليم بطريقة غير مباشرة فقد أصبح بإمكان الطالب تسجيل المحاضرات على أشرطة والاستماع إليها عبر التلفاز حيث يقوم مدرس متخصص بإعطاء المحاضرة وحل بعض المسائل خاصة في الرياضيات والفيزياء لطلاب الثانوية العامة، ولكن التعلم عن بعد استخدم في بعض الجامعات العربية حتى مع الطلاب المنتظمين، ثم جاءت موجة انتشار أجهزة الفيديو التي أسهمت في دفع عملية التعلم غير المباشر إلى الأمام، حيث قدمت الصوت والصورة معاً.

وقامت بعض الجامعات بتصميم أشرطة فيديو، تتضمن سلسلة من المحاضرات التي قد يكون المحاضر قد ألقاها في جامعة تقليدية، وقد أدى التقدم التكنولوجي إلى ظهور طرق جديدة للتعلم غير المباشر أهمها استخدام الأقمار الصناعية لربط عدة مجموعات في وقت واحد عن طريق أجهزة الفيديو، حيث أصبح بالإمكان قيام محاضر في جامعة ما بإلقاء محاضرة على طلابه داخل القاعة في الوقت الذي تبث فيه المحاضرة إلى فئات الطلاب في أماكن متفرقة من العالم والذين يمكنهم رؤية المحاضر ولا يمكن للمحاضر أن يراهم في الوقت نفسه، ويمكن للجميع التحاور وتبادل الآراء، ويمكن للمحاضر الإجابة عن أسئلة الطلاب مباشرة على الهواء. ولا تقتصر هذه الطريقة على العلوم الإنسانية فقط، بل أثبتت نجاحها في كافة المجالات وخصوصاً في مجال الطب والعمليات الجراحية النادرة، حيث يتم عرض العملية حيّة على الهواء على عدد من كليات الطب في العالم. (الحجي 2002)[7].

نتج عن هذا التطور انتشار التعليم الالكتروني عبر الشبكة الالكترونية (الانترنت) حيث أصبح بالإمكان الانتظام بجامعة في قارة أخرى غير القارة التي يعيش فيها الطالب دون سفر الطالب إلى مقر الجامعة، وقد قامت عدة جامعات حول العالم بتوفير برامج متنوعة على الشبكة الالكترونية تمكن للطلاب الانتظام بها وكل ما على الطالب أن يفعله هو أن يدخل موقعاً معيناً ويدخل رقمه السري فيحصل على نص المحاضرة والأسئلة التي يجب أن يجيب عنها، كما يتمكن من إجراء الاختبارات والمشاركة في الحوار مع الطلاب والمحاضر(المرجع السابق).

ولكن من سلبيات التعلم غير المباشر كما أشرنا، هي عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم، كما انه قد يؤدي إلى الانطوائية لأنه يتم في عزلة. ومهما اختلفت التسميات فإن أنواع التعليم الإلكتروني تنحصر في النوعين المذكورين أعلاه، ومن خلال الاطلاع على ما ورد في الأدبيات في مجال أنواع التعليم الإلكتروني يمكن القول بشكل آخر:

• تعليم إلكتروني بالتحكم الذاتي: يتحكم الدارس في وقت تشغيل وإنهاء الدرس مثل استخدام مواد تعليمية مخزنة على أقراص مدمجة.

• تعليم إلكتروني بالبث المباشر من الموقع التعليمي على شبكة الإنترنت: يشبه التعليم التقليدي لكن عن طريق البث الإلكتروني المباشر وبدون ضرورة وجود المدرس مع الدارسين في نفس القاعة أو الفصل.

ويجدر هنا الإشارة للخلاف بين المؤيدين للتعليم الالكتروني والمعارضين له (المؤيدين للتقليدي) في أربع نقاط هي:

قدرة التعليم الالكتروني على توسيع نطاق التعليم.

تحسين وإثراء المستوى التعليمي وتنمية القدرات الفكرية.

تخفيض تكاليف التعليم.

مساعدة الطالب على الاستقلالية والاعتماد على الذات.

وسيتم الحديث بإيجاز عن كل منها لاحقا عندما نتناول مميزات وإيجابيات التعليم الإلكتروني،

ولكن يمكن تلخيص جوانب الاختلاف بينهما في الجدول الآتي الذي أعده أمجد قاسم – وهوكاتب علمي متخصص في تكنولوجيا الصناعات الكيماوية وعضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين[8]:

الرقم التعلم الإلكتروني التعلم التقليدي
1. يساعد الطالب أن يكون هو محور العملية التعليمية أو هو العنصر الأكثر نشاطاً. المعلم هو أساس عملية التعلم أو العنصر الأكثر نشاطاً.
2. عدم الالتزام بمكان أو زمان محدد (التعلم قد يكون متزامنا أو غير متزامن). الطالب يتعلم في الوقت نفسه و المكان نفسه في غرفة الصف الدراسي ، أي تعليم مباشر (متزامنا فقط).
3. التعلم الإلكتروني هو تعلم مفتوح للجميع ويمكن أن يكون متكاملاً مع العمل. هناك محددات أكثر على الطالب ، من حيث الحضور والانتظام في الدروس طيلة أيام الأسبوع، ومن حيث عمر المتعلم (تقارب في أعمار الطلاب).
4. يكون المحتوى في أكثر من هيئة، فمثلاً قد يكون مقرراً إلكترونياً – كتاباً إلكترونياً – كتاباً مرئياً، وأكثر إثارة ودافعية للطالب. المحتوى العلمي يقدم على هيئة كتاب مطبوع.
5. حرية تواصل الطالب مع المعلم أكثر، خاصة باستخدام وسائل مختلفة مثل البريد الإلكتروني وغرف المحادثة وغيرها التواصل بين الطالب والمعلم محدد فقد يكون بوقت الحصة الدراسية والساعات المكتبية على الأكثر.
6. دور المعلم هو المساعدة وتقديم الاستشارة أي أنه مرشد وموجه وناصح. للمعلم دور يتمثّل في أنّه ناقل وملقن للمعلومات.
7. قد يتعامل الطالب مع زملاء في أماكن مختلفة من العالم ومع أناس كثر. التعامل مع زملاء في الفصل أو المدرسة أو الحي الذي يسكن فيه.
8. الخدمات الطلابية تقدم إلكترونيا وعن بعد. الخدمات الطلابية تقدم بوجود الطالب (طريقة بشرية).
9. سهولة تحديث المواد التعليمية المقدمة إلكترونيا بما هو جديد. المواد التعليمية تبقى ثابتة بدون تغيير أو تطوير لسنوات طويلة.
10. مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب فهو يقوم على تقديم التعلم وفقاً لمبدأ تفريد التعليم. التعلم يقدم للصف كاملاً وبطريقة شرح واحدة وهذا يقلل من مراعاة الفروق الفردية.

ومن هذا الجدول نورد الملاحظات الآتية:

1. يوفّر التعلم الإلكتروني بيئة تعلم تفاعلية قائمة على المتعة في التعلم، وعلى مجهود المتعلم في البحث والاستقصاء والتعاون.

2. ويمتاز بالمرونة في المكان والزمان (التعلم قد يكون متزامنا أو غير متزامن)، وبتوفير أمور السلامة للمتعلم.

3. يشجع على التعلم المستمر مدى الحياة بتكلفه أقل من التعلم التقليدي، سواء أكان ذلك بهدف الحصول على درجة علمية أم شهادة معترف بها أو غير ذلك.

4. سهولة تحديث المادة التعليمية الإلكترونية على الشبكة العالمية للمعلومات.

5. يسير فيه المتعلم وفق إمكاناته وقدراته الذاتية Pace Maker، حيث إن دور المعلم هو المساعدة وتقديم الاستشارة أي أنه مرشد وموجه وناصح للمعلم دور يتمثّل في أنّه ناقل وملقن للمعلومات.

6.  يساعد الطالب أن يكون هو محور العملية التعليمية أو هو العنصر الأكثر نشاطاً، والمعلم هو أساس عملية التعلم أو العنصر الأكثر نشاطاً.

7. يكون المحتوى في أكثر من هيئة، فمثلاً قد يكون مقرراً إلكترونياً – كتاباً إلكترونياً – كتاباً مرئياً، وأكثر إثارة ودافعية للطالب. المحتوى العلمي يقدم على هيئة كتاب مطبوع.

8.  قد يتعامل الطالب مع زملاء في أماكن مختلفة من العالم ومع أناس كثر كالتعامل مع زملاء في الفصل أو المدرسة أو الحي الذي يسكن فيه.

9.سهولة تحديث المواد التعليمية المقدمة إلكترونيا بما هو جديد، أما المواد التعليمية التقليدية فتبقى ثابتة بدون تغيير أو تطوير لسنوات طويلة.

بالمقابل يرجّـح مايكل هانون كفة التعليم التقليدي، اذ يقول:

"ان التعليم الالكتروني يوفر جانباً واحداً من التعليم فقط وهو توفير المعلومات وطريقة التعامل معها لكنه لا يوفر الجوانب الاخرى, ولا يمكن ان يعوض عن التجربة الجامعية والمحاضرات, ويرى العالمMichaelHannon أن عملية الاحتكاك المباشر مع الطلاب الآخرين داخل الجامعة التقليدية, وفي الوقت نفسه لا يمكن للاحتكاك الالكتروني ان يولد نفس المهارات والاحاسيس نفسها والتي يمكن ان يكتسبها الطالب من الجامعة التقليدية" [9].

ومما سبق يظهر لنا أن التعليم الالكتروني له مؤيدوه ومناصروه وله من يقلل من شأنه لكنه آت لا محالة، وعلينا الإقرار بأن المؤسسات التعليمية والشركات التقنية تتجه بجدية نحوه، حيث أنه تعليم جديد لعصر جديد، ولكنه ليس بديلاً عن التعليم التقليدي أو تصحيحاً له. وتنبثق خصائص التعليم الالكتروني الافتراضي من خصائص التعليم المفتوح والتعلم عن بعد، وفيما يلي أهم هذه الخصائص:

1. المرونة (Flexibility):

حيث يتوفر للدارس في استقبال العملية التعليمية في أي وقت وفي أي مكان وتحت أي ظرف ومن أي حاسوب متصل بالإنترنت، كما يمكنه اختيار الصفوف من جامعات مختلفة ويحق له التسجيل في أفضل الجامعات. حيث يستطيع التعلم الإلكتروني بما يملكه من قوة ومرونة أن يحسّن العملية التعليمية ويحل الكثير من المشكلات التي يعني منها التعليم اليوم، مع المحافظة على جودة التعليمية، حيث:

- يوفر المحتوى التعليمي للدارسين في أي وقت وفي أي مكان عبر شبكة الإنترنت وبأشكال أخرى متعددة.

- يقلل من تكاليف التعليم والتدريب.

- يمكن من متابعة العلم بصورة دقيقة.

- يساعد الجامعات على استيعاب الأعداد الكبيرة من الدارسين.

- تقديم التعليم للقاطنين في المناطق البعيدة.

2. دور وسائط التعلم( Role of the Media):

تشكل شبكة الانترنت العالمية الوسيط الأساسي لعملية التعلم، كما تقدم العملية التعليمية في عناصرها المختلفة بوسائط الكترونية حيث تقدم البرامج الدراسية الكترونياً، والخدمات الطلابية الكترونياً والمكتبة الكترونياً، وتوجيه الطلاب وترشيدهم الكترونياً عن طريق غرف الدردشة (Chat Rooms) . ومع انتشار ظاهرة التعليم الالكتروني قامت جهات عديدة بتقويمها وانقسمت بين مؤيد ومعارض ومؤيد بشروط، وقد بدأ هذا النوع من الحوار في الغرب لعدة سنوات، ولكن لم يتم الوصول حتى الآن إلى اتفاق بين الفئات الثلاث أو الوصول لنتائج محددة تمكننا من استخلاص نتائج علمية موثقة أو نظريات مؤكدة حول جدوى التعليم الالكتروني. ومهما اختلفت آرائنا ورؤيتنا حول التعليم الالكتروني فإنه آت لا محالة، ولذا علينا الحرص على أفضل طريقة للتعامل مع هذه النقلة الثقافية المفروضة على العالم أجمع، وهي بلا شك سلاح ذو حدين فإذا ما أحسنا استخدامها عادت علينا بالفائدة والعكس صحيح في حالة الاستخدام الخاطئ لها.

أهداف التعلم الإلكتروني:

تحدد (اليونسكو) أهداف التعليم الإلكتروني في الآتي:

  • يسهم في إنشاء بنية تحتية وقاعدة من تقنية المعلومات قائمة على أسس ثقافية بغرض إعداد مجتمع الجيل الجديد لمتطلبات القرن الحادي والعشرین.
  • تنمية اتجاه إيجابي نحو تقنية المعلومات من خلال استخدام الشبكة من قبل أولياء الأمور والمجتمعات المحلية، وبذلك إیجاد مجتمع معلوماتي متطور.
  • حل المشكلات والأوضاع الحياتية الواقعية داخل البيئة المدرسية، واستخدام مصادر الشبكة للتعامل معها وحلها.
  • إعطاء الشباب الاستقلالية والاعتماد على النفس في البحث عن المعارف والمعلومات التي يحتاجونها في بحوثهم ودراستهم، ومنحهم الفرصة لنقد المعلومات والتساؤل عن مصداقيتها، مما يساعد على تعزيز مهارات البحث لديهم وإعداد شخصيات عقلانية واعية.
  • منح الجيل الجديد متسع من الخيارات المستقبلية الجيدة وفرصاً لامحدودة (اقتصادياً وثقافياً، وعلمياً واجتماعياً).
  • تزويد الطلاب بخدمة معلوماتية مستقبلية قائمة على أساس الاتصال والاجتماع بأعضاء آخرين من داخل المجتمع أو خارجه، بغرض تعزيز التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل، وفي الوقت نفسه تحفظ المصلحة والهوية الوطنية، مما يؤدي إلى تطوير مهارات التحاور، وتبادل الأفكار الخلاقة والبناءة، والتعاون في المشاريع المفيدة التي تقود إلى مستوى معيشي أفضل، هذا بالإضافة إلى تعريضهم إلى أجواء صحية من التنافس العالمي الواسع النطاق والتي تقودهم إلى تطوير شخصياتهم في حياتهم المستقبلية.
  • إمداد الطلاب بكمية كبيرة من الأدوات في مجال المعلوماتية لمساعدتهم على التطوير والتعبير عن أنفسهم بشكل سليم في المجتمع، الإضافة إلى تطوير المهارات والمعارف والخبرات التي تقود إلى تطوير الإنتاجية والاستقلال الذاتي.
  • تشجيع أولياء الأمور والمجتمعات المحلية على الاندماج والتفاعل مع نظام التعليم بشكل عام، ومع نمو سلوك وتعلم أبنائهم بشكل خاص، وذلك من خلال الاطلاع على أداء أبنائهم وتحصيلهم الدراسي، بالإضافة إلى الإشعارات والتقارير التي تصدرها المدرسة حول ذلك، مما ينمي ويطور خدمة تقنية المعلومات في المنازل والمجتمعات المحلية بشكل غير مباشر، ومن ثم يؤدي إلى نمو المجتمع والثقافة على الشبكة.
  • تزويد المجتمع بإمكانيات استراتيجية من أجل المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية، فالثورة الكبرى في مجال المعلومات التكنولوجية في هذا القرن تمثل فرصة عظيمة للبلدان التي تخلفت عن الركب الحضاري، بحيث يمكنها أن تتجاوز مراحل تخلفها لتقارب الخط الذي وصل إليه الآخرون، وذلك من خلال استخدام وإدارة هذه التقنية وإدخالها ضمن خطط تنموية وطنية حقيقية.

وبشكل عام يمكننا القول أن اهداف التعليم الالكتروني تنبع من أهداف التعليم المفتوح والتعلم عن بعد، حيث تؤكد الأدبيات أن جوهر التعليم المفتوح والتعلم عن بعد يتمثل في تقديم فرص تعليمية لأفراد المجتمع على اختلاف مراحلهم العمرية واختلاف مواقعهم المكانية وفي الأزمنة التي تناسبهم، وذلك من خلال الاستثمار الأمثل لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة.

إن التعلم الإلكتروني كأي نظام تعليمي آخر يسعى إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1. إيجاد بيئة تعليمية تفاعلية بين عناصر النظام التعليمي من خلال وسائط إلكترونية ناقلة بأكثر من اتجاه بغض النظر عن كيفية تحديد البيئة ومتغيراتها.

2. إكساب المعلمين والطلاب مهارات ضرورية ولازمة للتعامل مع استخدام التكنولوجيا.

3. تطوير الأدوار التي يقوم بها كل من الإدارة والمعلم والمتعلم في العملية التعليمية التعلمية؛ حتى يستطيع مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المستمرة.

4. تقديم استراتيجيات تعليمية لتناسب الفئات العمرية المختلفة كافة؛ حتى تكون قادرة على مراعاة الفروق الفردية فيما بينهم.

5. تأمين فرص التعليم العالي والجامعي للراغبين فيه، تحقيقاً لديموقراطية التعليم الجامعي والاستجابة للطلب الاجتماعي المتزايد لهذا النمط من التعليم.

6. توفير حرية الدراسة للمتعلم وذلك بتحريره من قيود الزمان والمكان لتحقيق التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة.

7. تقديم عملية التعلم بوسائط تعليمية مختلفة عن ما يقدم في نظم الجامعات التقليدية.

8. الإسهام في حل مشكلات الناجمة عن عجز مؤسسات التعليم العالي التقليدية عن استيعاب الأعداد الهائلة المتزايدة من طلاب الدراسة الجامعية.

ولعل اهم فوائد التعليم الالكتروني انه يمكن الطالب من الحصول عليه في أي وقت او أي مكان تتوافر فيه خدمات الشبكة الالكترونية, فالتعليم الالكتروني سيُمكِن العمال واصحاب الوظائف للالتحاق بالجامعة وتحسين مستواهم العلمي بهدف تحسين مستواهم التعليمي في المستقبل, وبهذا فان انتشار التعليم الالكتروني سيُمكِن شريحة كبيرة من العمال والموظفين في ليبيا للاستفادة من فرص تعليمية عديدة، كما سيُمكِن النساء من اكمال تعليمهن لأسباب اجتماعية.ويشير دراون اوراهان(Drun, orhan)بأن الاهداف والنتائج المتوقعة من التعلم والتعليم الالكتروني هو يعتمد بشكل كبير على نوعية العملية التعليمية وفاعلية الاتاحة على الانترنت، حيث ان انظمة التعليم الالكتروني يجب ان تصمم وتوفر لها البنية التحتية باحتراس، خصوصاً عندما تطبق طريقة او منهجية علمية تشمل اساليب واجراءات تصميمية جيدة لكي تكون العملية التعليمية اكثر فاعلية ونجاح. [10].

كما تعتبر الجامعة الالكترونية منفذاً مهماً للطالبات في بعض البلدان اللاتي تجبر حكوماتها الطالبات على خلع الحجاب كفرنسا، كما يوفر التعليم الالكتروني فرصاً تعليمية لأصحاب الاحتياجات الخاصة والمعوقين.

مميزات وايجابيات التعليم الإلكتروني:

برزت في الآونة الأخيرة مجموعة متزايدة من البحوث التي تسلط الضوء على التعليم الالكتروني من حيث تميّزه ومزاياه مشيرة إلى إيجابياته الرئيسية التالية:

  • السماح للمتعلم بالوصول إلى وسائل التعلم أينما كان (المرونة في تحصيل العلم بغض النظر عن الزمان والمكان) ووجود مستويات أعلى من التفاعل والتعاون.
  • الولوج إلى مختلف قنوات التواصل بما في ذلك أدوات ويب الاجتماعية والتواصلية مما يسمح بتطوير مهارات التفكير النقدي لدى المتعلمين وتوظيف الوسائط المتعددة (صوت، فيديو، نصوص) في عملية التعليم، مما يمكن التلاميذ من التفاعل معها وهو عامل مهم في إشراك حواس الطالب في التعلم وصقل مهارته الفكرية.
  • الوصول المباشر إلى الفعاليات المهمة في وقت حدوثها.
  • التعلم الذاتي والتعلم الذي يرتكز على المتعلم وانخفاض تكاليف التحصيل العلمي،حيث يجادل المتحمسون بأن التكلفة الكلية للتعليم التقليدي باهظة جداً خلافاً للتعليم الالكتروني.
  • إنه نظام مناسب لتعليم الكبار وتدريب الموظفين الذين قد لا تسمح لهم ظروفهم بالتوجه للمدارس والجامعات أو التدريب في معاهد التدريب أو الذين يحتاجون وقتاً طويلاً لمراجعة المادة التعليمية دون الالتزام بوقت محدد.
  • · يتيح للدارسين المشاركة في تعليم يُستقدم من مجتمع آخر دون اضطرارهم للسفر أو الانتقال، بل يستطيعون الوصول إلى الانترنت من مكاتبهم أو بيوتهم، والتعليم الالكتروني يفيد أيضاً العجزة والمقعدين الذين لا يستطيعون الحضور بانتظام إلى الحرم الجامعي أو الذين يحتاجون إلى وقت طويل لدراسة محتوى المادة العلمية دون الالتزام بوقت محدد.
  • · يمكن أن تكون المادة العلمية الالكترونية ذات جودة عالية إذ أنها تراجع باستمرار وتُهَذبْ بسهولة ويسر وهي وسيلة مرنة للتعلم والحصول على المعلومات الصحيحة، إذ أن المادة العلمية التي تقدم للدارسين عن طريق الشبكة لايفترض بها أن تكون جامدة وغير قابلة للتغيير كما هو الحال عند تقديم المادة مطبوعة على الورق.
  • · يساعد على مواجهة العديد من المشكلات التربوية التي منها مشكلة الأعداد المتزايدة من الطلبة، ومشكلة نقص المعلمين ذوي الخبرة والكفاءة، وقلة الإمكانات المتاحة في الكليات من مبانٍ ومختبرات وغير ذلك، وبالتالي يساعد التعلم الإلكتروني على خفض تكلفة التعليم.

وسيتم شرح بشيء من التفصيل بعض مميزات التعليم الالكتروني:

1- توسيع نطاق التعليم:

يُمكِن التعليم الالكتروني من اتاحة فرص التعلم على نطاق واسع لمختلف الفئات الاجتماعية بغض النظر عن الجنس والعرق واللون, وبغض النظر عن الزمان والمكان, فهو يُمكِن الطالب من التفريق بين متطلبات العمل والمنزل والدراسة, وتمكين الفئات التي لا تسطيع الانتظام بالدراسة الجامعية لأسباب اجتماعية وانسانية واقتصادية وسياسية لإتمام تعليمها والحصول على شهادة جامعية. وقد ينظر البعض الى الجامعات الالكترونية على انها اقل رتبة من الجامعات التقليدية الامر الذي يُحِد من الاقبال عليها، وذلك لان الجامعات التقليدية تقوم بدور تعليمي وتربوي معاً بينما تقوم الجامعات الالكترونية بالدور التعليمي فقط كما يقول ذلك (أنس الحجي، في مجلة المعرفة، مصدر سابق)، ولكن اعتراف الجهات المختصة بها واعتراف الهيئات الامريكية المختصة بجامعة Jones العالمية في الولايات المتحدة يجعل الجامعات الالكترونية مساوية للجامعات التقليدية من ناحية الاعتراف, هذا بالإضافة الى سهولة التعليم الالكتروني ووجوده في البيت الامر الذي يشجع شرائح عديدة في المجتمع من الانضمام اليه.

2- تحسين وإثراء مستوى التعليم وتنمية القدرات الفكرية:

يعود هذا التحسين إلى أمور أهمها أن الطالب مجبر على تعليم التكنولوجيا الحديثة وكيفية التعامل معها كما أن المعلومات تأتي آنياً وبعدة طرق (كتابة وصورة وصوتاً)، وغالباً ما تكون معروضة بطريقة أكثر جاذبية وديناميكية من الكتب، أضف إلى ذلك أن الكم الهائل المتوفر من المعلومات عن الشبكة الالكترونية وسهولة تخزينها واسترجاعها لايتوافر في حالة الدراسة التقليدية(G. Hgpemedia and Marchionini, 1988).[11]

ويرى العالم Owston أن التعليم الالكتروني يسهل عملية الوصول الى قواعد المعلومات والبيانات والبحث فيها مما يسهم في توفير الوقت الذب يمكن توجيهه لاكتساب معرفة جديدة.

                                                                 (Owston, 1997).[12 ]

وبما ان العملية التعليمية في الجامعات التقليدية تتضمن اضاعة الجهود في أمور تتعلق في توفير الاموال والموارد والأبنية وجدولة قاعات المحاضرات, فان التعليم الالكتروني سيسهم في تركيز الجهود على التعليم بدلاً من الامور الأخرى التي تكتسب نفس مستوى الاهمية, ويرى العالم Marchionini ، ان سيطرة الطالب على الحاسب الآلي الذي يتعامل معه وتحكمه بكل العمليات الالكترونية تؤدي الى تنمية المهارات الفكرية لديه (مصدر سابق11).

وقد اثبتت دراسة قامت بها جامعة تايوان الوطنية على طلاب اللغة الانجليزية فيها ان استخدام الشبكة الالكترونية, وتبادل الرسائل والحوار مع طلاب جامعة شمال كارولينا, ادى الى تحسين قدراتهم الكتابية في اللغة الانجليزية بشكل كبير, كما أدى الى مزيد من الانسيابية والقدرة على تنظيم الافكار وعرضها بشكل اكثر سلاسة ومنطقية عن ذي قبل. واكدت دراسة أخرى قامت بها جامعة أريزونا ان هناك آفاقاً واسعة ومنابع عديدة في استخدام التعليم الالكتروني للغات الاجنبية, وقد يؤدي التعليم الالكتروني الى حوارات ثقافية واجتماعية وسياسية لا يمكن ان تتحقق في كثير من المحاضرات في الجامعات التقليدية, لان تنوع الطلاب من الناحية العرقية والدينية والاجتماعية والثقافية في الجامعات الالكترونية اكثر من التنوع في الجامعات التقليدية, ولان الموارد المعرفية الموجودة على الشبكة الالكترونية هي مواد عالمية لا تخص شعباً بعينه, وان هذه العالمية للتعليم الالكتروني تجعل التنافس بين الجامعات الالكترونية عالمياً, الامر الذي يساعد على زيادة كفاءة هذه الجامعات وتحسين مستوى التعليم فيها عبر الزمن. كما يسهم التعليم الالكتروني في تحسين قدرات الطلاب الخجولين الذين لا يشاركون عادة في النقاش والحوار الدائر في قاعات الجامعات التقليدية, ولكنهم يستطيعون المشاركة عبر الشبكة الالكترونية. هذا علاوة وكما نعلم جميعا ونعايشه واقعاً أمامنا ان النقاش على الشبكة الالكترونية ربما أسهل بكثير من النقاش في القاعات الدراسية.

3- تخفيض تكاليف التعليم:

يرى بعض الخبراء ان استخدام الجامعات للتعليم الالكتروني سيؤدي الى تخفيض تكاليف التعليم بشكل كبير خصوصاً في حالة وجود عدد كبير من الطلاب, وتشير إحدى الدراسات النظرية الى ان وضع 25 مادة دراسية على الشبكة الالكترونية سيخفض على الطلاب في كليات المجتمع بمقدار النصف كما انه سيخفض على طلاب الجامعات بحوالي الثلث. ان التعليم الالكتروني سيخفف من اعباء الجدولة كما انه سيخفف من متطلبات القاعات وما يلزمها من فرش ومعدات ومصاريف تشغيلية، ويقول العالم (Owston,1997) أنه سيسهم التعليم الالكتروني في تخفيف متطلبات الاقامة على الطالب واعفائه من تكاليف السكن الجامعي.

]مصدر سابق[

وبما ان الجامعات تعاني تكلفة المواد الدراسية التي ينتظم بها عدد قليل من الطلاب فان التعليم الالكتروني هو الحل الامثل لهذه المشكلة، كما اكد ذلك العالم فريمان الذي علل ذلك بأنه سيتم عرض المادة على طلاب الجامعات الاخرى وربما على مستوى العالم، الامر الذي يخفض كثيراً من تكاليف هذه المواد (Freeman, 1997).[13 ]

وسيسهم التعليم الالكتروني في تخفيف الاتصالات بسبب تبادل الرسائل والافكار والمواد التعليمية على الشبكة الالكترونية, بدلاً من البريد او اللقاءات الشخصية بين المدرس والطالب والذي يتطلب ذهاب الطالب الى الجامعة التقليدية وما يترتب على ذلك من نفقات.كما يمكننا القول باختصار ان تقديم المادة التعليمية بطريقة التعليم الالكتروني عملية اقتصادية غير مكلفة لأنها ارخص في التوصيل من اعداد وتوصيل المادة المطبوعة على الورق, المعروفة في الجامعة التقليدية.

4- استقلالية الطالب والاعتماد على الذات:

قد يكون للتعليم الالكتروني دور كبير في تشجيع الطالب وتحفيزه على الاعتماد على نفسه في العملية التعليمية, كما يؤدى الى الاستقلالية والجري وراء الأهداف الفردية, ويرى العالم Marchionini ان التعليم الالكتروني يُحَولْ دور المدرس من مقدم للمعلومات الى دليل ومُحفز على الحصول على المعلومات, الامر الذي يشجع الطالب على الاعتماد على الذات.

ويرى SemavauوFitzgerald في بحثهما الذي نشراه عام 1997م ان استقلالية الطالب والاعتماد على الذات تجعل كفاءة التعليم الالكتروني مماثلة لعمليات التعليم التقليدي.

(Semavau & Fitz, 1997) [14].

ويتميز التعليم الالكتروني بسرعة تطوير وتغير المناهج والبرامج على الشبكة العالمة للمعلومات, مما يواكب خطط المؤسسات التعليمية ومتطلبات العصر دون تكاليف اضافية باهظة الثمن، كما يوفر امكانية تعويض النقص في الكوادر الأكاديمية والتدريبية في بعض القطاعات التعليمية عن طريق الفصول الافتراضية.

سلبيات وعوائق وتحديات تطبيق التعليم الإلكتروني:

كأي تجربة جديدة يدافع المتحمسون عنها ويرون أنها تحمل من الايجابيات ما يكفي لغض النظر عن السلبيات التي تصاحبها، وعلى الرغم من الفوائد المتعددة التي يقدمها التعليم الالكتروني للمتعلمين، تبرز في كثير من الأحيان تحديات قد يواجهها المتعلم في عملية التعلم الالكتروني، وأكثر هذ التحديات شيوعاً هي التالية:

•الشعور بالانعزال.

•الأعطال التكنولوجية.

•الحاجة إلى تطوير بعض المهارات التكنولوجية والكفاءات الخاصة.

•إدارة التعلم وتلبية المتطلبات والشروط الخاصة بالبرنامج الدراسي.

ويحذر المهتمون بتربية النشء عادة من تبني أي اسلوب تعليمي جديد دون قياس وتقدير للعوامل المحيطة والمؤثرة بشكل مباشر او غير مباشر في العملية التعليمية. وفي حالة التعليم الالكتروني ربما يبدو الوضع اكثر حساسية، خصوصاً انه يعني في مفهومه العلمي "التحول عن التعليم التقليدي وطرائقه التي ألفها الناس عبر مئات السنين الى النهج الالكتروني الذي يعد بتغيير مفهوم التعليم الى حد بعيد"، وربما يحسن ان ننبه الى بعض السلبيات المصاحبة لتطبيق التعليم الالكتروني والتي يمكن رصد ابرزها بالآتي:

1- السلبية الرئيسية في نظام التعليم الالكتروني هي العزلة إلا أن أدوات الاتصال للتعليم المباشر كغرف الدردشة (Chat rooms) توفر فرصاً للدارسين الاتصال مع المشرف الأكاديمي والطلبة الآخرين.

2- تلاشي وإضعاف دور المعلم كمؤثر تربوي وتعليمي مهم.                             

3- إضعاف مؤسسة المدرسة كنظام اجتماعي يؤدي دوراً مهماً في التنشئة الاجتماعية، حيث يُعرِب الرافضون للتعليم الالكتروني عن خشيتهم من أن يصبح المعلم قادراً على تدريس 50 أو 500 طالباً في نفس الوقت، وبذلك تختفي المدارس بشكلها النهائي من الوجود.

4- كثرة توظيف التقنية في المنزل وفي الحياة اليومية ربما يؤدي إلى ملل المتعلم من هذه الوسائط وعدم الجدية في التعامل معها، فالجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة قد يكون مرهقاً.

5- إدخال كثير من الأساليب العلمية التربوية لتطبيقات التعليم الالكتروني على أيدي الشركات التجارية وهي غير مؤهلة علمياً وثقافياً لمثل هذه المهمة ، كما يقول ذلك الباحث (الشهري– مصدر سابق). وقد يسبب القلق عند المتعلم؛ لوجود خلل في تصميم البرنامج.

6- احتمال الغش والاحتيال في التعليم الالكتروني لأن الحفاظ على مجهولية أجهزة الحاسوب قد يجعل من الشخص الملتحق بالفصل الدراسي ليس هو الشخص الذي يقوم بالدراسة أو إكمال التعيينات، وبذلك تمنح الجامعة علامات كاملة إلى درجات الشخص المنتحل الذي استأجره الطالب لإكمال دراسته عوضاً عنه.

7-التعلم الإلكتروني قد لا يساعد الطالب على القيام بممارسة الأنشطة غير الأكاديمية مثل الأنشطة الاجتماعية والرياضية وغيرها.

كما أن هناك مجموعة من معيقات أو معوقات تطبيقهذه المنظومة التعليمية، وهي تختلف من بلد لآخر حسب متغيرات وظروف متعددة، وفي ليبيا على سبيل المثال:

  • العامل البشري، مثل عدم إلمام المعلمين والمتعلمين بالمهارات الضرورية للتعامل مع التقنيات الحديثة، وعدم الوعي الكافي لدى أفراد المجتمع بهذا النمط التعليمي أو الاعتراف به.
  • معيقات فنية، أي متعلقة بالتعامل مع الأعطال أو توقف التقنيات المفاجئ عن العمل، مما يسبب إرباكاً للمتعلم والمعلم والإدارة وغيرهم.

العوامل التي قد تتسبب في فشل استخدام نظام التعليم الالكتروني:

• قلة توافر الخبراء في إدارة التعليم الإلكتروني.

• ضعف البيئة التشريعية والمعاير المعتمدة الخاصة بالتعليم الإلكتروني في وزارة التعليم العالي.

• صعوبة تغير فكرة التحول من أسلوب التعليم التقليدي إلى أسلوب التعلم الإلكتروني لدي المحاضرين.

• التكلفة العالية في تصميم وإنتاج البرمجيات التعليميةEducational Software .

• النظرة التقليدية إلى التعليم الالكتروني التي تصنفه في مكانة أدنى من التعليم النظامي.

• ضعف البنية التحتية.

• الشعور بالعزلة بعض الأحيان.

إضافة إلى تفشي الأمية التقنية في المجتمع: إذ أن محوها يتطلب جهداً مكثفاً لتدريب وتأهيل المعلمين والطلاب بشكل خاص استعداداً لهذه التجربة، فضلاً ارتباط التعليم الالكتروني بعوامل تقنية أخرى مثل كفاءة شبكات الاتصالات وتوافر الأجهزة والبرامج ومدى القدرة على إنتاج (المحتوى) بشكل جيد الأمر الذي قد يزيد من نسب الانسحاب من برامج التعليم الالكتروني أكثر من المعتاد. كما يتطلب التعليم الالكتروني أن يكون لدى الدارس جهاز حاسوب متصل بالإنترنت وخبرة جيدة في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأن الافتقار إلى مثل هذه المعرفة قد بشجع الدارسون على الانسحاب من الدراسة.

وأشدد على أن عامل التكلفة في الإنتاج والصيانة ومدى قدرة أسر الطلاب على تحمل تكاليف المتطلبات الفنية من أجهزة وتقنيات ضرورية للدخول في هذه التجربة، أعني ارتفاع تكلفة التعلم الإلكتروني وخاصة في المراحل الأولى من تطبيقه، مثل تجهيز البنية التحتية والأجهزة وتصميم البرمجيات والاتصالات والصيانة المستمرة لذلك.

تقول العالمة الأمريكية "جوليا دغلبي" مؤلفة كتاب حديث حول "التعليم الإلكتروني": "إن مشاكل التعليم عن بُعد لا تنطبق على التعليم الإلكتروني، فالإنترنت وتطبيقاتها القائمة حالياً لا تسمح فقط بالتواصل بين المُعلم والمُتعلم، بل تفتح آفاقاً جديدة للتواصل بين المُتعلم والمُتعلم، وأن ذلك لا يتم فقط في إطار البرنامج الدراسي الذي يتبعه المُتعلم، بل هو مفتوح على العالم بأسره، وعلى ذلك فإن التعليم الإلكتروني ليس تعليماً عن بُعد بالشكل التقليدي، بل هو نظام جديد لهذا التعليم". صحيح أن البُعد الجغرافي بين أطرافه موجود فعلاً، إلا أن الإنترنت والوسائل الإلكترونية الأخرى تتجاوز هذا البُعد الجغرافي، وتحد من تأثيره.

إن التعليم الالكتروني يؤتي ثماره على المدى البعيد حين ينتهي التلاميذ من دراستهم الجامعية ويلتحقون بسوق العمل عندها ستظهر الآثار الايجابية لهذا التعليم، لكنه على المدى القصير والمتوسط يعني تكاليف لا حصر لها. وعلى كل فإن كان التعليم الإلكتروني ليس بالضرورة صالح لجميع البرامج الدراسية، فإنه صالح للكثير منها، خصوصاً تلك التي لا تتطلب عملاً في المُختبرات. ليس هذا فقط، بل إنه صالح لتعزيز التواصل، حتى في إطار التعليم التقليدي المُباشر المُعتاد. كما أن البعض يتصور أن التعلم عن بعد أكثر سهولة من التعليم الحقيقي، ولكن هو العكس فالتعليم عن بعد يحتاج إلى تقنيات متعددة منها اللغة واستخدام الحاسوب والتي هي غير متوفرة عند الآخرين في العالم الحقيقي في أحيان أخرى, إنّ توقعات التعلم أصبحت ذات مستوى عالي في بعض الجامعات بسبب المتطلباتِ الصارمةِ!.

ان تحديات تربية الغد لا بد أن تسعى لإكساب الفرد أقصى درجات المرونة وسرعة التفكير، حيث لم تعد وظيفة التعليم مقصورة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية والمطالب الفردية فحسب، بل تجاوزتها إلى النواحي الوجدانية والأخلاقية وإكساب الإنسان القدرة على تحقيق ذاته، وأن يحيا حياة أكثر ثراء، وكذلك فان هدف التربية لم يعد مقصوراً على نشر التعليم بل الاهتمام بنوعيته وآفاقه، قبل موارده ووسائله وقنواته.وقد اتفق التربويّون أن التعليم الالكتروني هو مسألة تربوية مهمة في حياتنا المعاصرة لأنه يعطي لطلاب العلم القدرة على البحث والتقصي وايجاد المعلومات الحديثة، لأن شبكة الانترنت التي هي ذراع التعليم الالكتروني تخلق فرصاً معلوماتية غير مسبوقة، وهي في الوقت نفسه وسيلة مهمة لتسهيل التعليم المستمر والمتواصل لكل من يطمح في مزيد من التعليم وصقل الخبرات والتقدم العلمي والارتقاء الوظيفي في الحياة.

الفصل الثاني:

تنفيذ نظام تعليم إلكتروني:

كما أشرنا في الفصل الأول من هذا البحث فإنّ التعليم الإلكتروني يعتمد على استخدام وسائط إلكترونية متعددة، سواء تم ذلك عن بعد أو داخل الفصل الدراسي، ونشير هنا إلى تلك الوسائط:

1. الحاسوب. 2. الإنترنت. 3 المقرر الإلكتروني. 4. الكتاب الإلكتروني. 5. مؤتمرات الفيديو. 6. مؤتمرات مسموعة. 7. فيديو تفاعلي. 8. الصف الافتراضي.

وينطوي التعليم الالكتروني على:

• طرق مبتكرة في تصميم المحتوى ومواد التعلم.

• أساليب تعاونية جديدة في التعليم والتعلم.

• طرق جديدة في التقييم.

• طرق جديدة لدعم المتعلمين.

• متطلبات جديدة على المتعلمين وأعضاء هيئة التدريس وموظفي الدعم.

• بنية تحتية جديدة للتكنولوجيا.

• سياق مؤسسي جديد.

إن استخدام الحاسوب كأداة أو وسيط تعليمي، أصبح يلعب أدواراً عدة في تقديم المادة العلمية للمتعلمين في منظومة التعلم الإلكتروني، وذلك من خلال برامج متكاملة من حيث صياغة الأهداف، والمحتوى، والأنشطة، وعملية التقويم والتفاعل والتغذية الراجعة . وقد لخصت هذه الأدوار كما يلي:

1. الحاسوب وسيلة أساسية في التدريس(Computer Based Instruction.CBI).

2. الحاسوب وسيلة مساعدة في التدريس(Computer Assisted InstructionCAI).

3. الحاسوب وسيلة في إدارة التدريس (Computer Managed Instruction CMI).

4. الحاسوب كوسيلة للاتصالات Computer Mediated communication. CMC)).

وقد يستخدم كوسيلة تعليمية لمساعدة المتعلم على الاعتماد على نفسه في تعلم المادة العلمية التي تقدم من خلال برمجيات تعليمية تعرض المحتوى العلمي وأسئلة بنائية وتستقبل إجابات المتعلم وتقييمها، ثم تقدم التغذية الراجعة وتساعد المعلم على تقديم المحتوى العلمي للمتعلمين بأنماط مختلفة، مع توجيه دوره إلى الإشراف والتوجيه والإرشاد والنصح، كذلك فقد ساعد الحاسوب على زيادة التفاعل بين المتعلم والمعلم من جهة والمحتوى من جهة أخرى.

كما إن هناك عدد من البرمجيات يمكن استخدامها في التعلم النظامي والتعلم الإلكتروني بشكل عام ، منها برمجيات:

1. التدريب والممارسة. 2. المحاكاة.3. حل المشكلات.  4. الوسائط المتعددة والفائقة. 5. معالجة الكلمات. 6. كمعلم خصوصي. 7. في مجال الألعاب (العلمية ، الترفيهية).

8. الإنترنت Internet : حيث تقدم شبكة الإنترنت خدمات عديدة في ميادين الحياة جميعها بشكل عام وفي العملية التعليمية (التعلم الإلكتروني) بشكل خاص، ومنها خدمة:


  • البريد الإلكتروني.  
  • بروتوكول نقل الملفات.
  • الاتصال بحاسوب آخر.
  • الشبكة العنكبوتية العالمية.
  • البحث عن المعلومات.
  • المحادثة بين الأشخاص .
  • المجلات أو الدوريات الإلكترونية.
  • المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت.


وتتنوع ادوات التعليم الإلكتروني نظرا لتطورها المستمر, لذا فأن جميع المؤسسات التعليمية المستخدمة للتعليم الإلكتروني تواجه العديد من التحديات في تنفيذ واختيار واستخدام ادوات التعليم الإلكتروني المناسبة لاحتياجاتهم ومتطلباتهم، حيث تتوفر انواع متعددة من الادوات والبرامج المتاحة للاختيار، وتستخدم هذه الادوات في تحقيق التفاعل والاتصال بين المعلم والطلاب.

وفيما يلي بعض من هذه الادوات الأساسية لبناء نظام للتعليم الإلكتروني:] مصدر سابق8 [

• الاجزاء الصلبة Hardware:

بشكل عام الاجزاء الصلبة تعني كل شيء أساسي لجاهزية الحاسوب الشخصي من حيث السرعة, النوع , الذاكرة الداخلية, وغيرها من الادوات الضرورية لجهاز الحاسب.

ومن الطبيعي ان يكون هذا الجهاز مزود بالذاكرة العشوائية, ويدعم الفيديو ومتعدد الوسائط. وايضا يجب ان يتوفر acceleration, video memory, refresh rate , color depth, resolution, multiple monitor support) اضافة الى شاشة, DVD-CD-ROM, كرت صوت, ميكروفون, مودم, لوحة مفاتيح, فأرة, كاميرا.

•  الخادم :Server

يجب أن يراعى في اختيار الكمبيوتر الخادم عدد من متطلبات التعلم الإلكتروني التي تتطلبها مهام التدريس، ومنها ما يلي: حجم المحتوى، نوح الملفات المستضافة، نص، صوت، رسوم، فيديو....الخ، نسبة النفاذ للخادم Band Width، مدى تطور المحتوى لديك، البرامج التي يجب أن ينفذها الخادم، مثل:Perl Script, Java Server Pages, Active Server Program

•  الشبكات Networks:

-    الشبكة المحلية LAN: وهي مجموعة أجهزة حاسب تتصل مع بعضها بعدة طرق، وترتبط مع بعضها باستخدام كرت شبكة Ethernet، أو Token Ring، وهي تستخدم لربط الشبكات المرتبطة بشكل دائري أو نجمي.

-    الشبكة الواسعة WAN: وهي ربط شبكة لعدد من أجهزة الحاسب المتباعدة في المواقع، وتقدم شركة الاتصالات خدمة ربط الشبكة باستخدام T-1 and T-3 telecommunication، أو استخدام ISDN، شبكة الانترنت.

•  ادوات الوصول للتعليم الإلكتروني :Access

يمكن الوصول للتعليم الالكتروني عن طريق المتصفح، ومشغل وسائط، ويمكن الوصول للتعليم الالكتروني عن طريق المتصفح، ومشغل وسائط، وهي على النحو التالي:

•  المتصفح: يزود واجهة مرسومية للأنترنت ويمكّن من العرض، وتشغيل البرامج، وتحميل الملفات، وإرسال الملفات، ودعم التشفير.

•  مشغل الوسائط multi player لملفات الصوت والصورة والنص عدد من الأشكال ولكل منها برنامج تشغيل، ويجب أن يكون جهاز الحاسب لديك مزود به لتشغيل نمط الملف المطلوب ومن مشغلات الوسائط ما يلي:

QuickTime Player, Windows Media Player, RealOne Player, Flash Player, Acrobat Reader, Authorware, Director, Quest, ToolBook.

•  ادوات تزيد التعليم الإلكتروني LCMS – LMS – Server:

يعد الخادم من الأدوات الأساسية في التعليم الالكتروني، ويعرف السيرفر كبرنامج بأنه البرنامج الذي يرسل Dispatches صفحات الويب إلى المتصفح .Browser

•  ادوات مساعدة ادوات الاتصال المباشر – ادوات الخادم (التزامني وغير التزامني).

دور المعلم في تنفيذ النظام Instructor Role in e-Learning :

يعد المعلم أحد المدخلات الرئيسة في أية عملية تعلميه ، لكن دوره أصبح يختلف عما كان سابقاً ، و خاصة في ظل منظومة تكنولوجيا المعلومات، إذ لم يعد مجرد ناقل للمعلومات من كتاب مدرسي إلى أذهان تلاميذه بل إنّ عليه العمل على مشاركتهم بإيجابية في الحصول على المعلومات، أي تقديم الخطوط العريضة للمحتوى التعليمي، وتوجيه التلميذ إلى أن يبحث عن بقية المعلومات المرتبطة بالموضوع من مصادرها المختلفة باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة؛ لأنّ الهدف من عملية التعلم لم يعد مجرد اجتياز للاختبارات فحسب، بل إنّها تعمل على بناء العقل وتنمية المهارات العقلية واليدوية والتفكير العلمي بأنواعه المختلفة.] مصدر سابق8[.

وعليه، فإنّه لا بد له من التزود بالعلوم التكنولوجية المتطورة والقيم المرتبطة باستخدامها، فضلاً عن إتقانه لمجموعة من المهارات العملية في إنتاج الوسائل، وتشغيل بعض الآلات والأجهزة؛ كي يستخدمها في تعليم طلابه. لهذا فإن دور المعلم في التعلم الإلكتروني أكثر أهمية وأكثر صعوبة من دوره في عملية التعليم التقليدي، فهو شخص مبدع ذو كفاءة عالية يدير عملية التعليم بقيادة وتوجيه مستمر لكل طالب نحو المعرفة المنشودة والوجهة الصحيحة للاستفادة من التكنولوجيا المتوافرة، وبشكل عام فإنّه ينبغي له القيام بما يلي:

1. أن يدرك خصائص وصفات كل طالب يدرسه، وذلك من خلال التفاعل المستمر بينه وبين طلابه، وأن يشجع باستمرار على التفاعل بين طلبته والعالم الخارجي.

2. أن يعمل بكفاءة عالية كمرشد وموجه ومسهل للوصول إلى المعرفة المنشودة.

3. أن يستخدم مهارات تدريسية تراعي احتياجات الطلبة المتنوعة، منها مهارة المحاور الايجابية، ومهارة حسن الاستماع، ومهارة احترام الرأي والرأي الآخر، …الخ.

لذا فإن المعلم يحتاج إلى تدريب وتأهيل مستمرين على تعلم أفضل الطرائق لتحقيق التكامل ما بين التكنولوجيا والمباحث التي يدرسها، كاستخدام الحاسوب والإنترنت -على سبيل المثال- من جهة، وما بين المباحث بعضها بعضاً من جهة أخرى، وذلك كي يمتلك القدرة على التدريس بمهارة متميّزة وكفاءة عالية.

دور المتعلم Student Role in e-Learning:

نظراً لما يتمتع به التعلم الإلكتروني من مصادر متنوعة للمعرفة، فان على المتعلم أن يغير دوره من متلقّ للمعلومات إلى باحث عن امتلاك المهارات الآتية:

1. استخدام الحاسوب والإنترنت بما في ذلك البريد الإلكتروني.

2. التعلم الذاتي.

3. القدرة على البحث عن المادة العلمية المنشودة.

4. تحديد المعلومات المطلوبة للمحتوى الدراسي.

5. تقييم المعلومات التي يستخرجها من هذه المصادر واختيار ما يناسبه منها.

6. القدرة على التفاعل مع الآخرين إلكترونيا.

دور الطاقم الفني Trephination Role in e-Learning:

يعد دور الفني مهماً في التعليم الإلكتروني، فهو الشخص الذي يساعد المتعلم على التغلب على بعض الأمور الفنية وعلى عملية التعامل مع المشاكل ذات العلاقة بالأجهزة المستخدمة، فمثلاً قد يكون متخصصاً في الحاسوب وفي إدارة شبكات الإنترنت بالإضافة إلى المعرفة في برامج الحاسوب، لذا فإن دوره الفني مكمل ومتمم لدور المعلم، خاصة وأن المعلم قد لا تتوافر لديه تلك المهارات الفنية.

دور الإدارة Administration Role in e-Learning:

إن لنظام الإدارة أهمية عالية، فالإدارة مسؤولة عن وضع أسس عملية التعلم، وعن عملية القبول والتسجيل، ومتابعة الطالب، وإدارة القرارات والواجبات، وإدارة الاختبارات وضبط الجودة لجوانب العملية التعليمية كافة، إضافة إلى توفير الخدمات الضرورية جميعها للمتعلم ومحاولة إزالة أية معيقات أو صعوبات محتملة.

المقرر الإلكتروني E-Course :

وهو المقرر الذي يستخدم في تصميمه أنشطة ومواد تعليمية تعتمد على الحاسوب، وهو- كذلك – محتوى غني بمكونات وسائط متعددة تفاعلية في صورة برمجيات على شبكة الإنترنت. وهو من مجموعة من الأدوات التي تمكن المتعلم من التواصل مع المشرف الأكاديمي ومع زملائه، ومن الاطلاع والمشاركة في المعلومات الخاصة بالمقرر.

الكتاب الإلكتروني E-Book:

وهو كتاب يفتح كأي كتاب، ولكنه ليس مطبوعاً على ورق ويتم فتحه بطريقة مبسطة، فتظهر على جانب الشاشة محتويات كل جزء من الكتاب، وما على القارئ - عندئذٍ – إلا أن يطلب ما يريد أن يراه من موضوعات مهما بلغ حجم الكتاب. وأهم ما يميز الكتاب الإلكتروني صغر حجمه وسعته التي قد تصل الى سعة الموسوعات, ويمكن البحث عن أيًة كلمة أو موضوع في ثوان معدودة، كما أنه بسيط التصميم للغاية ويمكن للقارئ أن يقلب صفحاته واحدة تلو الاخرى:

مؤتمرات الفيديو Video Conferencing:

تتمثل هذه التقنية في نقل صوت وصورة المتحدث أو المتحدثين عبر وسائط تكنولوجية توفر فرصاً عملية للتعلم والتعليم عن بعد دون أي اعتبار للحدود الجغرافية، فهي تساعد على تحقيق ما يسمى تعلما إلكترونياً كونياً بطرائق فعالة، وعلى نقل معلومات ومناقشتها والتفاعل معها بسهولة وسرعة.

المؤتمرات المسموعة Audio Teleconferencing:

تتمثل هذه التقنية في استخدام هاتف عادي يتصل بخطوط هاتفية عدة تعمل على توصيل المشرف الأكاديمي(المدرس) بالدارسين في أماكن مختلفة وبعيدة عن مكان تواجده، وتتميز هذه التقنية بإيجاد تفاعل بين الطرفين من خلال المكالمات الهاتفية, حيث تقلل من حرج المتعلم وخجله عند الحديث مع مدرسه.

الفيديو التفاعلي Interactive Video:

تعرف هذه التقنية بأنها عبارة عن دمج الحاسب والفيديو في تقنية واحدة سميت الفيديو التفاعلي، وقد شملت عملية الدمج شريط الفيديو نفسه, حيث لعب هذا الشريط دوراً فاعلاً.

الصف الافتراضي Virtual Classroom:

ويعرف الصف الافتراضي بأنه ”مجموعة من الأنشطة التي تشبه أنشطة الصف التقليدي, يقوم بها معلم وطلاب تفصل بينهم حواجز مكانية، ولكنهم يعملون معاً في الوقت نفسه بغض النظر عن مكان تواجدهم، حيث يتفاعل الطلاب والمعلم مع بعضهم بعضا عن طريق الحوار عبر الإنترنت، ويقومون بطباعة رسائل يستطيع الأفراد جميعهم المتصلين بالشبكة رؤيتها, وقد تكون متزامنة أو غير متزامنة. كما أنه – وكما يقول المهندس أمجد قاسم - من الممكن أن يكون غرفة إلكترونية تشتمل على اتصالات الصفوف وأماكن خاصة يتواجد فيها الطلاب ويرتبطون فيها مع بعضهم البعض، ومع المدرس أو المشرف من خلال أسلاك موجات قصيرة عالية التردد مرتبطة بالقمر الصناعي الخاص بالمنطقة، ويمكن جعل الوسائط التعليمية في الصف الافتراضي باتجاهين أو باتجاه واحد.] مصدر سابق8[.

نظام إدارة المحتوى للتعليم الإلكتروني:

يحتاج نجاح نظام التعليم الالكتروني لمتطلبات وعوامل عدة تساعد على نجاح العملية التعليمية بواسطة التعليم الالكتروني من أبرزها:

1. متطلبات تقنية ومادية:

توفير الإمكانيات المادية لتوفير بنية تحتية تشتمل على خوادم ومعدات وأجهزة قوية ذات سعة نطاق عالية, وبرمجيات خاصة مثل (LMS, LCMS, CMS)، وتوفر شبكة إنترنت ذات سرعة عالية.

2. متطلبات بشرية:

كوادر بشرية مؤهلة قادرة على التحكم بإدارة النظام وتصميم المقررات وإخراج المواد، وتدريب خاص للمحاضرين وللطلبة المشمولين بالنظام، ولو توفرت وتحققت جميع المتطلبات السابقة، فلا بد من توفر البيئة والتشريعات وخطة واضحة المعالم التي تدعم تنفيذ تطبيق التعليم الالكتروني، وتتمثل هذه البيئة بالوعي الكامل لضرورة وأهمية تنفيذ التعلم الالكتروني ابتداء من الإدارة العليا حتى الطلبة. ونحتاج أيضا إلى نظام لإدارة المحتوى للتعليم الإلكتروني يمكن تعريفها على انها حزم برامج متكاملة تشكل نظاماً لإدارة وتوثيق المحتوى ومتابعة برامج التعليم والفصول الافتراضية والتعليم الإلكتروني، وتوفر ادوات للتحكم في عملية التعلم, وتعمل هذه النظم في العادة على الانترنت, وان كان من الممكن تشغيلها كذلك على الشبكة المحلية.

مميزات محتوى التعلم الإلكتروني:

• التعديل السريع على المحتوى من حيث يمكن اضافة او تعديل او حذف باستخدام واجهة المستخدم الرئيسية وبشكل مباشر.

• يوفر سهولة المحتوى وخصوصا من قبل استخدام الادارة, اضافة الى دعم القوالب Templates & CSS.

• يعتبر نظام المحتوى(LCMS) اكثر تفاعلية من نظام التعلم (LMS) من حيث: دعم سير العمل, كذلك استراد او تصدير محتوى IMS أو SCORM.

• يعد نظام محتوى التعلم الإلكتروني نظاما متكاملا من حيث:

دعم معايير الانترنت, امكانية استخدامه في الوسائط المتعددة, كذلك يساعد على توفير تسجيل دخول واحد للمستخدمين, اضافة الى سهولة استخدام النظام.

واقع التعليم الإلكتروني في ليبيا:

عودة على استفسارنا في الفصل الأول عن مدى إمكانية استعمال التعليم الالكتروني في ليبيا، فإن هذا الأمر يتطلب دراسة شاملة وكاملة في الجامعات الليبية لمعرفة عدد المنتسبين لهذه الجامعات ومعلوماتهم الديموغرافية وأوضاعهم المالية والاجتماعية وخبراتهم العملية وتوزيعهم الجغرافي، كما يتطلب الأمر دراسة مفصلة للتخصصات التي تتطلب انتظاماً كاملاً أو شبه كامل، ونظراً لعدم وجود دراسات مفصلة كهذه بين أيدينا فإنه يصعب التنبؤ بدور التعليم الالكتروني في ليبيا وخاصة خلال السنوات العشر القادمة. ولكننا لا ننكر ان هناك محاولات جادة في الاهتمام بالتعليم الالكتروني في ليبيا حيث انطلق منذ عام 2009م وخطي خطوات قبل أن يتوقف اثناء الأحداث في 2011م، ثم عاود نشاطه سنة 2013م في مسمّى (مشروع التعليم الإلكتروني في ليبيا)، وقد نظمت عدة ورش عمل حول المشروع بدعوة من شركة "جلوبال ايديوكيشن سوفت وير" GESL المنفذة للمشروع.

كما ننوه أنه قد تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين "اللجنة الشعبية العامة للتعليم العالي- سابقا"، والمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) من خلال المدير العام للمنظمة الدولية لقطاع الاتصالات والمعلومات لتنفيذ المشروع الوطني لتقنية الاتصالات والمعلومات، ويتمثل المشروع في ربط مختلف الكليات الجامعية والمعاهد العليا ومؤسسات التعليم العالي بشبكة معلومات موحدة وتنفيذ شبكة اخرى موسعة لقطاع التعليم العالي على مستوى ليبيا. ونصت المذكرة على ان تقوم منظمة اليونيسكو بتنفيذ البنية الاساسية للمشروع الوطني لتقنية الاتصالات والمعلومات من حيث التصميم والتطوير وتقييم الاحتياجات وتحديد عناصر المشروع وأهدافه وخطة عمله وميزانيته التقديرية ومدة تنفيذه. وحددت مذكرة التفاهم موعداً نهائياً لتنفيذ الخطوة الأولى للمشروع على إن تقوم المنظمة بإجراء مباحثات ودراسات إضافية مع الوزارة فيما يتعلق بتصاميم هذا المشروع وتكاليفه، ويتضمن المشروع تنفيذ شبكة معلومات محلية تربط كافة الكليات الجامعية والمعاهد العليا علاوة على شبكة معلومات موسعة اخرى على مستوى التعليم العالي في ليبيا، وكذلك المكتبات الرقمية ومواقع المصادر التعليمية وتقنية الاتصالات والمعلومات باتجاه احلال التعليم الالكتروني والتعليم المرئي.

كما يتضمن هذا المشروع التدريب على المعارف الرقمية ومهارات الاتصالات والمعلومات الأساسية وتدريب الأساتذة على استخدام تقنيات المعلومات الاتصالات في مجال التعليم وتطوير البرامج المنهجية وتوفير أنظمة ميكنة إدارات الجامعات آلياً من خلال تقنية الاتصالات والمعلومات، مثل أنظمة المعلومات الخاصة بالطلاب وإدارة المكتبات والعمليات الإدارية.

واستجابة الى التوصيات التي تضمنها تقرير اللجنة التي شكّلها مجلس الوزراء لدراسة وتقييم مشروع التعليم الالكتروني المنفذ من قبل شركة ريفر ديب انترناشيونال الايرلندية والموقع في العام 2009م مع قطاع التعليم في ليبيا، فقد صدر قراراً بتأسيس (المشروع الليبي للتعليم الالكتروني ووسائط التعليم عن بعد). وقد جاءت الفكرة دعماً للتطوير العلمي والتنمية البشرية في ليبيا, وليصبح التعامل مع هذه التقنية متوفر في كل المدارس لتكون الكتب في أقراص مدمجة،   وحسب (رؤية) المشروع التي تتبنى:

"تأسيس نظام تعليمي متكامل يعتمد على التقنيات الحديثة في مجال التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد في شكل مراكز وطنية لتحقق التقدم والتمييز في العملية التعليمية، وسعياً لتكون بيت خبرة ومرجعية وطنية كلاً في مجال اختصاصه."

و(رسالة) المشروع التي تسعى إلى:

"تسخير كل الامكانات لدعم تميز العملية التعليمية وتسهيل التواصل العلمي حين يمتلك المشروع هوية وطنية يبني عليها، ويسيطر من خلالها تفاصيل رسالة سامية، من خلال التوظيف الأمثل لتقنيات المعلومات والنظم الحديثة، بما يعزز التواصل والتفاعل في هذه العملية، لتحقيق الأهداف التعليمية والعملية."

فإن المشروع يهدف الى تأسيس نظام تعليمي متكامل يعتمد على التقنيات الحديثة في مجال التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد في شكل مراكز وطنية لتحقق التقدم والتمييز في العملية التعليمية، وسعياً لتكون بيت خبرة ومرجعية وطنية كلاً في مجال اختصاصه.ولتحقيق عدد من الأهداف الرئيسة من أبرزهاوبشكل دقيق:

1-المساهمة في تقويم مشروعات وبرامج التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد.

2-    تحويل المناهج المدرسية بالمراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية الى صورة إلكترونية تكون للمتلقي التلميذ أو الطالب الخيار البديل للكتب الورقية.

3- نشر تطبيقات التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد بما يتوافق مع معايير الجودة، ووضع معايير الجودة النوعية لتصميم المواد التعليمية الرقمية وإنتاجها، ونشرها.

4-إنتاج الكتب الالكترونية التفاعلية بما يهيئ للمتلقي من طرق الايضاح والسبل الارشادية ما يمكنه من فهم المحتوى بعيداً عن التلقين الممل.

5-توطين تقنيات التعليم الالكتروني الساكن والتفاعلي وتأهيل العنصر البشري لذلك.

6-انتقاء التقنيات ووسائط التعلم عن بعد بما يكمل مشهد الحوار التعليمي بين المعلم والمتلقي.

7-الوصول الى المدرسة التفاعلية والتي تحل معظم معضلات التعلم إذا توفرت لها البيئة الوطنية المتكاملة.

8- تنمية مهارات وقدرات الطلاب وبناء شخصياتهم لإعداد جيل قادر على التواصل مع الآخرين وعلى التفاعل مع متغيرات العصر من خلال الوسائل التقنية الحديثة.

9- تشجيع المشروعات المتميزة في مجالات التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد و التنسيق بينها.

10-  العمل على توعية وتثقيف المجتمع في شكل عقد اللقاءات وتنظيم المؤتمرات، وورش العمل، التي تسهم في تطوير التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد.

11-  التعاون الدولي مع المنظمات والهيئات العالمية والجهات المماثلة.

وتم بموجب هذا القرار تم ضم المشاريع الفرعية التالية للمشروع الرئيسي وهي:

  • مشروع المدارس الالكترونية الذي تنفذه شركة (ريفر ديب جلوبال) لصالح الوزارة.
  • مشروع ربط مدارس من التعليم العام بشبكة اتصالات والموّقع بين الوزارة وشركة ليبيا للاتصالات.
  • مشروع تجهيز وتشغيل الاستوديوهات التعليمية.
  • مشروع تزويد مدارس وزارة التربية والتعليم بمعامل حاسوب ثابتة ومتنقلة.
  • مشاريع المنظومات المرتبطة بالتعليم الالكتروني الموقعة بين القطاع والشركات المختلفة سوى التي لم يتم البدء في تنفيذها أو تلك المتعثرة في التنفيذ، ويتبع هذا المشروع وزير التربية والتعليم مباشرة، وله مديراً عاماً مخولاً بكافة الصلاحيات لإدارته.

ويعتبر النظام المعتمد لعملية التطوير من خلال هذا المشروع سيكون بمثابة انطلاقة قوية للتعليم الإلكتروني على مستوى ليبيا، إذا ما تضافرت الجهود اللازمة لتطبيق هذا النظام، لأن المشروع يقدم نموذجاً شاملاً لتطوير عملية حوسبة المناهج على أسس تربوية محددة، ويجعل التعليم الإلكتروني أمراً ملموساً لا يمكن الاستغناء عنه، أضافة إلى الفوائد العظيمة المتوقع الحصول عليها، وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات العربية والعالمية. وأؤكد هنا على ضرورة أن يستخدم التعليم الإلكتروني كأداة لتقييم أداء المعلمين، فيما يعزز استخدامهم له، وسوف يحقق توظيفاً حقيقياً للتعليم الإلكتروني في المدارس. كما أنه لابد من وضع تصور عام لنظام خاص بوزارة التعليم العالي يعمل (كمنصة لإدارة المحتوى التعليمي إلكترونياً) باستخدام تطبيقات الحوسبة السحابية Cloud ComputingوHTMLبحيث تسهل حوسبة المناهج إلكترونياً وفق المعايير العالمية، وذلك باعتباره نظاماً متكاملاً لإدارة عمليتي التعليم والتعلم، ويحقق تعلم فاعلاً للطلبة.

وأرى ان ذلك يتطلب زمن لا يتجاوز3- 6 أشهر للبدء في تجهيز النظام، وإعداد آلية لاختيار المشرفين والمعلمين الذين ستلقى على عاتقهم حوسبة المناهج، وتحديد شروط اختيارهم، واختيار الأول ثانوي لاستكمال حوسبة مقرراته كونه الحلقة الفاصلة التي يحدد الطالب فيها اختياراته القادمة. كما أنوه هنا عن مبادرة ليبيا الالكترونية واهدافها الاستراتيجية والتي ترعاها وزارة الاتصالات والمعلوماتية، حيث أن لها هدفين استراتيجيين هما:

1- تطوير ورفع مستوى جودة المعيشة في ليبيا عن طريق استخدام التكنولوجيا.

2- بناء الاقتصاد المعرفي في ليبيا و تطوير القيمة المضافة له, ذو كوادر وطنية متطورة و قطاع خاص قوي.

وتتكون المبادرة من ثلاث عناصر أساسية:

1-العنصر البشري: وهذا يشمل الفنيين والمهندسين اللذين سيقومون ببناء البنية التحتية للمشاريع، المشغلين اللذين سيشرفون على أعمال المشاريع، وأخيرا المستخدمين والمنتفعين من خدمات ليبيا الالكترونية.

2-البنية التحتية: وهذا يشمل البنية التحتية لخدمات الاتصالات, مراكز المعلومات, البرامج, وغيرها.

3-آليات العمل: اللوائح و القوانين التنظيم الخاصة بالمشاريع.

وتتكون مبادرة ليبيا الالكترونية من أربع مبادرات محورية:

1-  الحكومة المفتوحة.   2- الحكومة الالكترونية.     3- التجارة الالكترونية.

4- التعليم الالكتروني، وهذا المحور هو ما يعنينا في هذا البحث، حيث تسعى مبادرة ليبيا الحديثة للاستفادة من التطورات التكنولوجيا الحديثة لدعم و تطوير المنظومة التعليمية في ليبيا، لأن أحد أهم عوامل النجاح في بناء ليبيا الجديدة هو التعليم وتطوير المنظومة التعليمية وربطها بسوق العمل لتخريج كوادر علمية ومهنية ذوي كفاءة عالية، وهي إحدى أهم وأصعب التحديات التي تواجه بناء ليبيا الجديدة. ان تنفيذ مثل هذه المشروعات سوف يزيد من الترابط والتوافق بين عملية التعليم (العالي) واحتياجات السوق الليبي مما يساهم في حل كثير من المشاكل التي يواجهها خريجي الجامعات الليبية.

التوصيات والمقترحات:

في ضوء المفاهيم التي طرحتها الورقة فإن الواقع يستلزم تحديث التعليم العالي في ليبيا، ولذلك نوصي بالاتي:

1- إجراء دراسة مسحية وشاملة لواقع مشاريع ومؤسسات التعليم الالكتروني (التعليم الافتراضي) في ليبيا، ورصد أعمالها.

2-    حث الجامعات الليبية على التخطيط طويل الأمد لبرامج التعليم الالكتروني، وربطها بشبكة معلومات وطنية لترتبط بعدها بشبكة المعلومات العالمية.

3-    تشجيع البحث العلمي في مجال التعليم الالكتروني (الافتراضي) وذلك بتخصيص دعم مادي لإجراء هذه البحوث وتعميمها، وتبني الدعوة لعقد ندوات للوسائل والوسائط والتقنيات المستخدمة في التعليم الالكتروني.

4-    توفير البنية التحتية, وتتمثل في إعداد الكوادر البشرية المدربة, وتوفير خطوط الاتصال السريع والأجهزة والمعدات ذات السرعة والتخزين العاليين.

5-    ضرورة قيام المؤسسات التعليمية الأكاديمية بطـرح مواد تـكسب الطالـب مهارات اسـتخدام تكنولوجـيا المعلومات, وذلك يسهل عملية التفاعل والاستفادة من قبل الطلبة مع المواد التعليمية المعروضة الكترونياً.

6-    البدء في تطبيق التعليم الإلكتروني بشكل تجريبي بتطوير عدد محدود من المقررات الكترونيا كنمـوذج للكليات (3 مواد من كليات مختلفة في الجامعة).

7-    إن الانتقالَ نحو التعلم الالكتروني للمواد العلمية الدراسية يتطلب وجود تشجيعاً من الحكومة للمؤسسات الاكاديمية وللاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحسينِ أداء الشبكة وسرعة الاتصال, وتخفيض تكلفة الاتصال كي يقلل من مشاكل الاتـــصال بالشــبكة من خارج المؤسسات الاكاديمـية.

8-    ضرورة قيام المؤسسات الاكاديمية بتوفير عـدد ملائم من اجهـزة الحاسوب المتصلة في شبكة المعلومات لتخفيض الضغط على هذه الاجهزة حتى يتمكن الطالب من الوصول للمادة العلمية الموجودة على الموقع الالكتروني, وهذا يعتبر ضرورياً جداً للمواد العلمية الدراسـية المتاحة الكـترونيـاً، وذلك لوجـود العديد من المسائـل والمشاكل العلمية التي يحتـاج الطالب الى متابعـتها والتدريـب عليها.

9-    التعاون مع أجهزة الإعلام والاتصال بها لخدمة هذا النوع من التعليم.

10- ضرورة دعم المكتبات الالكترونية ومراكز المعلومات وذلك بتوفير المصادر والمراجع للدارسين في نظام التعليم الالكتروني.

11- تشجيع الاتجاه نحو التعلم الالكتروني للمواد العلمية الدراسية لأنه أسلوب يوفرُ للطالب مادةً علمـيةً بشُكل مـتطورِ، ويحققُ للطالبِ مزايا الوصول للمادة العلمية من خلال شـبكة المعلومات العالمية في الوقت والمكان الملائمين له.

12- ضرورة تدريب العاملين بالتعليم الالكتروني (الافتراضي) على تصميم المناهج على الانترنت.

13- إجراء دراسة اجتماعية واحصائية لمعرفة علاقة استخدام مناهج الانترنت في تحصيل الطلاب.

14- عقد دورات وورش عمل وندوات علمية متخصصة للعاملين في مؤسسات التعليم الالكتروني (الافتراضي) خاصة للطلبة والمدرسين تنفذها شركات متخصصة لتوضيح مفهوم التعليم الإلكتروني وأهميته, وكيفية إعداد المقررات وتطويرها.

15- الاستفادة من المبادرات الحكومية والشركات الخاصة: "حاسوب لكل طالب وعضو هيئة تدريس".

16- استقطاب الشركات العالمية المتخصصة والتعاقد معها بهدف الاستفادة من خبراتها في مجال إعداد وتطوير مقررات إلكترونية.

17- إدخال تطور تكنولوجيا المعلومات في العملية التدريسية من خلال استخدام الألواح الإلكترونية Interactive whiteboard ، وأنظمة إدارة التعليم، وغيرها من الوسائل المتقدمة.

مستقبل التعليم الإلكتروني:

ينبئ مستقبل الإنترنت عن ثورات حقيقية في العديد من مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والتدريب هو أحد هذه المجالات، أثناء "الفورة" التي حدثت ما بين عامي 1998 و 1999، كان غالباً ما يتم ذكر التعلم كمثال لأحد القطاعات التي ستشهد تحول عميق، و E.Learningكسوق نامي واعد. وفي الواقع، اتاح التقدم التكنولوجي وتقدم الشبكات الشديد ظهور العديد من الحلول للتعلم عبر الإنترنت، في المجال التفاعلي والملتيميديا وسهولة الوصول للجمهور، حيث يكون متاحاً في أي وقت من النهار والليل. كما أن للتعليم الإلكتروني وطرق التعليم أثر بالغ على تعليم الأطفال وتطويرهم وتفكيرهم ومدى استيعابهم للمعلومات، وقد أجريت في هذه الورقة مقارنة التعليم التقليدي والإلكتروني ومدى فاعلية – أو عدم فاعلية– كل منهم في العملية التعليمية.

إن للتكنولوجيا دور مهم في تسهيل العملية التعليمية والاستيعاب ومشاركة الطلبة، خصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يلعب الحاسوب دوراً هاماً في المناهج الدراسية والأنشطة الأنشطة الخارجية. "فالتعليم عن طريق اللعب" كما يرى التربويون هو عبارة عن منهجية هامة لتعليم الأطفال في سن مبكرة. إن التعليم القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يساهم في تحسين المهارات المعرفية والعاطفية واللغوية، ومعرفة القراءة والكتابة للطفل، والأطفال الذين يستخدمون وسائل التعليم الالكتروني يكونون أسرع تعلماً وأكثر ابتكاراً، كما أظهروا في بعض الدراسات تحسنا في المهارات الحسابية، فالأطفال يشاركون بفاعلية في العديد من الأنشطة من خلال الحاسوب، مثل: القيام بالواجبات المدرسية، والألعاب، والحديث مع الأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية، وتصفح الإنترنت. ويظهر استخدام التعليم الالكتروني تحسناً كبيراً في الأداء الدراسي، والدافع لدى الطلاب، والمشاركة في الفصل.

إن أدوات التعلم الإلكترونية – المصممة عن طريق الوسائط المتعددة– تساعد الأطفال على التعلم من خلال الدروس الممتعة والألعاب، وللتعليم الإلكتروني أثر على الطلبة حيث يمكن اعتبار التعليم الإلكتروني بديلاً للتعليم التقليدي وطرق التدريس التقليدية، أو مكملاً له، فالتقنيات غير المحدودة التي يتيحها التعليم الإلكتروني تساهم في رفع مستوى التعليم التقليدي. عند استخدام طريقة التعليم التقليدي (نموذج مركزية - المعلم) يتلقى الطالب المعلومات بشكل غير فعال: تلقي المعلومات يكون من المعلم إلى الطالب، فيعتمد الطالب كلياً على تلقي المعلومات فقط. أما عن طريق التعليم الإلكتروني (نموذج مركزية- الطالب) يكون متاحاً للطالب المشاركة بالعديد من النشاطات المختلفة، ويصبح الطالب مستقلاً أكثر فأكثر، هذا النموذج التعليمي يساهم في تحفيز المتعلمين، وتحقيق مستوى أعلى من التفكير النقدي ومهارات حل المشاكل.

كما لا يشكل الوقت عائقاً للتعليم عند استخدام التعليم الإلكتروني، فالطالب يتمكن من تكرار المواد التعليمية لتحقيق استيعاب أفضل، وكذلك يكون باستطاعته البحث عن مواد تعليمية إضافية. إن أحد أهم مميزات التعليم الإلكتروني هو دوره في تسهيل التعليم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

إن ما توفره تكنولوجيا الحاسوب والتقنيات الرقمية والمتعددة الوسائط من استخدام الأصوات والصور والنصوص المكتوبة في ألوان مختلفة له أثر كبير في مساعدة الأطفال الذين لايستطيعون المشاركة في نموذج التعليم التقليدي نظرا لصعوبات وإعاقات التعلم التي يعانون منها، وهناك بعدان هامان يجب أخذهما بعين الاعتبار في التعليم الالكتروني هما: جودة النوعية والتكلفة الفعلية، وسنتحدث بإيجاز عن كل منهما:

1. جودة النوعية للتعليم الالكتروني:

من الناحية النظرية يوفر التعليم الالكتروني ثقافة جديدة يمكن تسميتها "بالثقافة الرقمية" وهي مختلفة عن "الثقافة التقليدية" او ما يسمى "بالثقافة المطبوعة"، حيث تركز الثقافة الجديدة على "معالجة المعرفة" في حين تركز الثقافة التقليدية على "انتاج المعرفة" ومن خلال هذه الثقافة الجديدة يستطيع المتعلم التحكم في تعلمه عن طريق بناء عالمه الخاص عندما يتفاعل مع البيئات الاخرى المتوفرة الكترونياً، ويصبح المتعلم هنا هو مركز الثقل في طرق التعليم التقليدية. ولكن علينا الاعتراف ان التعليم الالكتروني يعاني العديد من المشكلات عند محاولة تطبيق هذه الثقافة الجديدة، من هنا يلزم ان تكون المادة الدراسية مرنة ومعيارية وتفاعلية, وان تُعد بطريقة تجعلها جاهزة ومشجعة للتعليم, وان يستخدم في تقديمها تقنيات مناسبة.

                                                       (بيئة التعليم المباشر الانترنت، :2003 ص6).

التكلفة الفعلية للتعليم الالكتروني:

يظن البعض خصوصاً الشركات التي تتعامل مع التعليم الالكتروني ان تكلفة التعليم الالكتروني عبارة عن تكلفة الحاسبات وبعض البرمجيات المطلوبة، يضاف اليها تكلفة انتاج المادة العلمية الكترونياً, ومع ان هذا يمثل جزءاً من التكلفة الفعلية للتعليم الالكتروني لكن علينا ان نأخذ متطلبات اخرى من أهمها تدريب المعلمين على كيفية صياغة المادة التعليمية لتصبح قابلة للتعامل معها الكترونياً. ولايقتصر تدريب المعلمين على استخدام الحاسب الآلي والبرمجيات المطلوبة فحسب، بل وتطور بعض المهارات المطلوبة للتعليم الالكتروني، وهو غير متوفر عند الكثير من المتعلمين. ويتطلب التعليم الالكتروني دعماً للعملية من مساعدين وذلك لتوفير بيئة متفاعلة بين المعلمين والمساعدين من جهة بين المتعلمين من جهة اخرى, يؤكد ذلك ما أورده (محسن العبادي) حيث يرى أنه ونظراً لهذه التكلفة الفعلية الكبيرة للتعليم الالكتروني، فقد اقفلت الجامعة البريطانية المفتوحة فرعها في الولايات المتحدة الامريكية صيف عام 2002, وذلك لأن أرباح فرع الجامعة لم يغط المصروفات التي بلغت 20 مليون دولار امريكي، علماً ان السوق الامريكية هي اكبر سوق للتعليم والتدريب في العالم يتفاعل فيه المتعلمين والمعلمين مع تقنيات التعليم الالكتروني.(15).

ونتيجة للتطور التكنولوجي السريع في جميع الميادين وخاصة في مجال التربية والتعليم، فإن الدور التقليدي لمؤسسات التعليم عامة والجامعات خاصة اتوقع أن يتغير قطعياً، وإن منظومة التعليم المعمول بها في جميع الجامعات سوف تكون اكثر انفتاحاً بحيث تتبنى برامج وانظمة تعليم الكتروني متطورة تعطي نظام التعليم اهمية استراتيجية في مجتمعنا على صعيدين رئيسيين:

الطلبة: تسهل عملية تعلم وتعليم الطلاب (دراسة، بحث، متابعة، اتصال، تفاعل).

المؤسسات التعليمية: تغير انماط التعليم التقليدي بحيث تستطيع استيعاب اعداد كبيرة من الطلبة وتوفير الوقت والجهد والمال للمؤسسة واستخدام انظمة ادارة التعليم الالكتروني بحيث تقلل من الاعباء الادارية لأعضاء هيئة التدريس في المؤسسة التعليمية.

إن أتساع قدرة الحاسبات الالكترونية على خزن الكميات الهائلة من البيانات والنصوص يؤدي إلى ظهور الكراسات الالكترونية التي تمكن المستخدم من الوصول إلى المعلومات مباشرة على النت قاد الباحثون لإعلان اختفاء النمط التقليدي للتعلم، أو الصيغة التقليدية (CD's) أو من خلال شكل الكتاب أو المكتبة، لذلك فإن إدخال النظام التكنولوجي في التعلم وفي المكتبات والكتب له تأثير واضح لدفع أوتوماتيكية التعلم إلى الأمام.

الخلاصة .. والخاتمة:

الهدف الرئيسي لهذا البحث بفصليه الأول والثاني هو توضيح مفهوم التعليم الالكتروني وخصائصه، منافعه، والعقبات التي تعترضه وكيفية التغلب عليها، وتسليط الضوء على واقع التعليم الالكتروني في ليبيا وآفاقه المستقبلية. ولقد أصبح معلوماً أن الظاهرة الكبرى الجديدة التي داهمت التربويين وغيرهم كما يقول محمد سعيد حمدان – الأمين العام المساعد للشبكة العربية للتعليم المفتوح - هي التسارع الهائل في تقنية المعلومات والاتصالات وظهور الانترنت كنموذج لهذه الظاهرة التي أغرقت مؤسسات المجتمع ومناشطه المختلفة، وتجدر الإشارة أن هناك أعداداً لا بأس بها من المهندسين والأطباء والأكاديميين والتقنيين تأقلموا مع الواقع التقني الجديد، ولكن بعض التربويين لدينا ما زالوا مترددين في تعاملهم مع التقنية الالكترونية، إذ أن أغلب المؤسسات التعليمية تعوقها الإمكانيات المادية وعدم توفر البنية التحتية والبعض الآخر تعوقه الرؤيا الواضحة لدور هذه التقنية ويقف البعض الثالث متردداً ومتشككاً وحائراً لا يدري ماذا يفعل؟. ولكننا نقول لجميع هؤلاء أن قطار التقنية لا يتوقف ولن نتوقف وسيدرك المتشككون والمترددون الذين لم يجدّوا في التخطيط والاستعداد لركوب قطار التقنية مقدار الخطأ الذي ارتكبوه ولو بدون قصد.

بل ويمكننا القول أن التعليم الالكتروني تجاوز مرحلة المغامرة التربوية وبات بمختلف أبعاده واقعاً تربوياً معاشاً عالمياً، ونحن أحوج ما نكون إلى ضرورة الغوص في غماره للاستفادة من أفضل الممارسات التربوية والتعلمية التي يوفرها، وتشير كل الدلائل أن هذا النوع من التعليم سيمتد إلى مختلف أنحاء المعمورة وسيرتقي بنوعية الخريجين.

وهنا لابد لي أن أنوه إلى أهمية الانضباط على الإنترنتOnline discipline..! حيث يجب أن تترافق حرية التعليم الإلكتروني ومرونته بالانضباط، لأن التعليم الإلكتروني يحتاج إلى التزام وانضباط حقيقيين لمماشاة تدفق العملية التعليمية, والتزام التواصل مع المجموعات التفاعلية والمكونة من المعلم والطلبة والوسائل التعليمية, هناك تجارب كما هو الحال في الجامعات الحقيقية وهناك إشراف من قبل أساتذة على المشاريع حيث تواجدك في موقعك الدراسي شرط أساسي في بعض الأحيان لمواصلة التعليم. ونخلص إلى القول إن هناك شبه إجماع بين التربويين والسياسيين في جميع أنحاء العالم على أن فجوة الغد لن تكون بين الأغنياء والفقراء بل بين الفاعلين في مجال التعليم الالكتروني وبين المتلقين لهذا الفعل، وكأي نظام له ارتباطه بالموروث الثقافي والمؤسساتي سيحتاج التعليم الالكتروني في ليبيا وحتى بقية الدول العربية إلى زمن غير قصير حتى يستقر وتتحدد ثوابته، من هنا لابد منمواكبة آفاق التعلم الإلكتروني، ونشر ثقافة التعليم الإلكترونى، وتحويل التعليم إلى تعلم، وتدريب المدرسين على الاستخدام الامثل للتكنولوجيا، والاخذ بالإيجابيات والبعد عن السلبيات، والتعاون بين مؤسساتنا التعليمية وتوثيق الصلة بين المعاهد في مجال التعليم الإلكترونى، والاطلاع على تجارب الغير في هذا المضمار والتعليم عن بعد في عصر المعلومات، والتعرف على التطبيقات والتجارب في مجال التعلم الإلكتروني، وإتاحة فرص تبادل الخبرات بين المختصين والمهتمين في ميدان التعليم أو التعلم الإلكتروني (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) .. صدق الله العظيم.

المراجع:

  1. 1.Alexander, symonds mekenzie, J and Geissenger, H. .-evaluation of information technology projects for university learning, committee for university teaching and learning .2003               .
  2. عمر بن عبدالله الرافعي،(2002)، الدراسة الالكترونية, مجلة المعرفة, العدد 91.
  3. منصور غلوم، التعليم الإلكتروني في مدارس وزارة التربية والتعليم بدولة الكويت، ورقة عمل مقدمة لندوة التعليم الإلكتروني خلال الفترة (4/2003م)، الرياض.
  4. الموسى، عبد الله، والمبارك، أحمد.(2005م)، التعليم الالكتروني الأسس والتطبيقات، الرياض ،مؤسسة شبكة البيانات.
  5. العريفي، يوسف، التعليم الإلكتروني تقنية رائده وطريقة واعدة، ورقة عمل مقدمة إلى الندوة الأولى للتعليم الإلكتروني خلال الفترة (4/2003م)، السعودية.
  6. تساشنيل، مارتين (2002)، التعليم الالكتروني تحدٍ جديد للتربويين, مقال مترجم مجلة المعرفة, العدد 91.
  7. الحجي، انس بن فضل (2002)، عقبات تحول دون تطبيق التعليم الالكتروني في الجامعات العربية, مجلة المعرفة, العدد91.
  8. 8.Michael Hannon: 2002.Chronical of Higher Education.
  9. 9.drun, orhan – Evaluating E- learning web sit quality in a Fuzzy Environment. – international Journal of intelligent system, - Wiley periodical, vol. 22-2007.
  10. 10.Marchionini and, G. Hgpemedia learning: freedom and chaos –Educational No.11 1988.vol.28.
  11. 11..
  12. 12.freeman, M. educational telecommunications, Calgary, Canada.1997.
  13. 13..
  14. محسن العبادي (2002)، التعليم الالكتروني, مجلة المعرفة, العدد 91.

15- " أهمية التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العاليبحث للعالمين :

-Mohammed H. Mahafzah Deanship of Distance Learning Philadelphia University,Amman, Jordan.

- Adnan Shareef Yahya , Director of AvicennaCenter for E-Learning Philadelphia University, Amman, Jordan.

  • ·حمدان، محمد سعيد، دراسة حول "التعليم الإلكتروني"، الأمين العام المساعد للشبكة العربية للتعليم المفتوح.

      

اتصل ألان

وحدة تحكم تشخيص الأخطاء لجوملا

الدورة

معلومات الملف الشخصي

الذاكرة المستخدمة

استعلامات قاعدة البيانات