أثر المناخ على زراعة محصول القمح في إقليم الساحل الليبي
د. مفيــدة أبوعجيــلة محمــد بلّــق
عضو هيئة تدريس
قسم الجغرافيا / جامعة الزاوية
كلية الآداب / زوارة
مقــــدمة :
يعد القمح نبات عشبي حولي يتبع الفصيلة النجيلية ذات الجذور الليفية، ويشبه الشعير في نسق الإنبات ونمو الجذور والساق والتفريع، ويعتقد أن أصل منشأ القمح هو منطقة الشرق الأدنى ابتداء من الأناضول في تركيا وغرب إيران وشمال شرق العراق، وقد انتشر منها إلى كافة أنحاء العالم، ويحتاج القمح لكي يعطي محصولا جيدا إلي تربة خصبة ذات قوام متوسط أو ثقيل، جيدة الصرف، وبصفة عامة تعتبر الأراضي السلتية والطينية مناسبة لزراعة القمح، أما الأراضي الرملية الخفيفة فتعتبر عموما غير جيدة بالنسبة للإنتاج العالي، وكذلك الأراضي الحمضية رديئة الصرف، ومهما كان نوع الأراضي التي يزرع بها القمح فإنه يجب أن تكون خالية من بذور الحشائش، وليس لمحصول القمح بمنطقة الساحل الليبي دورة زراعية خاصة، بل يتنافس هو ومحصول الشعير على الأرض وذلك حسب كمية الأمطار في بداية الموسم، فإذا كانت الأمطار وفيرة وكافية لزراعة القمح تزرع الأرض قمحاً، وإذا تأخر سقوط المطر أو كانت الكمية قليلة فتزرع الأرض شعيراً، ونادرا ما تترك الأرض بور إلا في السنوات القليلة المطر.
تتمثل مشكلة البحث في آثر المناخ على زراعة محصول القمح في إقليم الساحل الليبي، ومن أهم الفروض المحتملة إن زراعة محصول القمح في إقليم الساحل الليبي تتأثر بالظروف المناخية المتمثلة في الضوء والحرارة والرطوبة النسبية والأمطار والرياح.
تنتشر زراعة القمح في كافة مناطق الساحل الليبي، وإن كانت أهميته تختلف من منطقة إلى أخرى فهو يتنافس مع محصول الشعير في الزراعة، فهو يأتي في المرتبة الثانية بعد الشعير، ويمثل 18% من مساحة المحاصيل الحقلية. ويستخدم بأنواعه المختلفة في أغراض متنوعة، فمن دقيق القمح يصنع الخبز والمعجنات وغيرها، ويدخل القمح في صنع المشروبات الكحولية، كما يستخدم التبن كغذاء للحيوانات.
المساحات المزروعة والإنتاج :
قامت العديد من المحاولات من قبل الباحثين لجمع أصناف القمح المحلية المتداول زراعتها في البلاد وذكر أن الأصناف الشائع زراعتها بالساحل وخاصة في مناطق الري التكميلي هي أصناف الأقماح الصلبة وصنفي الأقماح الطرية فلورنس أورورا وأذكير، وإن توزيع أصناف القمح يتوقف على تأقلم هذه الأصناف وتحملها للظروف القاسية للمناخ والتربة، فالرطوبة والحرارة أهم عاملين لهما تأثير على توزيع وانتشار الأصناف، حيث تنتشر الأقماح الصلبة في مرتفعات الجبل الأخضر والجبل الغربي، وهذه المناطق تتميز بتربة ثقيلة وأمطار وفيرة، أما الأقماح الطرية فهي غالبا ما تزرع في مناطق الشريط الساحلي، وقد قامت العديد من الدراسات والتجارب لمعرفة الأصناف التي تجود زراعتها في ليبيا، حيث قام عدنان الصغير (1959) بتجارب علي القمح ولاحظ أن الأصناف الصلبة تفوق الأصناف الطرية بالإنتاج في الجبل الأخضر، وبعكسها فإن الأصناف الطرية تجود في السهول الساحلية والمناطق الشبه صحراوية من البلاد، وقام أبوشر بتجارب أخرى تحت النظام البعلي في الجهات الشرقية من البلاد وقال بأن الأقماح الطرية تعطي محصولا أعلي تحت معدلات أمطار قليلة من الأقماح الصلبة، وفي تجربة قام بها الجبوري (1965) لاحظ أن الأقماح الطرية تفوقت في الإنتاج على الأقماح الصلبة في فزان، (فؤاد، 1977) وتلخيصا لما جاء في هذه الدراسات يمكن القول بأن كافة الباحثين أتفقوا علي أن الأصناف الصلبة تلائم الجهات المعتدلة من ليبيا التي يتوفر فيها موسم زراعي طويل نسبياً.
تنتشر زراعة القمح في جميع مناطق الساحل الليبي في البطنان، والجبل الأخضر، وبنغازي، وسرت، والمرقب، وطرابلس، والزاوية، والنقاط الخمس. إلا أن أهميتها تختلف من منطقة لأخرى، حيث يبلغ معامل التوطن لمحصول القمح في البطنان 0.092، الجبل الأخضر 1.51، بنغازي 1.698، سرت 0.286، المرقب 0.439، طرابلس 0.5، الزاوية 1.353، النقاط الخمس 0.981، كما هو موضح بالجدول (1)، وتتميز منطقة بنغازي بأكبر معامل لتوطن محصول القمح، وتليها منطقة الجبل الأخضر ثم منطقة الزاوية، وأقل معامل توطن للقمح في منطقة البطنان، وذلك لقلة كميات الأمطار السنوية، وبالتالي تتركز زراعة محصول الشعير، فهي تتميز بأكبر معامل لتوطن محصول الشعير بالنسبة لمناطق الساحل.
جدول(1) معامل توطن محصول القمح ببعض مناطق الساحل الليبي
المنطقة |
معامل التوطن |
البطنان |
0.092 |
الجبل الأخضر |
1.51 |
بنغازي |
1.698 |
خليج سرت |
0.286 |
المرقب |
0.439 |
طرابلس |
0.50 |
الزاوية |
1.353 |
النقاط الخمس |
0.981 |
المصدر: حسابات الباحثة.
ويزرع محصول القمح في إقليم الساحل الليبي تحت النظامين البعلي والمروي، وتزيد زراعته بعليا في المناطق الشرقية من الساحل عنها في المناطق الوسطي والغربية وذلك لسقوط كميات مناسبة من الأمطار تكفي لنمو هذا المحصول، أما في المنطقة الوسطي من الساحل فإن زراعته في الغالب مروية لقلة الأمطار، وفي المناطق الغربية تتم زراعته بعليا ومرويا، ويحتل محصول القمح الترتيب الثاني في التركيب المحصولي للحبوب بعد الشعير.
وبالنظر إلى الجدول (2) الذي يبين المساحات المزروعة بالقمح في ليبيا خلال الفترة (1981- 2002) نلاحظ أن هذه المساحات تختلف من سنة إلي أخرى وذلك حسب كميات الأمطار السنوية، حيث كانت أقل مساحة مزروعة بالقمح في ليبيا في سنة 1995، فبلغت 16 الف هكتار، وأكبر مساحة مزروعة كانت في سنة 1990، وقد بلغت 295 ألف هكتار. كما تختلف المساحات المزروعة بالقمح من فترة إلى أخرى، فقد أخذت هذه المساحات بالتزايد خلال فترة الثمانينات، وفي فترة التسعينات أخذت في التناقص واستمرت في التناقص حتى سنة 2002 ف، وعلى الرغم من تزايد هذه المساحات في بعض الفترات وتناقصها في فترات أخرى، إلا أن الاتجاه العام لها يسير نحو التناقص، وهذا التناقص ناتج عن اتجاه المزارعين نحو زراعة الشعير بدلاً من القمح نظراً لتحمله لظروف الجفاف والتغيرات الحرارية أكثر من القمح، وترتبط المساحات المزروعة بالقمح بأمطار بداية الموسم، فإذا كانت الأمطار وفيرة فإن ذلك يشجع المزارعين على بذر الأرض بالقمح وإذا كانت قليلة فيضطر المزارعون إلى زراعتها بالشعير، لأن الاحتياجات المائية للقمح أكثر من الشعير.
جدول(2) مساحة وإنتاج وإنتاجية القمح في ليبيا خلال الفترة (1981-2002)
السنة |
المساحة (ألف هكتار) |
الإنتاج (ألف طن) |
الإنتاجية (طن/هكتار) |
1981 |
215.70 |
123.10 |
0.57 |
1982 |
142.00 |
183.40 |
1.29 |
1983 |
258.00 |
209.70 |
0.81 |
1984 |
260.00 |
150.00 |
0.57 |
1985 |
274.00 |
149.00 |
0.54 |
1986 |
280.00 |
190.00 |
0.67 |
1987 |
285.00 |
190.00 |
0.66 |
1988 |
193.00 |
161.00 |
0.83 |
1989 |
228.00 |
185.00 |
0.81 |
1990 |
295.00 |
230.00 |
0.77 |
1991 |
130.00 |
150.00 |
1.15 |
1992 |
150.00 |
150.00 |
1 |
1993 |
130.04 |
155.33 |
1.19 |
1994 |
30.00 |
44.3 |
1.47 |
1995 |
16.00 |
23.00 |
1.43 |
1996 |
19.00 |
28.20 |
1.48 |
1997 |
48.70 |
32.90 |
0.68 |
1998 |
38.33 |
55.07 |
1.43 |
1999 |
60.52 |
68.90 |
1.13 |
2000 |
65.09 |
74.10 |
1.13 |
2001 |
34.50 |
48.50 |
1.4 |
2002 |
29.00 |
40.00 |
1.37 |
المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية/الخرطوم، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية، مجلدات مختلفة.
ونظرا لعدم توفر البيانات الرقمية عن المساحات المزروعة بمناطق الساحل الليبي لسنوات قريبة لذلك سيقتصر الحديث على المقارنة بين سنتي 1974، 1987، وهذا يرجع إلى طبيعة البيانات الأحصائية في ليبيا والتي تظهر في شكل تعدادات زراعية بين فترة وأخرى، إلا أن التعداد الزراعي الأخير (2001) لم يحصر المساحات المزروعة بمحصول القمح، وبالنظر للجدول (3) والذي يبين المساحات المزروعة بالقمح في مناطق الساحل الليبي لعامي 1974، 1987 نلاحظ أن المساحات المزروعة قمح تقل في سنة 1987 عنها في سنة 1974 في كل مناطق الساحل ماعدا منطقة الزاوية ومنطقة النقاط الخمس فإن المساحة المزروعة بالقمح زادت، وتعد منطقة الجبل الأخضر أكثر مناطق الساحل زراعة للقمح خلال السنتين، وأقلها منطقة البطنان.
جدول(3) المساحة والإنتاج والإنتاجية لمحصول القمح في مناطق الساحل لعامي 1974، 1987
المنطقة |
سنة 1974 |
سنة 1987 |
||||
المساحة بالهكتار |
الإنتاج بالقنطار |
الإنتاجية (قنطار/ هكتار) |
المساحة بالهكتار |
الإنتاج بالقنطار |
الإنتاجية (قنطار / هكتار) |
|
البطنان |
2593.6 |
9346 |
3.6 |
671.2 |
1475 |
2.2 |
الجبل الأخضر |
69371.7 |
158676 |
2.3 |
42976.3 |
207859 |
4.8 |
بنغازي |
29151.0 |
46306 |
1.6 |
24147.0 |
116032 |
4.8 |
خليج سرت |
12398.3 |
70088 |
5.7 |
3010.4 |
11782 |
3.9 |
المرقب |
13749.0 |
70329 |
5.1 |
6898.0 |
16137 |
2.3 |
طرابلس |
3332.1 |
15509 |
4.7 |
2385.8 |
22542 |
6.7 |
الزاوية |
2245.6 |
17861 |
7.9 |
7040.7 |
37194 |
5.3 |
النقاط الخمس |
2976.7 |
14119 |
4.7 |
4050.1 |
17915 |
4.4 |
المصدر: مصلحة الإحصاء والتعداد: التعداد الزراعي لعامي1974 و 1987.
أما بالنسبة لإنتاج القمح فهو يتأثر بمجموعة من العوامل تتمثل في الصنف والمناخ والتربة والماء والآفات، وتشير البيانات الواردة في الجدول (2) إلى أن إنتاج القمح في ليبيا يتفاوت من سنة إلى أخرى ومن فترة إلي أخرى، فكان أكبر إنتاج للقمح في ليبيا سنة 1990 حيث بلغ 230 ألف طن، وكان أقل إنتاج للقمح سنة 1995 فكان 23 ألف طن، ويتأثر إنتاج القمح بالمساحات المزروعة، فكلما زادت المساحات زاد الإنتاج وبتقلص المساحات ينقص الإنتاج، حيث تزايد الإنتاج في فترة الثمانينات وتناقص في فترة التسعينات وأخذ في التناقص حتى سنة 2002، وهذا التغير في الإنتاج يتبع التغير في المساحات المزروعة، ويرجع السبب في تناقص إنتاج القمح في ليبيا إلى إحلال زراعة الشعير محل زراعة القمح، في حين ترجع أسباب زيادة الإنتاج في الثمانينات إلى زيادة المساحات المزروعة بالقمح.
وبشكل عام فإن الاتجاه العام لإنتاج القمح في ليبيا يسير نحو التناقص، وعند النظر في الجدول (3) الذي يوضح إنتاج القمح في مناطق الساحل الليبي خلال عامي 1974، 1987 نلاحظ أن الكميات المنتجة من القمح تختلف من منطقة إلى أخرى حسب معدلات الأمطار السنوية، ويتركز معظم إنتاج الساحل الليبي من القمح بالمنطقة الشرقية من الساحل، وتعتبر منطقة الجبل الأخضر أكثر مناطق الساحل إنتاجا للقمح، تليها منطقة بنغازي، وأقل إنتاج للقمح نجده في منطقة البطنان، وقد زاد إنتاج القمح في سنة 1987 عن إنتاج سنة 1974 في مناطق الجبل الأخضر وبنغازي وطرابلس والزاوية والنقاط الخمس، بينما قل الإنتاج في السنة الثانية عن السنة الأولى في مناطق المرقب وخليج سرت والبطنان.
ومهما كان إنتاج القمح في منطقة الساحل الليبي فهو يبقي أقل بكثير من الاستهلاك المحلي، ولذا فإنه من الضروري العمل على زيادة الإنتاج بالتوسع في زراعته، واختيار الأصناف ذات الإنتاجية العالية.
وعند التمعن في الجدول (2) الذي يبين إنتاجية هكتار القمح في ليبيا خلال الفترة 1981-2002 يتضح لنا أن هناك تذبذبا في هذه الإنتاجية من سنة إلى أخرى، فمثلا كانت أعلى إنتاجية للهكتار 1.48 طن سنة 1996 ، وأدنى إنتاجية كانت 0.54 طن سنة 1985، ويرجع السبب في تذبذب إنتاجية الهكتار من القمح بالدرجة الأولى إلى الظروف المناخية وبشكل خاص كميات الأمطار وتوزيعها خلال موسم النمو، وإلى نوع الأصناف المتداول زراعتها ومدى مناسبتها للبيئة بالدرجة الثانية، كما تختلف إنتاجية هكتار القمح من منطقة إلي أخرى في إقليم الساحل الليبي، ويتضح ذلك من الجدول (3) الذي يبين إنتاجية القمح في مناطق الساحل خلال عامي 1974، 1987، حيث تسجل أعلي إنتاجية للقمح خلال العام الأول بمنطقة الزاوية وتبلغ 7.9 قنطار، وأقل إنتاجية بمنطقة بنغازي وهي 1.6 قنطار، أما أكبر إنتاجية في العام الثاني فكانت 6.7 قنطار في منطقة طرابلس، وأقلها كانت 2.2 قنطار في منطقة البطنان، وبشكل عام فإن إنتاجية هكتار القمح المروي أعلى من إنتاجية هكتار القمح البعلي في منطقة الساحل الليبي، ومع ذلك فهي مازالت منخفضة وأقل بكثير من المستويات العالمية، ولابد من تحسينها، وذلك بزراعة الأصناف المناسبة والاهتمام بعمليات التسميد وإزالة الحشائش.
أثر عناصر المناخ علي مراحل نمو القمح :
يزرع القمح في إقليم الساحل الليبي في شهر نوفمبر ويستمر في الأرض حتى شهر إبريل حيث يتم حصاده في مايو، وهو يتفق مع الشعير في موعد الزراعة والحصاد، وأهم العوامل المؤثرة علي الإنتاجية هي موعد الزراعة، حيث إن التبكير في الزراعة يؤدي إلى قلة التفريع وقلة عدد السنابل في النبات، كما يؤدي إلى صغر حجم السنبلة وانخفاض عدد الحبوب بالسنبلة، أما تأخير زراعة محصول القمح فيؤدي إلى بعض النتائج السلبية أيضا منها قصر فترة النمو الخضري وقلة التفريع وقلة عدد السنابل ونقص وزن الحبوب وضمورها عند تعرضها لرياح القبلي الحارة، وبذلك فإن الفترة المناسبة لزراعة القمح بالإقليم هي من 15-30 نوفمبر، وإن زراعة القمح خلال أكتوبر أو ديسمبر تؤدي إلى نقص في المحصول.
تمتد دورة حياة نبات القمح نحو 160-180 يوماً، ويتوقف طول هذه الفترة على موعد الزراعة والظروف المناخية المائية والأرضية والصنف المزروع، حيث تتفاعل عوامل البيئة الطبيعية مع عوامل التركيب الوراثي للقمح لتحديد درجة نموه وإنتاجيته، ويتداخل تأثير الظروف المناخية في مراحل نمو القمح، لذلك فلابد من دراسة أثر كل عنصر من هذه العناصر على مراحل نمو القمح، وإن دورة حياة القمح تبدأ بالإنبات وتنتهي بالنضج أي من الحبة إلى الحبة كما يقال في الزراعة، وهذه الفترة تنقسم إلى عدد من المراحل، وهذه المراحل تتشابه إلى حد كبير مع مراحل نمو الشعير، فعند تعرض حبة القمح للرطوبة فإنها تمتص الماء وتنتفخ وتبدأ عملية الإنبات، ويعتمد النبات في نموه خلال هذه المرحلة على الغذاء المخزون بالحبة، وتخرج الأوراق في الوقت الذي تظهر فيه الجذور الجينية، وتسمي هذه المرحلة بمرحلة ظهور البادرات فوق سطح التربة، ويستمر ظهور الجذور العرضية عند التاج ثم تأخذ هذه الجذور في التفريع، وتقوم هذه الجذور بتزويد النبات بالغذاء والماء بامتصاصه من التربة، وتسمى هذه المرحلة بمرحلة التفريع الجانبي، ويدخل النبات بعد هذه المرحلة في مرحلة استطالة الساق وتتصف هذه المرحلة بسرعة النمو وتبدأ السلاميات في النمو إلى أن تتكون السنبلة في غمد الورقة ثم تخرج السنابل وتسمي هذه المرحلة بمرحلة طرد السنابل أو خروج السنابل وأول سنبلة تخرج عادة هي سنبلة الساق الرئيسية تعقبها سنابل الفروع، ثم تأخذ السلاميات الحاملة لها في الطول إلى أن تصل طولها الطبيعي، وتبدأ مرحلة التزهير والتلقيح، وتأخذ هذه المرحلة مدة من 3-5 أيام، وبعد إنتهاء عملية التلقيح والإخصاب تبدأ الحبوب في التكوين إلى أن تنضج وتسمي هذه المرحلة بمرحلة النضج، وبشكل عام تنقسم مراحل نمو القمح إلى مرحلتين، وهما مرحلة النمو الخضري، وتبدأ بالإنبات وتنتهي بخروج السنابل، والمرحلة الثانية هي مرحلة النمو الثمري التي تعقبها مباشرة إلي حين النضج.
وتختلف مراحل نمو القمح في تأثرها بالظروف المناخية، حيث تتميز كل مرحلة بمتطلبات مناخية محددة، وسنتناول فيما يلي دراسة العناصر المناخية المؤثرة في نمو نبات القمح:
- أثر الحرارة علي القمح : يرتبط تأثير درجة الحرارة باستخدام النبات للماء، وتختلف درجة الحرارة المناسبة للقمح باختلاف الأصناف ومراحل النمو، وقد اختلف الباحثون في تحديد درجات الحرارة الحدية للقمح، إلا أن هذا التباين محدود، حيث يرى البعض أن درجة الحرارة المثلى لنمو القمح هي 27.5 درجة مئوية، وإن الحد الأدنى للنمو 5 درجات مئوية، والحد الأعلى للنمو 42.5 درجة مئوية، (العابدين، 1942) ويرى البعض الآخر أن درجة الحرارة المثلى للنمو 28 درجة مئوية وإن الحد الأدنى للنمو يتراوح بين 4-5 درجات مئوية، والحد الأعلى للنمو يتراوح بين 30-32 درجة مئوية، (حلمي، 1986) وعلى كل حال فإن لكل مرحلة متطلباتها الحرارية كما يلي:
أ ــ مرحلة الإنبات ونمو البادرات : تبنت حبوب القمح في مجال حراري من 4 إلى 37 درجة مئوية، مع درجة حرارة مثلى للإنبات تتراوح بين 20-25 درجة مئوية، وارتفاع أو انخفاض الحرارة عن هذه الدرجة يؤثر سلبياً علي عملية إنبات حبوب القمح فتكون بادراتها ضعيفة ورديئة، ودرجة الحرارة التي يتوقف عندها الإنبات تتراوح بين 35-48 درجة مئوية، ويحتاج القمح إلى 6 أيام للإنبات عند درجة حرارة 11مئوية وإلى 3 أيام عند 15 درجة مئوية وإلى يومين عند 16 درجة مئوية وإلى 1.75 يوما عند 19 درجة مئوية (محمدين، 1986).
وتنبت حبوب القمح إنباتا غير منتظم بارتفاع درجة الحرارة عن درجة الحرارة العظمى، كما يموت الجنين عادة، ويتعرض الإندوسبرم للتحلل في درجات الحرارة المرتفعة فوق 35 درجة مئوية بسبب نشاط البكتريا والفطريات، ويمكن القول أن درجة الحرارة المرتفعة نوعا هي الأكثر ملائمة لإنبات ونمو بادرات القمح (كذلك، 2000).
ويبذر القمح في إقليم الساحل الليبي في شهر نوفمبر، وتكون معدلات درجات حرارة الهواء خلال هذا الشهر والذي يوافق مرحلة الإنبات ونمو البادرات مرتفعة عن أدنى درجة حرارة تسمح بنمو القمح وتقترب من أنسب درجة حرارة لهذه المرحلة، حيث تصل في درنة إلى 19.2 درجة مئوية وفي سرت 19.1 درجة مئوية وفي طرابلس 18.3 درجة مئوية وفي زوارة 17.9 درجة مئوية وفي بنغازي 17.5 درجة مئوية.
ب ــ مرحلة التفريع القاعدي واستطالة الساق : يحتاج نبات القمح خلال هذه المرحلة إلى حرارة معتدلة نوعا، حيث تلائم درجات الحرارة التي تتراوح بين 8-10 درجات مئوية تفرع القمح، وتتراوح المثلى بين 13-14 درجة مئوية، ويتوقف التفريع لهذا النبات مع انخفاض معدل درجة الحرارة إلى 3-4 درجات مئوية، وقد تبين أن المجموع الجذري كان أكبر ما يكون عندما تراوحت درجة الحرارة بين 12-16 درجة مئوية في هذه المرحلة من مراحل حياة النبات،(السيد، 2004) ويبدأ التفريع بإقليم الساحل الليبي خلال الفترة من ديسمبر حتى أوائل مارس، ومعدلات درجات حرارة الهواء خلال هذه الفترة تلائم النمو الخضري للقمح، حيث يصل معدل درجة الحرارة في درنة 14.7 درجة مئوية وفي زوارة 13.9 درجة مئوية وفي بنغازي 13.5 درجة مئوية، وتبقي درجات الحرارة الصغرى في فترة التفريع القاعدي أعلي من درجة الحرارة الدنيا اللازمة لاتمام هذه المرحلة من حياة النبات، ويختلف موعد تفريع القمح بإقليم الساحل الليبي حسب موعد البذر، والذي يرتبط بسقوط الأمطار فإذا كان البذر في شهر نوفمبر فإن التفرع يكون في ديسمبر وإذا تأخر موعد البذر إلى أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر فإن موعد التفرع يكون في يناير.
جـ ــ مرحلة ظهور السنابل والتزهير والنضج : يدخل النبات بهذه المرحلة طور النمو الثمري، وتزهر النباتات بعد ظهور السنابل بمدة تتراوح بين 5-6 أيام، وتؤثر الظروف المناخية على طول هذه الفترة، ويحتاج القمح خلال هذه الفترة إلى جو دافئ والحرارة المثلى لتكوين السنابل والأزهار هي 20 درجة مئوية، ولا يتم الأزهار إذا انخفضت درجة الحرارة عن 16 درجة مئوية، وارتفاع الحرارة عن 25 درجة مئوية يؤدي إلى سرعة تفتح الأزهار وقتل حبوب اللقاح مما يؤدي إلى إنتاج سنابل عقيمة كلياً أو جزئياً، ويناسب الإخصاب درجة حرارة 8-24 درجة مئوية،(عبدالمعبود، 2003) وخلال هذه الفترة لم تقل معدلات درجات الحرارة عن الدرجة التي لا تسمح بإتمام هذه المرحلة بل ارتفعت عنها ووقعت بين حدي درجة الحرارة المثلي لتكوين السنابل والأزهار ونضج الحبوب، حيث بلغت في سرت 17.7 درجة مئوية وفي طرابلس 17.3 درجة مئوية وفي بنغازي 16.7 درجة مئوية وفي زوارة ودرنة 16.6 درجة مئوية.
وعموما فإن نبات القمح يحتاج إلى حرارة مرتفعة نوعا للإنبات ونمو البادرات. ثم درجات منخفضة نوعا حتى يتهيأ النبات للإزهار، ثم درجات حرارة آخذه في الارتفاع بتقدم النبات في النمو. يلزم لإتمام دورة حياة القمح التعرض لعدد من وحدات درجات الحرارة يزيد عن درجة صفر النمو وهي 5 درجات مئوية، وهذا العدد من الوحدات الحرارية يطلق عليها الحرارة المتراكمة أو المتجمعة، وتبعا لتوفر هذه الوحدات تختلف المدة التي يمكثها القمح من زراعته حتى نضجه، وتقدر احتياجات القمح من الحرارة المتراكمة من 1500-1600 درجة مئوية، وهذه الاحتياجات متوفرة في إقليم الساحل الليبي في الفترة من نوفمبر إلى إبريل، أي في موسم نمو القمح، حيث تتراوح درجات الحرارة المتراكمة خلال هذه الفترة بين 1678-1876 درجة مئوية، فهي تبلغ في طرابلس وسرت وبنغازي 1785، 1876، 1678 درجة مئوية على الترتيب.
- أثر الرطوبة الجوية على القمح : تعتبر الرطوبة الجوية أحد أهم العناصر المناخية المؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر على نمو القمح، ويحتاج نبات القمح إلى جو معتدل الحرارة مع انخفاض في الرطوبة طيلة فترة بقائه في الأرض، ولذلك فإن أنسب مناطق زراعة القمح في إقليم الساحل الليبي هي المناطق التي تقل فيها الرطوبة النسبية، لأن هذه المناطق تقل فيها الإصابة ببعض الأمراض مثل التفحم السائب وصدأ الساق والصدأ البرتقالي، وكل هذه الأمراض تنتشر مع ارتفاع الرطوبة النسبية والجو البارد وتقل هذه الأمراض كلما ابتعدنا عن الساحل باتجاه الجنوب، وأكثر مراحل نمو القمح حساسية للرطوبة الجوية هي مرحلة التفريع وتكوين السنبلة، حيث يجب توفر قدر معين من الرطوبة في هذه الفترات، في حين يحتاج القمح إلى جو جاف خلال مرحلة النضج، وعموماً فإن المعدلات الشهرية للرطوبة النسبية خلال موسم نمو القمح بمناطق الساحل الليبي تعتبر ملائمة لنمو القمح فهي تتراوح بين 50-80%.
- احتياجات القمح من الضوء : تعد الظروف الضوئية من العوامل المؤثرة علي نمو محصول القمح، حيث أنه من نباتات النهار الطويل وبارتفاع الإضاءة وطول فترتها يكون التمثيل الضوئي للنبات على أشده، ويزداد نمو الأوراق، مما يجعلها تدخل مرحلة تكوين ونضج الحبوب بشكل جيد، وهذا ينعكس علي متوسط إنتاجية الهكتار من القمح، ويؤدي نقص الفترة الضوئية اللازمة لنمو القمح بسبب تراكم السحب أو تظليل الأشجار إلى نقص عدد الأشطاء والسنابل وهذا يؤدي في النهاية إلي نقص المحصول، ويحتاج القمح لحد أدنى من الإضاءة يبلغ ما بين 100-200 شمعة، قدم وذلك لاستمرار نشاط عملية التمثيل الضوئي اللازم لنمو القمح، ومتوسط عدد ساعات سطوع الشمس خلال موسم نمو القمح في مناطق الساحل الليبي يتراوح بين 6.5-8 ساعات، وبذلك فإن فترة الإضاءة مناسبة لنمو نبات القمح.
- أثر الأمطار على القمح : يعتبر عنصر المطر وتوزيعاته أهم عناصر المناخ المؤثرة على نمو محصول القمح بإقليم الساحل الليبي، فهو الذي يتحكم في المساحات والإنتاج وعلى مستوى عام فإن القمح يزرع في المناطق التي تتراوح فيها كميات المطر السنوية بين 250-1750 ملم. وأن أنسب معدل للمطر السنوي بالنسبة لزراعة القمح هو من 625 إلى 875ملم،(أبولقمة، 1986) غير أن إقليم الساحل الليبي تنخفض فيه معدلات الأمطار عن هذه المستويات فهو يزرع في مناطق لا يزيد فيها معدل المطر عن 175ملم، كما هو الحال في سهل الجفارة، كما يزرع في مناطق أخرى يصل فيها معدل المطر السنوي إلى 500ملم كما هو الحال في الجبل الأخضر، وبذلك فإن كميات الأمطار السنوية توفر الحد الأدنى لنمو نبات القمح في المنطقة الغربية والوسطى من الساحل، وتتوفر بالمنطقة الشرقية من الساحل كميات من الأمطار مناسبة لنمو القمح.
وبما أن النظام السائد لزراعة القمح بإقليم الساحل الليبي هو النظام البعلي المعتمد على مياه الأمطار، لذلك فإن نقص كميات الأمطار دون حاجـة القمـح يؤثر سلبياً علي نمـوه، فتذبذب كميات الأمطار السنوية أو عدم انتظام سقوطها يؤدي إلى تباين الإنتاج من سنة لأخرى.
وإذا ما تعرفنا على حقيقة المصادر المائية لإقليم الساحل الليبي (مياه سطحية أو جوفية) من حيث الكمية والنوعية في أماكن توفر التربة الملائمة للزراعة نسبياً لعرفنا أن الماء هو أهم العوامل المعيقة لنمو وإنتاج المحاصيل الزراعية في البلاد على الإطلاق، ولقد اتجهت الدارسات الحالية في ليبيا إلى البحث عن أصناف من القمح تكون مقاومة لظروف الجفاف ويمكن زراعتها في المناطق التي تسقط بها كميات أمطار محدودة وتحقق عائدا اقتصاديا معقولا (منصور، 1991).
وتختلف حساسية نباتات القمح في مقاومتها لنقص الماء باختلاف مراحل النمو، حيث أن مرحلة تكوين الجذور العرضية والفروع ومرحلة التزهير وامتلاء الحبة هما المرحلتان الأكثر حساسية للجفاف، والنقص في رطوبة التربة خلالهما يؤدي إلى نقص المحصول، وفي تجربة حول استجابة مجموعة من أصناف القمح لنقص المياه في أطوار نمو مختلفة وتأثيره على إنتاج الحبوب والتبن والمحتوى البروتيني في الحبوب، وذلك بتعريضها للنقص المائي، وجد أن إنتاج الحبوب قد انخفض عند التعرض للعجز في أي طور من الأطوار المذكورة، وكان أعلى ضرر يتعرض له النبات من الإجهاد هو في طور التزهير، وإن إنتاج التبن قد انخفض عند التعرض للإجهاد في طور تكون العقد على الساق (أبوالقاسم، 2000).
وغالباً ما يحدث العجز المائي في التربة عندما يفقد النبات 50% تقريبا من المياه المتاحة له في نطاق الجذور، وإذا كان هذا العجز قليلا ومعروفا يكون من الممكن التغلب عليه بالري، أما في حالة زيادة هذا العجز بحيث تكون كمية المياه المفقودة بالتبخر والنتح تزيد عن كمية التساقط بمقدار 76ملم تقريبا، يصل إلي حد الخطورة لأنه يقلل من سرعة نمو النبات بل وجفافه وربما موته إذا لم يعوض هذا العجز بالري السريع (حلمي، 1986)، ومن خلال بعض الدراسات اتضح أن نقص الماء في التربة يؤثر على عملية الإنبات وعلى قدرة النباتات على امتصاص العناصر الغذائية وكذلك علي النشاط الانزيمي وغيرها من العمليات الفسيولوجية والحيوية الأخرى، وإن أقل محتوى رطوبي لإنبات حبوب القمح هو 35-45% من وزن الحبة الجاف (EVANS، 1994).
وفي دراسة قام بها رياض (1987) علي نبات القمح والتي تعرضت فيها النباتات إلى الإجهاد خلال أربع مراحل هي مرحلة النمو الخضري وطرد السنابل والتزهير ومـلء الحبوب، حيث تسبب الإجهاد خلال كل مرحلة من هذه المراحل في انخفاض الإنتاج، كما يؤدي نقص الأمطار خلال مرحلة تمدد السلاميات إلى انخفاض إنتاج المحصول الناتج من انخفاض عدد الحبوب بالسنبلة وانخفاض وزن الحبة، وعدم تجانس حجم الحبوب داخل السنبلة الواحدة فيزداد وزنها في طرف السنبلة ويقل في القاعدة، وكذلك يعجل بعملية النضج.
خلاصة القول أن للعناصر المناخية تأثير كبيرا على زراعة محصول القمح وأهم هذه العناصر المناخ الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة والضوء والرياح، ويأتي محصول القمح في المرتبة الثانية بعد محصول الشعير ويمثل نحو 18% من مساحة المحاصيل الحقلية، وهو من أهم المحاصيل الحقلية المزروعة في كافة مناطق الساحل الليبي، وتعد منطقة الجبل الأخضر أكبر المناطق مساحة بالنسبة لمساحة القمح المزروعة ويرجع ذلك إلى كثرة الأمطار. أما بالنسبة لمعامل التوطن فإنه يشير إلى أن منطقة بنغازي تأتي في المرتبة الأولى بمعامل توطن 1.6 تليها منطقة الجبل الأخضر والزاوية بمعامل توطن 1.51، 1.35 على الترتيب، أما من حيث الإنتاجية فتتفوق منطقة طرابلس على باقي المناطق بإنتاجية مقدارها 6.7 قنطار/ هكتار، وقد تبين من دراسة المتغيرات المناخية خلال مراحل نمو محصول القمح أي خلال الفترة من بدء الزراعة وحتى اكتمال النضج وهي الفترة من نوفمبر وأخر إبريل، وتبين أن احتياجات نبات القمح من الحرارة والرطوبة تتلاءم مع ما هو سائد في وقت زراعته تبعاً لكل مرحلة من مراحل نموه، فمثلاً يحتاج القمح لدرجات حرارة تتراوح بين 5-32 درجة مئوية، بينما تتراوح معدلات الحرارة بالإقليم مابين 8-23 درجة مئوية خلال موسم نمو القمح. كما يحتاج القمح وحدات حرارة متجمعة تتراوح بين 1500-1600 درجة مئوية في حين تتراوح الوحدات المتجمعة في إقليم الساحل الليبي بين 678- 1876 درجة مئوية وبذلك تتوفر في الإقليم احتياجات نمو القمح من الحرارة. كما يحتاج القمح إلى قدر ضئيل من الرطوبة الجوية ويتوفر في مناخ الساحل الليبي هذا القدر بنسبة رطوبة تتراوح بين50-80% خلال فترة نمو القمح. أما بالنسبة للأمطار والتي تعد أهم العناصر المناخية فهي تتحكم في مناطق زراعته والمساحات المزروعة والإنتاج والإنتاجية، ويتراوح الحد الأدنى لكميات الأمطار اللازمة لزراعة القمح من250- 1750 ملم ونظرا لانخفاض معدلات الأمطار في أغلب مناطق الساحل فإن القمح يزرع في مناطق لا يزيد فيها معدل المطر عن 175ملم كما هو الحال في سهل الجفارة، كما يزرع في مناطق أخرى يصل فيها معدل المطر السنوي إلى 500ملم وأكثر، كما هو الحال في الجبل الأخضر، وبذلك فإن كميات الأمطار السنوية توفر الحد الأدنى لنمو نبات القمح في المنطقة الغربية والوسطي من الساحل، وتتوفر بالمنطقة الشرقية من الساحل كميات مناسبة لنمو القمح.
وأخيرا نشير إلى مجموعة من التوصيات التي يمكن أخذها في الاعتبار لزيادة إنتاج وإنتاجية محصول القمح في إقليم الساحل الليبي وهي:
- التوسع في أنشاء محطات الأرصاد الجوية في إقليم الساحل بشكل خاص وليبيا بشكل عام بهدف دراسة خصائص عناصر المناخ المؤثرة في النشاط الزراعي بشكل إقليمي، ولتمد الدراسات الزراعية ببياناتها مما يسهل تقييم النشاط الزراعي بوجه أمثل، ومع ضرورة القضاء على مشكلة توقف المحطات عن العمل والاهتمام بقياس درجة حرارة التربة على أعماق مختلفة لأهمية هذه المعلومات في الدراسات الزراعية.
- من الأفضل زراعة المحاصيل المختلفة في نطاقاتها الأنسب مناخياً حتى إذا كانت العوامل الأخرى مثل خصائص التربة وخصائص مياه الري وغيرها من العوامل المؤثرة في نموها غير مناسبة لها لأنه من الممكن رفع القدرة الإنتاجية للتربة الضعيفة وتقليل ملوحة مياه الري واختيار أنواع جيدة من البذور والتقاوي ولكن ليس من الممكن تعديل الظروف المناخية.
- توعية المزارعين باختيار أنواع جيدة من البذور.
- يجب مراعاة ظروف مناخ الإقليم عند اختيار ميعاد الزراعة والحصاد تبعاً لاحتياجات المحصول في مراحل نموه المختلفة.
المراجــــــع :
- فؤاد، جمال، (1977)، خمسة وعشرون سنة من التجارب على القمح في ليبيا، الحلقة الدراسية الأولى لأبحاث ودراسات القمح، مركز البحوث الزراعية، ص7.
- زين العابدين، عبدالله، (1942)، الطبيعة الزراعية، ط2، ص165.
- حلمي، أيملي محمد، المناخ والزراعة في منطقة القصيم: دراسة في الجغرافيا التطبيقية، 1986، رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود، كلية الآداب، قسم الجغرافيا، ص91.
- محمدين، محمد محمود، (1986)، أصول الجغرافيا الزراعية ومجالاتها، ط 1، مكتبة الخريجي، ص129.
- كذلك، محمد محمد، (2000)، زراعة القمح، ص73، منشأة المعارف، الإسكندرية، مصر.
- السيد، ياسر أحمد، (2004)، المناخ والزراعة، ط 1، دار المعرفة الجامعية، ص198.
- عبد المعبود، السيد كمال، (2003)، المناخ وآثره على زراعة المحاصيل الحقلية في جنوب الصعيد: دراسة في المناخ التطبيقي، رسالة ماجستير، ص142، جامعة القاهرة، كلية الآداب قسم الجغرافيا.
- أبو لقمة، خيري الصغير، (1986)، التوزيع الفصلي لبعض عناصر الطقس في ليبيا، ص 52، جامعة الفاتح، طرابلس، ليبيا.
- صالح محمد منصور، صالح محمد، (1991)، دراسة تأثير الجفاف على بعض سلالات وأصناف مختلفة من القمح، رسالة ماجستير، ص4، جامعة الفاتح، كلية الزراعة، قسم المحاصيل، ليبيا.
- أبو القاسم، خالد الأخضر، (2000)، تقييم مجموعة من سلالات الشعير تحت الظروف البعلية ودراسة تأثيرا أشعة جاما على بعض صفاتها المورفولوجية الإنتاجية، رسالة ماجستير، ص10، جامعة الفاتح، كلية الزراعة، قسم المحاصيل.
- حلمي، إيملي محمد، 1986، مرجع سابق، ص55.
- EVANS، ترجمة: القذافي عبد الله الحداد، (1994)، فسيولوجيا المحاصيل، ط1، ص148، جامعة عمر المختار، البيضاء، ليبيا.