دراسة إحصائية لمواقف الشباب الليبي واتجاهاتهم حول الزواج
د. جمال محمد اندير عضو هيئة تدريس بقسم الإحصاء |
أ. محمد البهلول المصراتي عضو هيئة تدريس بقسم الإحصاء |
كلية العلوم – جامعة طرابلس |
كلية العلوم – جامعة طرابلس |
|
|
ملخص Abstract :
تبحث هذه الدراسة في مواقف الشباب واتجاهاتهم حول الزواج وبعض الجوانب المتعلقة بالحياة الأسرية، وهي ترصد مواقف الشباب واتجاهاتهم في ضوء ما طرأ على أوضاعهم وقضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية بالتركيز على سن الزواج، ومعايير اختيار الزوج، وزواج الأقارب، والصعوبات التي تقف عائقاً أمام رغبتهم في الزواج، وآرائهم في بعض الجوانب المتعلقة بالحياة الأسرية. وقد أجريت هذه الدراسة على عينة الشباب المصاحبة لعينة المسح الليبي لصحة الأسرة 2007م، والتي بلغ حجمها 3237 شاب وشابة. واعتمدت الدراسة المنهج الوصفي في تحليل اتجاهات الشباب ومواقفهم حول الزواج. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
- يرى 94.9% من الشباب والشابات، أن الشاب يجب عليه استكمال دراسته والحصول على الشهادة الجامعية، و 87.5% منهم يرون بأن الشابة يجب عليها استكمال دراستها والحصول على الشهادة الجامعية.
- متوسط العمر المناسب لزواج الرجل حوالي 29 سنة، بينما متوسط العمر المناسب لزواج المرأة حوالي 23 سنة حسب آراء عينة الدراسة.
- يفضل 83.0% من الشباب والشابات أن يكون الزوج أكبر سناً من الزوجة، وان فارق السن يكون من 3 – 5 سنوات.
- الشباب والشابات غير موافقين على زواج الأقارب.
- يواجه الشباب والشابات صعوبات تقف عائقاً بينهم وبين الزواج. وتتمحور هذه الصعوبات حول عدم وجود سكن مستقل، وارتفاع تكاليف الزواج، هذا بالنسبة للذكور، أما بالنسبة للإناث فلديهن مشاكل وصعوبات متمثلة بالعادات والتقاليد لم يتم ذكرها في هذه الدراسة.
- أظهرت الدراسة أن الشباب والشابات يرغبون في أن يكون شريك حياتهم حاصلاً على التعليم الجامعي.
المقدمة Introduction :
تعد الثروة البشرية لأية دولة من أهم مقومات نمائها، فهي التي يتوقف عليها تقدمها وتطورها لأن العنصر البشري هو القادر على إحداث النهضة التكنولوجية وتطويعها بما يناسب ظروفها من اجل تحقيق التنمية الشاملة التي تؤدي بالتالي إلى الارتقاء بمستوى معيشة أفراد هذا المجتمع، وتحقيق الرفاهية للأجيال القادمة، مثلما حدث لمجموعة الدول المتقدمة، وما أحدثته من تقدم نتيجة لإدراكها لدور الشباب، الذي هو المكوّن الأساس لثروتها البشرية. فالشباب هم الجواد الذي تراهن عليه أية دولة لتكسب معركة المستقبل وتصوغه بما يضمن طموحات شعبها.
وقد أطلقت الجامعة العربية الاستراتيجية العربية للأسرة 2004-2014 تنفيذاً لقرار القمة العربية في الدوحة (يناير/كانون ثاني 2003م)، التي أوضحت فيها أن الأسرة العربية تعرضت وما تزال تتعرض إلى بعض العوامل والمتغيرات التي أثرت في تكوينها وبنيتها ووظائفها وأدوارها واستقرارها، كما تعرضت لتغير في منظومة القيم وأنماط السلوك وأساليب الحياة التي أثرت بدورها على العلاقات بين أفرادها وأجيالها(العربية، 2004 :478)، لذا كان من المهم أن نرصد مواقف الشباب واتجاهاتهم المتعلقة بالأسرة من خلال دراسة مواقفهم واتجاهاتهم حول الزواج وبعض الجـــــوانب المتعلقة بالحياة الأســــرية، الشباب الذين هــــم في طريقـــــــهم لتكوين أسر، لنستقراء ونستدل من خلال هذه التغيرات ما يمكن أن يطرأ على الأسرة والمجتمع في العقود القادمة.
يعد الزواج من المراحل الهامة في حياة الفرد والمجتمع، ذلك أن الاهتمام بالزواج لا يقتصر الزوج والزوجة أو أسرتيهما، وإنما يشارك فيه الأقارب والأصدقاء أيضاً، وهذا الاهتمام نابع من قدسية العلاقة الزوجية، وتبرز طقوس الزواج المتبعة في المجتمعات أهمية كبيرة في حياة الأسرة والمجتمع.
إن القرابة العامل الأساس الذي يعتمد عليه الزواج، من حيث الاختيار، ومن ناحية تنظيم العلاقات الزواجية، وتحديد الحقوق والواجبات، التي تنبع من العلاقات في الأسرة من جهة وإزاء الوحدات القرابية التي ترتبط بها من جهة أخرى، ويعتبر زواج القربى هو الزواج الشائع والمفضل في المجتمع الليبي.
وكما أن الزواج مرحلة هامة في حياة الفرد وحياة المجتمع، فإن الإنجاب هو أحد أهم أهدافه. وكأن المجتمع عند احتفاله بالزواج يحتفل بصورة مسبقة بعملية الإنجاب. وتعد الرغبة في إنجاب الأطفال من العوامل الرئيسة المؤثرة على الخصوبة المستقبلية للمرأة، كما يؤثر على سلوكها الإنجابي من ناحية استخدام وسائل تنظيم الأسرة والقرارات المتعلقة بالإنجاب.
نظرا للتحولات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع الليبي نتيجة لعملية التنمية الاجتماعية، مما أحدث أثاراً في طبيعة الحياة الأسرية بمختلف جوانبها، والتي أثرت في تكوينها وبنيتها ووظائفها، وبالتالي فإن معرفة مواقف الشباب واتجاهاتهم (أباء وأمهات المستقبل) حول الزواج وبعض الجوانب المتعلقة بالحياة الأسرية، يعد مؤشراً على نمط الأسرة واتجاهها مستقبلاً.
لذا تحاول هذه الدراسة رصد مواقف الشباب واتجاهاتهم، في ضوء ما طرأ على أوضاعهم وقضاياهم، بالتركيز على سن الزواج، ومعايير اختيار الزوج، وزواج الأقـــــــارب، والصعوبــــــــات التي تقف عائقاً أمام رغبتهم في الزواج، وآرائهم في بعض الجوانب المتعلقة بالحياة الأسرية.
مشكلة الدراسة The problem of the study :
يمكن توضيح مشكلة الدراسة بصياغة التساؤلات التالية:
- ما هو العمر الأمثل عند الزواج لكل من الذكور والإناث؟
- ما موقف الشباب من زواج الأقارب؟
- ما هي أهم المعوقات التي تعترض الشباب في تحقيق رغبتهم في الزواج.
- ما هو المستوى التعليمي الذي يرغب الشاب/الشابة أن يكون/تكون شريك الحياة حاصلاً عليه؟
أهداف الدراسة Aims of the study:
تهدف هذه الدراسة إلى ما يلي:
- التعرف على مواقف الشباب واتجاهاتهم بالنسبة للزواج.
- التعرف على اتجاهات الشباب على بعض الجوانب المتعلقة بالحياة الأسرية.
أهمية ومبررات الدراسة The importance of and rationale for the study:
يعود الاهتمام بدراسة مواقف الشباب واتجاهاتهم حول الزواج وذلك للتعرف على المشاكل والصعوبات التي تواجههم للحيلولة دون الزواج، وكذلك دراسة اتجاهاتهم حول بعض الجوانب المتعلقة بالحياة الأسرية، وبالتالي رسم سياسة سكانية تلائم سياسة الدولة التنموية.
وبعد الإطلاع على الدراسات والأبحاث المنشورة، تبين أن هناك شح في الدراسات التي تناولت مواقف الشباب واتجاهاتهم حول الزواج في ليبيا، ولقد رأى الباحث ضرورة القيام بدراسة هذا الموضوع لما له من أهمية في رسم السياسات السكانية المستقبلية.
الإطار المنهجي للدراسة Methodological framework for the study :
- منهجية الدراسة Methodology of the study :
تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الاستدلالي، الذي يتضمن استخدام الأسلوب الميداني في جمع البيانات بواسطة استبانه الشباب المصاحبة لاستبانات المسح الليبي لصحة الأسرة 2007م، وتحليلها إحصائياً للتعرف على مواقف الشباب واتجاهاتهم حول القضايا المتعلقة بالزواج والسلوك الإنجابي، وقد استخدم برنامج التحليل الإحصائي SPSS في تحليل البيانات. واستخدم الاختبارات الإحصائية المناسبة للفصل في دلالة بعض المقاييس الإحصائية.
- عينة الدراسة The study sample :
اعتمدت الدراسة على عينة المسح الوطني الليبي لصحة الأسرة 2007م، والذي قام به المركز الوطني للأمراض السارية والمتوطنة ومكافحتها في ليبيا، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للمعلومات في ليبيا والمشروع العربي لصحة الأسرة، الذي تنفذه جامعة الدول العربية، وبرنامج الأمم المتحدة للسكان (UNPD) ومنظمات عالمية أخرى، وذلك باستخدام مناطق العد في التعداد العام للسكان 2006 على أنها وحدات أوليه للمعاينة. وقد اشتمل المسح على جميع المناطق الإدارية، وعددها 22 منطقة (محافظة)، وقد جُمعت البيانات عن جميع أفراد الأسرة، بخصائصهم الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك عن المواليد والوفيات.
تم تحديد حجم العينة باستخدام الحد الأدنى من الأسر الذي يمكّن من تقدير وفيات الأطفال دون الخامسة بدرجة ثقة 95%، حيث بلغ عدد الأسر المختارة، التي تمت زيارتها 19426 أسرة معيشية واستكملت المقابلة في 18629 أسرة بنسبة استجابة 95.9%، بلغ عدد الشباب المختار بالعينة 3500 شاب وشابة، واستكملت المقابلة لـ3237 شاب وشابة بنسبة استجابة 92.5%، ونستطيع القول بأن هذا المسح يتميز بشموليته لجميع المناطق الإدارية بليبيا، وبكونه منفذاً من جهة ذات خبرة عالية في جمع البيانات وتبويبها وتحليلها. فالمركز الوطني للأمراض السارية والمتوطنة ومكافحتها من الجهات التابعة للدولة الليبية، والنشطة في مجال إجراء البحوث الحيوية، ممّا أكسبها خبرات تراكمية ممتازة خلال السنوات الماضية، وهذا – بلا شك – يضفي مزيداً من الاطمئنان على دقة البيانات، مقارنة بالمسوحات المحدودة أو تلك المعتمدة على جهود فردية في تنفيذها. وفي هذا الخصوص، يسر الباحث أن يقدم الشكر الجزيل والتقدير العميق للمدير التنفيذي للمسح على إتاحة الفرصة أمام الباحث لاستخدام البيانات التي جمعت في هذا المسح.
- 3. مصادر البيانات Data Sources:
خصص المسح الليبي لصحة الأسرة 2007م استبياناً منفصلاً لجمع المعلومات الخاصة بالشباب (15-24 سنة)، الذين لم يسبق لهم الزواج، فضلاً عن الاستبيانات التقليدية التي يستخدمها المسح، التي تغطي:
- استبانة أفراد الأسرة المعيشية.
- استبانة الصحة الإنجابية للنساء في عمر الإنجاب.
- استبانة تقييم أوضاع مقدمي الخدمات الصحية.
وقد خُصصت استبانة الشباب لجمع المعلومات من الذين لم يسبق لهم الزواج وفي الفئة العمرية (15-24 سنة). حيث تغطى استبانة الشباب المواقف والاتجاهات المتعلقة بالحياة الأسرية: منها الزواج والإنجاب والصحة الإنجابية للشباب. وبناء عليه، فان استبانة الشباب يمكن أن تشكل المصدر الرئيس لدراسة مواقف الشباب واتجاهاتهم نحو الزواج والإنجاب.
وقد وفرت استبانة الشباب البيانات المتعلقة بمواقف الشباب واتجاهاتهم من مجموعة من القضايا التي تشمل:
- جزء خاص بالبيانات الشخصية لأفراد العينة المبحوثة، تتعلق بالعمر والحالة التعليمية والتعرض لوسائل الإعلام المختلفة. كما يوفر هذا الجزء بيانات حول ظروف التدريس والمناهج وطرق التدريس والعوائق التعليمية والطموحات.
- جزء يتعلق بحالة العمل والعمر عند بدء العمل وأسباب الالتحاق بالعمل ونوع العمل ومدى الرضى عن العمل والرغبة في الاستمرار به والمردود منه، وطريقة التصرف فيه وامتلاك الموارد المالية.
- جزء خاص بالحياة الأسرية وبعض الجوانب المتعلقة بالأشخاص المرجعيين في الأسرة عند الحاجة والاتجاهات المتعلقة بتعليم الإناث، والسن المناسبة للزواج لكل من الذكر والأنثى وزواج الأقارب، والمستوى التعليمي لشريك الحياة، والصعوبات المتعلقة بالزواج.
- جزء ممارسات ومواقف الشباب في مجال الصحة العامة مثل ممارسة الرياضة والتقييم الذاتي للصحة وأماكن تلقي العلاج في حال المرض والتدخين.
- جزء خاص عن الإدراك الشخصي والمواقف ويشمل التغيرات البدنية والنفسية في أثناء البلوغ لكل من الأولاد والبنات والأهداف الشخصية بالحياة والتعامل مع المعاقين ومصادر الحصول على المعلومات.
- جزء خاص عن أوقات الفراغ وكيفية قضائها.
- جزء خاص عن المعرفة بوسائل تنظيم الأسرة بأنواعها والمواقف من استخدامها وقرارات الأزواج باستخدامها، وعدد الأطفال الذين يرغب الشباب في إنجابه في المستقبل ونوعهم، وفترات التباعد بينهم. كما يشمل هذا الفصل المعرفة بأنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، ومصادر معلوماتهم والمعرفة بطرق الإصابة بالايدز وطرق تجنبها.
مما سبق نلاحظ أن هناك تنوعاً في البيانات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة في الزواج والإنجاب التي جمعت من الشباب، وهي بذلك تشكل جملة من المواقف والاتجاهات من قضايا الزواج والإنجاب. ومن الصعوبة التعامل مع جميع هذه المتغيرات للتعبير عن مواقف الشباب واتجاهاتهم نحو مختلف مواضيع الزواج والإنجاب في دراسة واحدة. لذا يمكن التعامل مع القضايا والمواقف التي تشكل أهمية بالنسبة للشباب والأكثر إلحاحا.
مصطلحات ومفاهيم الدراسة Terms and concepts of the study:
- الشباب Youth:
يتحدث المتحدثون عن الشباب وهو حديث يشارك فيه في العادة مختلف فئات المجتمع. لكن عندما يرغب باحث في المساهمة في هذا الحديث مستخدماً لغة البحث العلمي يفاجئ باختلافات كبيرة بين المتحدثين والمسئولين والباحثين حول الحدين الأدنى والأعلى للسن المعنية. فيخفض بعضهم من مستوى الحد الأدنى لفئة الشباب ليضعه في مستوى سن الثانية عشرة، وبعضهم الآخر يرفع هذا الحد قليلا ويضعه حول الخامسة عشر وحتى الثامنة عشر. وتظهر درجة الاختلاف نفسها بالنسبة للحد الأعلى والذي يتراوح ما بين الرابعة والعشرين والخامسة والثلاثين(محمد، 1985). لكن حسب تعريف الجمعية العامة للأمم المتحدة، هم مابين 15-24 سنة وهي الفئة العمرية التي تشكل حجماً أكبر بين سائر الفئات العمرية في المجتمع العربي فهي تمثل تقريباً 20% من مجموع سكان البلدان العربية(جاد، 2006).
وفي هذه الدراسة اختير الشباب الذين لم يسبق لهم الزواج من الفئة العمرية 15-24 سنة، وكان هذا الاختيار بناء على عينة الشباب المصاحبة للمسح الليبي لصحة الأسرة 2007م. وتشكل هذه الفئة من الشباب في ليبيا أكثر من خمس السكان تقريباً (22%)(التعداد، 2006)، وتعتبر هذه الفئة الأكثر أهمية والأكثر حساسية من سائر السكان، ففي هذه المرحلة، التي تعد مرحلة بناء القدرات والإمكانات التي يعتمدون عليها بقية حياتهم وتطويرها. وتحتاج هذه الفئة إلى كثير من الاهتمام والرعاية والتوعية والتوجيه في ضوء توفير المعلومات الصحيحة والدقيقة لهم فيما يخص مستقبلهم، وتحديد خياراتهم الواعية. إلا أن ذلك لا يتحقق إلا بالاقتراب منهم، والتواصل معهم، والتعرف على همومهم ومشاكلهم وطموحاتهم وأهدافهم ورؤيتهم المستقبلية، وما لديهم من معلومات، وتحديد مدى احتياجهم من المعلومات وتوفيرها بشكل واضح وموضوعي ودقيق.
- الاتجاهات Trends :
استعمل هذا المصطلح بمعان مختلفة. حيث تعرف الاتجاهات بأنها "أفكار أو مفاهيم ذات أبعاد متعددة بسبب تفاعل عدة عوامل مع بعضها في آن واحد"(المغربي، 1994)، وتعرّف أيضاً بأنها "استعداد نفسي يوجه سلوك الفرد"(الطجم، 2000)، ويعرّف الاتجاه من خلال معجم العلوم الاجتماعية بأنه "تنظيم نفسي مستقر للعمليات الإدراكية والمعرفية والوجدانية لدى الفرد يسهم بشكل كبير في تحديد الشكل النهائي لاستجاباته الصادرة نحو الأشياء من حيث القبول أو النفور"(اليونسكو، 1975)، ويعرف أيضاً "الحالة العقلية التي توجه استجابة الفرد"(زيدان، 1399ه)، ويقول مصطفى سويف، إن الاتجاهات هي الحالات الوجدانية القائمة وراء رأي الشخص، أو اعتقاده فيما يتعلق بموضوع معين، من حيث رفضه لهذا الموضوع أو قبوله، ودرجة هذا الرفض أو القبول. وهناك نوعان من الاتجاهات لدى الشخص: الأول اتجاهات شخصية تمثل اتجاهاته نحو أحداث حياته. والثاني اتجاهات اجتماعية تمثل اتجاهاته نحو الأحداث والموضوعات العامة في الحياة الاجتماعية(سويف، 1970).
وتعرف الاتجاهات هنا في إطار هذه الدراسة " الاستعداد النفسي والفكري والميول لدى الشباب نحو الزواج والسلوك الإنجابي".
- المواقف Attitudes :
تشير كلمة موقف أو مواقف في إطار هذه الدراسة إلى حالة الرفض المطلق أو القبول المطلق للمزيج من سلوك السلف والعادات والتقاليد الموروثة في ظل التغيرات التي طرأت على حالة المجتمع من قبل الشباب.
خصائص أفراد عينة الدراسة :
بلغ حجم العينة 3237 شاب وشابة ممن لم يسبق لهم الزواج، وأعمارهم ضمن الفئة العمرية (15-24 سنة)، حيث يبين الجدول رقم (1) توزيع أفراد العينة حسب العمر وبعض المقاييس الإحصائية، وجد أن متوسط أعمار أفراد العينة 19.4 سنة والوسيط 19.0 سنة، بانحراف معياري 2.8.
جدول (1): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب العمر وبعض المقاييس الإحصائية
العمر بالسنوات الكاملة |
عدد أفراد العينة |
النسبة المئوية (%) |
|
|
15 |
270 |
8.4 |
|
|
16 |
356 |
11.0 |
|
|
17 |
381 |
11.8 |
المقياس |
قيمة المقياس |
18 |
355 |
11.0 |
المتوسط |
19.4 |
19 |
323 |
10.0 |
الوسيط |
19.0 |
20 |
322 |
10.0 |
الانحراف المعياري |
2.8 |
21 |
352 |
10.9 |
|
|
22 |
329 |
10.2 |
|
|
23 |
255 |
7.9 |
|
|
24 |
294 |
9.1 |
|
|
المجموع |
3237 |
100.0 |
|
|
قُسِمَت عينة الدراسة من حيث العمر إلى فئتين عمريتين، الفئة الأولى وتضم الذين لم يصلوا إلى سن العشرين (15-19 سنة)، وكانت نسبتهم 52.1% وأغلب هؤلاء من طلاب المرحلة الثانوية (92.2% منهم ملتحقين بالمدارس)، وتضم الفئة الثانية، الذين وصلوا سن العشرين أو تجاوزوها (20-24 سنة) ونسبتهم 47.9%، انظر الجدول رقم (2). وذلك بهدف المقارنة من حيث آراء كل فئة عمرية حول مشكلة الدراسة.
جدول (2): توزيع أفراد عينة الدراســــة حسب تقسيم فئات الأعمار
الفئة العمرية |
العدد |
النسبة المئوية |
15 – 19 |
1685 |
52.1 |
20 – 24 |
1552 |
47.9 |
المجموع |
3237 |
100.0 |
أما بالنسبة لمتغير النوع فقد وجد أن عدد أفراد عينة الدراسة من الذكور 1406 بنسبة 43.4% وأن عدد أفراد عينة الدراسة من الإناث 1831 بنسبة 56.6%، والجدول رقم (3) يوضح ذلك.
جدول (3): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب تقسيم فئات الأعمار
النوع |
العدد |
النسبة المئوية |
ذكور |
1406 |
43.4 |
إناث |
1831 |
56.6 |
المجموع |
3237 |
100.0 |
أما بالنسبة للحالة التعليمية للعينة المدروسة، تشير البيانات إلى أن 74.4% من الشباب ملتحقين بالتعليم حيث يلتحق 92.2% من الشباب في الفئة العمرية 15 – 19 مقابل 55% للفئة العمرية 20-24(طرابلس، 2007).
جدول (4): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب الحالة العملية*
|
النوع |
العمر |
الإجمالي |
||
ذكور |
إناث |
15-19 |
20-24 |
||
أمي |
0.6 |
0.7 |
0.4 |
1.0 |
0.7 |
يقرأ ويكتب |
0.8 |
0.9 |
0.6 |
1.1 |
0.8 |
ابتدائي |
3.0 |
1.3 |
2.1 |
2.0 |
2.0 |
إعدادي |
26.1 |
13.1 |
23.3 |
13.8 |
18.8 |
ثانوي |
48.2 |
56.1 |
67.8 |
36.2 |
52.7 |
جامعي |
21.4 |
27.7 |
5.6 |
45.9 |
25.0 |
*المصدر: المسح الليبي لصحة الأسرة 2007م.
وتبين النسب المئوية الواردة في الجدول رقم (4)، أن 53% تقريبا من الشباب في عمر 15 – 24 سنة يصلون إلى التعليم الثانوي، ونلاحظ أن هناك تفاوتاً في نسب الوصول إلى التعليم الثانوي والجامعي بين الذكور والإناث (وجد أن 48.2% من الذكور وصلوا إلى التعليم الثانوي مقابل بـ 56.1% للإناث، وأن 21.4% من الذكور وصلوا إلى التعليم الجامعي مقارنة بـ 27.7% من الإناث)، وتتدنى نسبة الأمية بصفة عامة، حيث كانت أقل من واحد في المائة.
وحول اتجاهات أفراد عينة الدراسة عن المستوى التعليمي الذي يجب على الشاب أو الشابة الحصول عليه، يبين الجدول رقم (5) أن أغلبية واضحة من أفراد عينة الدراسة (94.9%) يرون أن الشاب يجب أن يستكمل دراسة والحصول على الشهادة الجامعية، وكذلك (87.5%) يرون أن الشابة يجب عليها استكمال دراستها والحصول على الشهادة الجامعية.
جدول (5): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب أرائهم عن أعلى مستوى تعليمي يجب أن يحصل عليه الشاب أو الشابة*
المستوى التعليمي |
عدم التعليم |
القراءة والكتابة فقط |
شهادة إعدادي |
شهادة ثانوية |
شهادة جامعية |
الإجمالي |
الشاب % |
0.1 |
0.6 |
0.7 |
3.7 |
94.9 |
100 |
الشابة % |
0.2 |
2.0 |
1.9 |
8.4 |
87.5 |
100 |
* المصدر: الجدول من حسابات الباحث بناء على بيانات المسح الليبي لصحة الأسرة 2007م
المواقف حول العمر المناسب لزواج الرجل والمرأة :
يتأثر العمر عند الزواج بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تحدث في المجتمع. ففي السابق حيث كانت الأسرة الممتدة التقليدية هي السائدة بالمجتمع وأن الأهل هم أصحاب القرار في الزواج، كان الزواج المبكر بين الإناث، عند الأعمار اقل من 18 سنة، سائداً في المجتمع الليبي، والذي أوضحت فيه العديد من الدراسات في معظم دول العالم رغم اختلاف الثقافات وأسباب الزواج المبكر، انه كلما صغر العمر عند الزواج كلما ازداد احتمال انتهائه بالطلاق(Martin, 1989)، أما الآن ونتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في المجتمع أصبح رأي الفتاة شرطاً رئيساً لإتمام الزواج، ولم تعد الفتاة تُجبر على زوج لا ترغب فيه، وهذا بدوره يؤدي إلى تأخير سن الزواج عند الفتاة. حيث تشير النتائج النهائية للتعداد العام للسكان في ليبيا 2006م إلى أن متوسط العمر عند الزواج بالنسبة للذكور في ليبيا بلغ 33.92 سنة، وللإناث بلغ 31.19 سنة، وبمقارنة هذا المتوسط بما كان عليه في التعداد العام للسكان في ليبيا لعام 1984م فإن متوسط العمر عند الزواج لدى الذكور كان في حدود 27.35 سنة ولدى الإناث 23.03 سنة وهذا يعني أن العمر عند الزواج لدى الذكور ارتفع حوالي سبع سنوات بين عامي 1984م و 2006م، أما بالنسبة للإناث فقد ارتفع حوالي 8 سنوات بين تعدادي 1984م – 2006م(التعداد، 1984-2006). وقد أوضحت بعض الدراسات أن ارتفاع عمر المرأة عند الزواج يؤدي إلى تدني درجة الخصوبة(حطب، 1987).
وقد طُلب من أفراد عينة الدراسة الإجابة على سؤال العمر المناسب لزواج الذكور، والعمر المناسب لزواج الإناث. حيث يتبين من بيانات الجدول رقم (6) لا أحد يفضل أن يبدأ الرجل تكوين أسرته الجديدة وهو في سن مبكرة، كما كان سائدا في المجتمع الريفي الأمي.
وقد وجد أن متوسط العمر المناسب لزواج الرجل حوالي 28.3 سنة بانحراف معياري 3.9، وعند سؤال أفراد عينة الدراسة عن سبب اختيارهم لهذا العمر، رأى 42.5% من الشباب، أن الشباب في هذه السن له القدرة على دخول سوق العمل وكذلك الإنفاق على الأسرة. بينما متوسط العمر المناسب لزواج المرأة حوالي 22.6 سنة بانحــــراف معياري 2.9، وعن سبب اختــــيارهم لهذا العمر، أوضـــــح 38.8% من الشباب، أن المرأة في هذه السن تستطيع تحمل مسؤولية الأسرة والقدرة على تربية الأطفال.
جدول (6): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب اقتراحهم للسن المناسبة لزواج المرأة وزواج الرجل
|
المقياس الإحصائي |
النوع |
العمر |
الإجمالي |
||
ذكور |
إناث |
15-19 |
20-24 |
|||
ما هو أنسب سنا لزواج الرجل ؟ |
المتوسط |
28.2 |
29.6 |
28.9 |
28.8 |
28.9 |
الانحراف المعياري |
4.2 |
3.6 |
3.9 |
3.8 |
3.9 |
|
قيمة T |
-4.918 |
0.297 |
|
|||
P_Value |
0.000 |
0.767 |
||||
ما هو أنسب سنا لزواج المرأة ؟ |
المتوسط |
22.1 |
22.9 |
22.5 |
22.7 |
22.6 |
الانحراف المعياري |
3.0 |
2.9 |
2.9 |
3.1 |
2.9 |
|
قيمة T |
-4.181 |
-1.497 |
|
|||
P_Value |
0.000 |
0.135 |
وعند مقارنة آراء الشباب حول السن المناسب لزواج الرجل والسن المناسب لزواج المرأة، حسب النوع (ذكور، إناث)، وحسب الفئات العمرية، فقد استخدم اختبار (ت) للعينات المستقلة (Independent-Samples T-Test)لاختبار معنوية الفروق في الآراء.
يبين الجدول رقم (6)، وجود فروق معنوية (P_Value = 0.000) بين متوسط العمر المناسب لزواج الرجل حسب رأي أفراد عينة الدراسة من الذكور (28.2 سنة) ومتوسط العمر المناسب لزواج الرجل حسب أفراد عينة الدراسة من الإناث (29.6 سنة) ، ويظهر الجدول كذلك وجود فروق معنوية (P_Value = 0.000) بين متوسط العمر المناسب لزواج المرأة حسب رأي أفراد عينة الدراسة من الذكور (22.1 سنة) ومتوسط العمر المناسب لزواج المرأة حسب أفراد عينة الدراسة من الإناث (22.9 سنة)، ونلاحظ أيضاً، عدم وجود فروق معنوية (P_Value = 0.767) بين متوسط العمر المناسب لزواج الرجل حسب رأي أفراد عينة الدراسة من الفئة العمرية (15-19) (28.9 سنة) ومتوسط العمر المناسب لزواج الرجل حسب أفراد عينة الدراسة الشباب من الفئة العمرية (20-24) (28.8 سنة).
وكذلك، عدم وجود فروق معنوية (P_Value = 0.135) بين متوسط العمر المناسب لزواج المرأة حسب رأي أفراد عينة الدراسة من الفئة العمرية (15-19) (22.5 سنة) ومتوسط العمر المناسب لزواج المرأة حسب أفراد عينة الدراسة الشباب من الفئة العمرية (20-24) (22.7 سنة).
ومما سبق، نلاحظ أن أفراد عينة الدراسة اقترحوا السن المناسبة لزواج الرجل (حوالي 29 سنة)، وذلك لان الرجل في المجتمع الليبي يرغب في استكمال دراسته الجامعية للحصول على وظيفة ذات دخل ملائم، وعليه التزامات تتطلب كميات كبيرة من المال مثل : الإقامة في منزل مستقل، وتأثيثه تأثيثا حديثا، إلى شراء كمية ونوعية معينة من المشغولات الذهبية، إلى الصرف ببذخ على احتفالات الزفاف. وقد ساهم ارتفاع معدلات التضخم التي مرت بالبلاد خلال السنوات الأخيرة في تعقد قضية الزواج. ونظرا لارتباط هذه القضية بسن الشباب فقد صارت من بين أهم مشاغلهم. ولكن المرأة تستطيع الزواج بعد تخرجها مباشرة لان ليس عليها أي التزام يذكر. أما عن رأي أفراد عينة الدراسة من الإناث حول السن المناسبة لزواج الرجل، نلاحظ أن ثقافة الشابات من سن البلوغ أصبحت قويه وواضحة لهن من حيث العلاقة بين الجنسين وقد اقترحن أن يكون أفضل سن لزوج الرجل حوالي 30 سنة، (اكبر من اقتراح أفراد عينة الدراسة)، أدركاً منهن بأن الحياة تعقدت وتحتاج فهم أكثر، وللأسف الطلاق المبكّر كثر خصوصاً ما يحصل من شباب صغار السن، حيث لا يُدرك معنى الطلاق ويُحطّم حياة البنت في عز شبابها والأدهى إذا كان فيه حمل بينهم، وقد تحدث حوادث طلاق في شهر العسل من قلة خبره وجهل بالتعامل السليم مع الزوجة، وإذا به يُلقي كلمات الطلاق لشيء تافه غير مُدرك لفعلته هذه وبالذات إذا كان مدفوع من أهله لهذا الزواج أو أنه لم يتعب في مصاريف زواجه وتكاليفه فمن السهل عليه التفريط فيه وهذا وجه لبعض الحوادث التي تقع من حداثة سن بعض الشباب.
المواقف حول تفضيل من يكون أكبر سناً بين الزوجين :
يميل أبناء المجتمع الليبي وكذلك المجتمعات العربية إلى ألا يكون الزوجين في سن واحدة، فقد أظهرت نتائج عينة الدراسة أن اغلب أفراد عينة الدراسة ( 83.0%) يرون أن الزوج يجب أن يكون أكبر من الزوجة، كما هو موضح بالجدول رقم (7).
جدول (7): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب آرائهم في من يكون أكبر سناً بين الزوجين
|
النوع |
العمر |
الإجمالي |
||
ذكور |
إناث |
15-19 |
20-24 |
||
الزوج |
82.2 |
83.7 |
81.6 |
84.5 |
83.0 |
الزوجة |
0.4 |
0.5 |
0.4 |
0.5 |
0.4 |
نفس السن |
5.8 |
7.3 |
8.1 |
5.1 |
6.7 |
غير مهم |
11.7 |
8.5 |
9.9 |
9.8 |
9.9 |
كذلك يبين الجدول رقم (7)، بعد تقسيم عينة الدراسة حسب النوع (ذكور، إناث) نلاحظ أن نسبة الشباب المؤيدين لذلك 82.2% ونسبة الشابات المؤيدات 83.7%.
وإذا قسمت عينة الدراسة حسب العمر نلاحظ أن أفراد عينة من الشباب في الفئة العمرية (15-19) والشباب في الفئة العمرية (20-24) متفقين كذلك على أن يكون الزوج أكبر من الزوجة (نسبة الشباب في الفئة العمرية (15-19) المؤيدين لذلك 81.6% ونسبة والشباب في الفئة العمرية (20-24) المؤيدين لذلك 84.5%).
المواقف حول أنسب فارق سن يكون بين الزوجين :
تبدو بعض حالات الزواج مع وجود فارق عمري كبير بين الزوجين أمرا غير مألوف لكنه يحدث، وقبوله يرتبط بقناعة الطرفين بأن الفارق لصالح أحدهما لا يشكل عائقا أمام السعادة في حياتهما الزوجية حتى لو تحفظ المجتمع من حولهما على هكذا زواج.
وقد تم طرح سؤال على أفراد عينة الدراسة حول انسب فارق سن يكون بين الزوجين؟. فقد أجمع أفراد عينة الدراسة (الجدول رقم 8) أن أنسب فارق بين الزوجين هو ما بين 3 و 5 سنوات، و تصدق هذه النتيجة في المجتمع الذي تتساوى أو تتقارب فيه سن الزوجين. إلا أن النمط السائد في المجتمع الليبي هو أن تكون سن الزوج أكبر من سن الزوجة، مما أدى إلى أن تضرر المرأة بنسبة أعلى من تضرر الرجل، فارتفعت معدلات العزوبية بين المتعلمات.
جدول (8): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب آرائهم حول أنسب فارق سن يكون بين الزوجين.
|
النوع |
العمر |
الإجمالي |
||
ذكور |
إناث |
15-19 |
20-24 |
||
أقل من 3 سنوات |
20.5 |
17.1 |
19.5 |
17.6 |
18.6 |
ما بين 3 و 5 سنوات |
38.5 |
36.9 |
38.3 |
36.8 |
37.5 |
ما بين 5 و 7 سنوات |
21.3 |
27.5 |
24.7 |
25.1 |
24.9 |
ما بين 7 و 10 سنوات |
13.1 |
14.7 |
13.3 |
14.7 |
14.0 |
10 سنوات أو أكثر |
6.6 |
3.9 |
4.2 |
5.8 |
5.0 |
المواقف حول زواج الأقارب :
لقد كان من المتعارف عليه في المجتمع الليبي والعديد من المجتمعات العربية، أن الفتاة لا تتزوج من غير ابن عمها إلا إذا استؤذن ابن العم وسمح بذلك. ويقول المثل الليبي العامي ( ابن عمها ينزلها من الجحفة). أي أنه من بين حقوق ابن العم أن يتدخل لإلغاء مراسم الزواج الذي لم يوافق عليه حتى في آخر لحظات الأنشطة المتعلقة بهذا الموضوع والمتمثلة في ركوب العروس الهودج، الذي سيسير بها إلى منزل الزوجية. يبدو أن زمن هذا التقليد قد انتهى، فالشباب الآن له رأي آخر. فقد اتفق أغلب الشباب على أنهم غير موافقين على زواج الأقارب حيث كانت نسبتهم 63.5%، والجدول رقم (9) يوضح ذلك.
جدول (9): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب آرائهم في زواج الأقارب
|
|
موافق |
غير موافق |
قيمة |
P_Value |
||||||
النوع |
ذكور |
41.6 |
58.4 |
21.007 |
0.000 |
|
|||||
إناث |
32.8 |
67.2 |
|
||||||||
العمر |
15-19 |
35.4 |
64.6 |
1.469 |
0.226 |
|
|||||
20-24 |
37.7 |
62.3 |
|
||||||||
|
الإجمالي |
36.5 |
63.5 |
|
|||||||
وعند دراسة علاقة آراء أفراد عينة الدراسة في زواج الأقارب والنوع (ذكور، إناث)، وكذلك الفئات العمرية، فقد استخدم اختبار للاستقلالية. ومن بيانات الجدول رقم (9)، نلاحظ وجود علاقة معنوية (P_Value = 0.000) في آراء أفراد عينة الدراسة في زواج الأقارب يعزى للنوع (ذكور، إناث)، فقد وجد أن الإناث أكثر ميلاً
إلى رفض زواج الأقارب من الذكور، حيث نلاحظ أن نسبة الإناث اللاتي يرفضن زواج الأقارب (67.2%)، مقابل نسبة الذكور الذين يرفضون زواج الأقارب (58.4%) .
ولم تظهر وجود علاقة معنوية (P_Value = 0.226) في آراء أفراد عينة الدراسة في زواج الأقارب يعزى للفئات العمرية (15-19، 20-24)، حيث وجد نسبة أفراد عينة الدراسة في الفئة العمرية (15- 19) الرافضين لزواج الأقارب 64.6%، و نسبة أفراد عينة الدراسة في الفئة العمرية (20 - 24) الرافضين لزواج الأقارب 62.3%.
مما سبق نلاحظ، بان هناك ميلا لرفض الزواج من الأقارب من قبل أفراد عينة الدراسة مما يُظهر اتجاها لرفض فكرة وصاية الأهل فيما يتعلق بزواجهم، وقد عبرت الإناث برفض هذا النوع من الزواج (67.2%) أكثر من الذكور (58.4%)، أما الذكور وإن كانوا يرفضون هذا النوع من الزواج إلا أنهم اقل رفضاً من الإناث وذلك لحصولهم على امتيازات منها: قلة المهر، والمساعدة في إتمام عملية الزواج بحكم تقارب العائلتين.
الاتجاهات حول اختيار زوجة المستقبل :
عرف المجتمع الليبي نظام اختيار شريك الحياة المبني فقط على قرار الآباء. وكان هؤلاء يقررون الاختيار لأبنائهم الذكور والإناث، في سن مبكرة من أعمارهم، لكن الزمن تغير، وأصبح الأبناء يشاركون برأيهم في عملية الاختيار، بل وينفرد بعضهم خصوصاً الذكور بقرار الاختيار. بالطبع توجد فروق بين الأبناء في اختيار شريك المستقبل تعود للنوع (ذكور وإناث)، والمستوى التعليمي، ومكان الإقامة. فلا تزال مشاركة الإناث في الرأي لا تساوي مشاركة الذكور، ويفرض المتعلمون من الذكور رأيهم بسهولة تفوق ما يمكن أن يفرضه غير المتعلمين، كما توجد اختلافات بين المقيمين في المدن والمقيمين في الريف. فالريفيون يتمسكون بهذا النوع من التقاليد بشكل أقوى من تمسك سكان المدن.
ولمعرفة أراء أفراد عينة الدراسة حول اختيار شريك المستقبل بنفسه، طُلب منهم الإجابة على السؤال التالي: هل ستختار شريك المستقبل بنفسك؟
ومن خلال بيانات الجدول رقم (10)، نلاحظ أن تقريباً جميع الشباب (92.1%)، يرغبون في اختيار شريك الحياة بأنفسهم.
جدول (10): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب آرائهم في اختيار زوج المستقبل
|
نعم |
لا |
قيمة |
P_Value |
||||||
النوع |
ذكور |
96.2 |
3.8 |
48.654 |
0.000 |
|
||||
إناث |
88.5 |
11.5 |
||||||||
العمر |
15-19 |
90.3 |
9.7 |
9.296 |
0.002 |
|
||||
20-24 |
93.7 |
6.3 |
||||||||
الإجمالي |
92.1 |
7.9 |
|
|||||||
يبين من الجدول رقم (10)، إن أفراد العينة اتفق على اختيار شريك المستقبل بأنفسهم، ووجد أن هناك علاقة بين استجابة أفراد العينة والنوع (ذكور وإناث)، وكذلك العمر ((15- 19)، (20- 24))، واستخدم اختبار مربع كاي للاستقلالية لمعرفة معنوية العلاقة.
فقد وجدت علاقة معنوية (P_Value = 0.000) في آراء أفراد عينة الدراسة حول اختيار شريك المستقبل والنوع (ذكور وإناث)، نلاحظ أن الذكور أكثر ميلاً في اختيار شريك المستقبل من الإناث، حيث كانت نسبة الذكور الذين يرغبون في اختيار شريك المستقبل بنفسهم 96.6% (كلهم تقريباً)، وان نسبة الإناث اللاتي يرغبن 88.5%.
كذلك يظهر الجدول رقم (10)، وجود علاقة معنوية (P_Value = 0.000) في آراء أفراد عينة الدراسة حول اختيار شريك المستقبل والعمر (15-19، 20-24)، نلاحظ انه كلما زاد عمر الشاب أو الشابة زاد تمسكه باختيار شريك حياته بنفسه، حيث أن نسبة أفراد عينة الدراسة في الفئة العمرية (15- 19) الذين يرغبون في اختيار شريك المستقبل بنفسهم 90.3%، ونسبة أفراد عينة الدراسة في الفئة العمرية (20 - 24) الذين يرغبون في اختيار شريك المستقبل بنفسهم 93.7%.
الاتجاهات حول المستوى التعليمي الذي يرغب أن يكون شريك الحياة حاصلاً عليه :
وحول المستوى التعليمي الذي يرغب أفراد عينة الدراسة أن يكون شريك المستقبل حاصلاً عليه، فقد وُضع سؤال من قسمين، القسم الأول خاص بالذكور ويُسألون فيه عن المستوى التعليمي الذي يرغبون أن تكون شريكة المستقبل حاصلة عليه؟، القسم الثاني خاص بالإناث ويُسألن فيه عن المستوى التعليمي الذي يرغبن أن يكون شريك المستقبل حاصلاً عليه؟
تبين أن جميع أفراد عينة الدراسة (ذكور وإناث) يرغبون في أن يكون شريك الحياة حاصلاً على التعليم الجامعي، الجدول رقم (11) يبين ذلك.
جدول (11): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب المستوى التعليمي الذي يرغبون في أن يكون شريك الحياة حاصلاً عليه
إناث |
ذكور |
المستوى التعليمي |
0.2 |
0.1 |
بدون تعليم |
0.4 |
3.8 |
القراءة والكتابة |
0.2 |
1.7 |
أساسي |
1.3 |
12.6 |
ثانوي |
78.7 |
52.9 |
جامعي |
19.2 |
28.9 |
غيم مهم |
100.0 |
100.0 |
المجموع |
وكما نلاحظ أن هناك فروقاً بين آراء افرد عينة الدراسة حسب النوع، حيث أن الإناث اللاتي يرغبن في أن يكون شريك الحياة حاصلاً على الشهادة الجامعية أعلى من نسبة الذكور، حيث كانت نسبة الإناث اللاتي يرغبن في أن يكون شريك المستقبل حاصلاً على الشهادة الجامعية 78.7%، وان نسبة الذكور الذين يرغبون في أن تكون شريكة المستقبل حاصلة على الشهادة الجامعية 52.9%.
الصعوبات التي تقف عائقا أمام الشباب لتحقيق رغبته في الزواج :
يبين الجدول رقم (12) أن نسبة 37.4% من أفراد عينة الدراسة لديهم صعوبات تقف عائقاً أمامهم لتحقيق رغبتهم في الزواج، ووجد أن هناك علاقة بين استجابة أفراد العينة والنوع (ذكور وإناث)، وكذلك العمر((15- 19)، (20- 24))، واستخدم اختبار مربع كاي للاستقلالية لمعرفة معنوية العلاقة.
حيث أظهرت النتائج وجود علاقة معنوية (P_Value = 0.000) في الصعوبات التي تواجه أفراد عينة الدراسة لتحقيق رغبتهم في الزواج والنوع (ذكور وإناث)، فوجد أن نسبة الذكور لديهم صعوبات تقف عائقاً أمامهم لتحقيق رغبتهم في الزواج 61.0% وهي أعلى من نسبة الإناث اللاتي لديهن صعوبات 19.3%.
جدول (12): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب الصعوبات التي تقف عائقاً أمامهم لتحقيق رغبتهم في الزواج
|
النوع |
العمر |
الإجمالي |
||
ذكور |
إناث |
15-19 |
20-24 |
||
نعم |
61.0 |
19.3 |
31.9 |
43.5 |
37.4 |
لا |
39.0 |
80.7 |
68.1 |
56.5 |
62.6 |
قيمة |
590.150 |
45.902 |
|
||
P_Value |
0.000 |
0.000 |
وكذلك بينت النتائج، وجود علاقة معنوية في الصعوبات التي تقف عائقاً أمام أفراد عينة الدراسة لتحقيق رغبتهم في الزواج والعمر ((15- 19)، (20- 24))، حيث وجود أن أفراد عينة الدراسة في الفئة العمرية (20-24) أن لديهم صعوبات بنسبة 43.5% مقابل 31.9% نسبة أفراد عينة الدراسة في الفئة العمرية (15-19). ومنها نلاحظ أنه كلما ارتفع عمر الشاب آو الشابة كلما أدرك أن هناك صعوبات تقف عائقاً أمامهم لتحقيق رغبتهم في الزواج.
وعن أهم الصعوبات التي تقف عائقاً أمام أفراد عينة الدراسة وتحقيق رغبتهم في الزواج يكشف الجدول رقم (13) أهم هذه الصعوبات أو المعوقات، ويرى أفراد عينة الدراسة أن مشكلة عدم وجود مسكن مستقل تأتي في المرتبة الأولى (36.0%)، حيث أن الحصول على مسكن مستقل في المجتمع الليبي هو أحد أهم شروط الزواج في الوقت الحاضر. لقد ولى الزمن الذي كان فيه الأبناء المتزوجون يشتركون في منزل الأسرة نفسه، وأصبحت أسرة الفتاة تشترط السكن المستقل. كما أصبح الحصول على سكن مستقل من بين أهم المشاكل التي تقابل سكان المدن وسكان الريف أيضاً.
جدول (13): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب أهم الصعوبات التي تقف عائقاً بينه وبين الزواج
|
ذكور |
إناث |
الإجمالي |
|||
النسبة |
الترتيب |
النسبة |
الترتيب |
النسبة |
الترتيب |
|
عدم وجود مسكن مستقل |
41.4 |
1 |
22.8 |
2 |
36.0 |
1 |
ارتفاع تكاليف الزواج |
19.3 |
3 |
18.8 |
3 |
19.1 |
3 |
عدم وجود فرص عمل مناسبة |
20.1 |
2 |
9.7 |
5 |
17.1 |
4 |
عدم كفاية الأجور لتغطية مصروفات الأسرة (بعد الزواج). |
5.3 |
5 |
10.1 |
4 |
6.7 |
5 |
مشاكل أخرى |
13.9 |
4 |
38.5 |
1 |
21.1 |
2 |
كذلك يلاحظ أن أفراد عينة الدراسة من الذكور يرون أن المشكلة الأساسية التي تقف أمامهم لتحقيق رغبتهم في الزواج هي عدم وجود مسكن مستقل، وتأتي هذه المشكلة في المرتبة الأولى بنسبة 41.4%، وارتفاع تكاليف الزواج تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 19.3%.
شكل (1) التوزيع النسبي لأهم الصعوبات التي تقف عائقاً بين الشباب وبين تحقيق الزواج.
أما بالنسبة لأفراد عينة الدراسة من الإناث نلاحظ من الجدول رقم (13) والشكل رقم (1) أن لديهن مشاكل أخرى تقف عائقاً لتحقيق رغبتهن بالزواج، والتي لم تذكر في هذه الدراسة، وان مشكلة عدم توفر المسكن المستقل تأتي بالمرتبة الثانية بنسبة 22.8%.
الاتجاهات حول القرارات المتعلقة بالحياة اليومية بعد الزواج.
هناك قرارات متعلقة بالحياة اليومية يجب أن تُتخذ باستمرار بعد الزواج، سُئل أفراد عينة الدراسة في رأيهم عن: من هو الذي يجب أن يتخذ القرارات المتعلقة بالحياة اليومية؟، والمتمثلة في الجمل المبينة في الجدول رقم (14).
جدول (14): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب رأيهم من الذي يجب أن يتخذ القرارات المتعلقة بالحياة اليومية
العبارة |
النوع |
صاحب القرار النهائي |
قيمة |
P_Value |
||
الزوج |
الزوجة |
الزوجين معاً |
||||
كيفية التصرف في دخل الأسرة؟ |
ذكور |
59.6 |
0.5 |
39.9 |
220.1 |
0.000 * |
إناث |
33.8 |
2.7 |
63.5 |
|||
الإجمالي |
45.0 |
1.8 |
53.3 |
|||
إذا أرادت الزوجة العمل خارج المنزل؟ |
ذكور |
58.5 |
0.8 |
40.7 |
198.146 |
0.000 * |
إناث |
34.7 |
5.1 |
60.2 |
|||
الإجمالي |
44.9 |
3.3 |
51.8 |
|||
عدد الأطفال الذي يجب إنجابهم؟ |
ذكور |
18.7 |
2.7 |
78.7 |
141.321 |
0.000 * |
إناث |
5.3 |
5.2 |
89.5 |
|||
الإجمالي |
11.1 |
4.1 |
84.8 |
|||
مدى مستوى التعلم الذي يجب أن تحصل عليه البنت؟ |
ذكور |
26.4 |
1.5 |
72.1 |
277.475 |
0.000 * |
إناث |
6.2 |
7.4 |
86.3 |
|||
الإجمالي |
14.9 |
4.9 |
80.2 |
|||
مدى مستوى التعليم الذي يجب أن يحصل عليه الولد؟ |
ذكور |
27.5 |
0.8 |
71.7 |
113.379 |
0.000 * |
إناث |
12.9 |
2.8 |
84.3 |
|||
الإجمالي |
19.2 |
2.0 |
78.8 |
|||
استعمال وسائل تنظيم الأسرة؟ |
ذكور |
13.8 |
4.6 |
81.6 |
86.557 |
0.000 * |
إناث |
4.2 |
5.5 |
90.3 |
|||
الإجمالي |
8.2 |
5.1 |
86.6 |
|||
الرعاية الصحية للأطفال؟ |
ذكور |
6.3 |
24.4 |
69.3 |
31.694 |
0.000 * |
إناث |
2.6 |
21.7 |
75.7 |
|||
الإجمالي |
4.2 |
22.9 |
73.0 |
* وجود علاقة معنوية عند مستوى المعنوية 0.001
نلاحظ من الجدول رقم (14) أن أفراد عينة الدراسة يتفقون على أن الزوجين معاً يجب أن يتخذا القرارات المتعلقة بالحياة اليومية في أغلب العبارات، وكانت أعلى نسب هي 86.6% وتمثل القرارات المتعلقة باستعمال وسائل تنظيم الأسرة، والقرارات المتعلقة بعدد الأطفال الذي يجب إنجابهم (84.8%). لكن يوجد جدل حول عبارتين. هما كيفية التصرف في دخل الأسرة وعمل الزوجة، حيث نجد أن نسبة أفراد عينة الدراسة الذين يرون أن الزوجين معاً يتخذان القرارات المتعلقة بالتصرف في دخل الأسرة (53.3%) مقابل أن الزوج هو الذي يجب أن يتخذ القرارات 45.0%، ونلاحظ أن الذكور من أفراد عينة الدراسة يرون أن الزوج فقط من حقه التصرف في دخل الأسرة (59.6%)، أما أفراد عينة الدراسة من الإناث يرون أن الزوجين معاً يجب أن يتخذا القرار المتعلق بالتصرف في دخل الأسرة (63.5%).
وحول عمل الزوجة خارج المنزل يبين الجدول رقم (14)، أن أفراد عينة الدراسة متفقين على أن الزوجين معاً يجب أن يتخذا القرار المتعلق بعمل المرأة (51.8%)، ولكن يوجد اختلاف معنوي في آراء أفراد عينة الدراسة يعزى للنوع (ذكور وإناث)، حيث يرى أفراد عينة الدراسة من الذكور أن الزوج هو الذي بيده القرار النهائي لعمل المرأة (58.5%)، وان الإناث من العينة يرون أن الزوجين معاً يجب أن يتخذا القرار النهائي المتعلق بعمل المرأة (60.2%).
اتجاهات الشباب حول بعض الجوانب المتعلقة بالحياة الأسرية :
وضعت بعض العبارات المتعلقة بالحياة الأسرية لمعرفة اتجاهات الشباب حول هذه العبارات، والجدول رقم (15) يبين العبارات واستجابات أفراد عينة الدراسة.
جدول (15): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب اتجاهاتهم حول بعض الجوانب المتعلقة بالحياة الأسرية
العبارة |
النوع |
موافق |
غير موافق |
لا اعرف |
|
الزوجة يجب أن تأخذ موافقة زوجها في كل شيء. |
ذكور |
91.8 |
4.9 |
3.3 |
|
إناث |
81.7 |
16.4 |
1.9 |
||
الإجمالي |
86.1 |
11.4 |
2.5 |
||
الزوجة يجب أن تقبل رأي زوجها حتى وإن كانت لا توافقه على هذا الرأي |
ذكور |
52.1 |
40.5 |
7.4 |
|
إناث |
28.7 |
65.1 |
6.3 |
||
الإجمالي |
38.8 |
54.4 |
6.8 |
||
إذا كانت الزوجة ترغب في العمل خارج المنزل فيجب أن يسمح لها بذلك. |
ذكور |
51.9 |
38.3 |
9.9 |
|
إناث |
77.4 |
16.7 |
5.9 |
||
الإجمالي |
66.3 |
26.1 |
7.7 |
||
الزوج يجب أن يساعد زوجته في الأعمال المنزلية خاصة إذا كانت تعمل. |
ذكور |
48.5 |
43.5 |
8.0 |
|
إناث |
73.9 |
22.4 |
3.7 |
||
الإجمالي |
62.9 |
31.6 |
5.5 |
||
ليس لتنظيم الأسرة أهمية، إذا كان دخلها كبيراً. |
ذكور |
23.0 |
63.7 |
13.3 |
|
إناث |
14.3 |
71.0 |
14.7 |
||
الإجمالي |
18.1 |
67.8 |
14.1 |
||
إذا رغب الزوج في إنجاب طفل آخر، فعلى الزوجة الموافقة حتى ولو لم ترغب هي في ذلك |
ذكور |
36.1 |
50.4 |
13.5 |
|
إناث |
21.9 |
63.6 |
14.6 |
||
الإجمالي |
28.0 |
57.9 |
14.1 |
||
الزوجة التي لم تنجب طفلا ذكرا، يجب عليها الاستمرار في الحمل إلى أن ترزق به، حتى لو كان لديها عدد كافٍ من البنات. |
ذكور |
28.6 |
57.5 |
13.9 |
|
إناث |
17.3 |
71.2 |
11.5 |
||
الإجمالي |
22.3 |
65.2 |
12.6 |
||
تعليم الولد وذهابه إلى المدرسة أهم من تعليم البنت وذهابها إلى المدرسة |
ذكور |
22.7 |
72.2 |
5.1 |
|
إناث |
9.3 |
88.2 |
2.5 |
||
الإجمالي |
15.1 |
81.3 |
3.6 |
||
بالنسبة للموقف من الزوجة فان أغلب أفراد عينة الدراسة (86.1%) يرون أن الزوجة يجب أن تأخذ موافقة زوجها في كل شيء تريد القيام به، حيث يوافق أفراد عينة الدراسة من الذكور على ذلك بنسبة (91.8%) مقابل (81.7%) للإناث، وهناك جدل حول فرض رأي الزوج على الزوجة، فقد يعتقد (52.1%) من افرد عينة الدراسة الذكور أن الزوجة يجب عليها القبول برأي الزوج حتى وان كانت لا توافقه الرأي، وأكثر من 65% من الإناث لا يقبلن فرض رأي الزوج على الزوجة، أما بالنسبة للموقف من عمل الزوجة، فان (66.3%) من أفراد عينة الدراسة موافقون على عمل المرأة خارج المنزل، حيث يوافق الإناث على ذلك بنسبة (77.4%) مقابل (51.9%) نسبة الذكور الموافقين على ذلك من الذكور.
والحديث عن مساعدة الزوجة في أعباء المنزل، يشوبه شيء من الحياء لدى الرجل العربي في كثير من الأحيان؛ لإحساس البعض أن مساعدة الرجل لزوجته في المنزل قد ينقص من هيبته أمامها، أو يقلل من رجولته في مجتمعه حينما يعلم ذلك. وحول مدى موافقة أفراد عينة الدراسة على مساعدة الرجل لزوجته في أعباء المنزل، النتيجة مالت لصالح الإناث، حيث يوافق الإناث على ذلك بنسبة (73.9%) مقابل (48.5%) نسبة الذكور الموافقين.
وأوضح (67.8%) من أفراد عينة الدراسة بان دخل الأسرة ليس له علاقة بتنظيم الأسرة، وأن عدد الأطفال المرغوب في إنجابهم يجب الاتفاق بين الزوجين، ولا يوجد تفضيل لإنجاب الذكور. أما بالنسبة للتفرقة بين تعليم البنت والولد، وجد أن نسبة (81.3%) لا يرون بأن تعليم الولد وذهابه إلى المدرسة أهم من تعليم البنت وذهابها إلى المدرسة.
النتائج التوصيات Conclusions and recommendations :
خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها ما يلي:
- أن 94.9% من الشباب والشابات يرون بان الشاب يجب عليه الحصول على الشهادة الجامعية، و 87.5% منهم يرون بأن الشابة يجب عليها الحصول على الشهادة الجامعية.
- متوسط العمر المناسب لزواج الرجل حوالي 29 سنة، بينما متوسط العمر المناسب لزواج المرأة حوالي 23 سنة حسب آراء الشباب والشابات، وهذان المتوسطان (متوسط العمر المناسب للزواج) أقل من متوسط العمر عند الزواج في ليبيا بناء على نتائج التعداد العام للسكان في ليبيا 2006م حيث بلغ 33.92 سنة بالنسبة للذكور مقابل 31.19 سنة بالنسبة للإناث.
- يفضل 83.0% من الشباب والشابات أن يكون الزوج أكبر سناً من الزوجة، وان فارق السن يكون من 3 – 5 سنوات.
- أظهرت النتائج بأن الشباب والشابات غير موافقين على زواج الأقارب، وقد بلغت نسبتهم 63.5%.
- يواجه الشباب والشابات صعوبات تقف عائقاً بينهم وبين الزواج. وتتمحور هذه الصعوبات حول عدم وجود سكن مستقل، وعدم وجود فرص عمل مناسبة، وارتفاع تكاليف الزواج، هذا بالنسبة للذكور، أما بالنسبة للإناث فلديهن مشاكل وصعوبات متمثلة بالعادات والتقاليد لم يتم ذكرها الدراسة.
- أظهرت الدراسة أن الشباب والشابات يرغبون في أن يكون شريك حياتهم حاصلاً على التعليم الجامعي.
بناء على ما تقدم، فإن هذه الدراسة توصي بضرورة تثقيف الشباب في مجال الأسرة والمجتمع، على اعتبار أنهم أباء وأمهات المستقبل، من خلال ندوات ثقافية يستطيع الشباب من خلالها إدراك ايجابيات وسلبيات المواضيع المتعلقة بالزواج، كالزواج المبكر، وزواج الأقارب والعادات والتقاليد المرتبطة بالزواج،... الخ.
لا شك أنه تتوفر معلومات كثيرة حول مختلف المجالات التي يجب أن يعتني بها المجتمع لبناء جيل سليم من الشباب. وهي معلومات توفرت من تجارب ودراسات في مجتمعات كثيرة. ونظراً لندرة الدراسات والأبحاث التي تناولت مواقف الشباب واتجاهاتهم حول العديد من الجوانب والقضايا المتعلقة بمشاكلهم وقضاياهم في ليبيا، يرى الباحث من المفيد أن يقوم نشاط بحثي على المستوى المحلي لرسم صورة واقعية للظروف المحيطة بالشباب، ورصد مؤشرات الإنجاز، والتعرّف على بعض جوانب النقص والقصور، والوقوف على بعض ما يقلق بال الشباب، وعلى اقتراحاتهم المتعلقة بتحسين أوضاعهم. ومجال البحث العلمي واسع، وأنشطته متنوعة، ويمكن بالنسبة لدراسة أي موضوع تسليط الضوء على عدد كبير من الجوانب والقضايا المتعلقة بالشباب.
المراجــــــع :
- جاد، أماني، (2006م)، الاستثمار في الشباب كجزء من كسر حلقة الفقر في بلدان الوطن العربي، جامعة الدول العربية، المشروع العربي لصحة الأسرة، المؤتمر العربي الأول لصحة الأسرة والسكان، المجلد الثاني.
- جامعة الدول العربية (2004م)، الاستراتيجية العربية للأسرة 2004-2014، (478/2004).
- الهيئة الوطنية للمعلومات ليبيا، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان لعام 1984م.
- الهيئة الوطنية للمعلومات ليبيا، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان لعام 2006م.
- حطب، زهير، وعباس مكي (1987م)، الطاقات النسائيـة العربيـة، منشورات معهد الإنماء العربي، بيروت، لبنان.
- زيدان، مصطفى محمد (1399 هـ)، معجم المصطلحات النفسية والتربوية، دار الشروق، جدة، المملكة العربية السعودية.
- سويف، مصطفى (1970م)، مقدمة لعلم النفس الاجتماعي، مكتبة الأنجلو المصرية. القاهرة، جمهورية مصر العربية.
- الطجم، عبد الله عبد الغني والسواط، طلق بن عوض الله (2000م)، السلوك التنظيمي، دار حبيروت، شر، الرياض، المملكة العربية السعودية.
- محمد، محمد علي (1985م)، الشباب العربـي والتغيـر الاجتماعـي، دار النهضـة العربيــة، بيروت، لبنان.
- المركز الوطني للأمراض السارية والمتوطنة ومكافحتها والهيئة العامة للمعلومات (2008م)، النتائج الأولية للمسح الليبي لصحة الأسرة 2007م. طرابلس، ليبيا.
- المغربي، كامل محمد (1994م)، السلوك التنظيمي مفاهيم وأسس سلوك الفرد والجماعة في التنظيم، دار الفكر للنشر، عمان، الأردن.
- اليونسكو(1975م)، معجم العلوم الاجتماعية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، جمهورية مصر العربية.
- Martin, Teresa Castro and Larry L. Bumpass (1989) .Recent Trends in Marital Disruption, Demography, Vol. 26 (1).
- Greenstein, Theodore N. (1990). Marital Disruption and the Employment of Married Women, Journal of Marriage and Family, Vol. 52 (3).