شريط اخباري

تم بحمد الله عقد اتفاقية تعاون بين الجامعة الليبية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وذلك في مجال، الدراسات العليا الني تمنحها الأكاديمية، مجال التدريب، مجال إيفاد الخبراء، الاستشارات والبحوث المشتركة ● تم بحمد الله وتوفيقه في الأيام الماضية التوقيع علي اتفاقية تعاون في اللغة الانجليزية بين الجامعة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية و معهد غلوبال تيسول الكندي (Global Tesol College ) حول الموضوعات الاتية:- 1- دورات تعليم اللغة الانجليزية لسبعة مستويات .2- شهادة التيسول الدولية International Tesol ertificate تأهيل الطلبة لامتحانات (IELTS and TOEFL) تأهيل ورفع كفاءة مدرسي اللغة الانجليزية وتخريج مدرسين لغة انجليزية جدد بالاضافة الي مجموعة اخري متنوعة من برامج اللغة الانجليزية وبعض التخصصات الاخري. ● تعلن الجامعة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية المعتمدة ( مؤسسي وبرامجي )عن فتح باب التسجيل والقبول لفصل الربيع 204 وذلك في التخصصات التالية إدارة الأعمال، محاسبة، حاسب آلي، تمويل ومصارف، قانون، هندسة النفط، فعلى الطلبة الراغبين في الإلتحاق بالدراسة في الجامعة الحضور للجامعة مصحوبين بالمستندات التالية، شهادة ثانوية وما يعادلها، 8 صور، شهادة صحية، شهادة ميلاد، العنوان عين زارة بجانب جامعة طرابلس قاطع ب وذلك من الساعة 9 صباحا حتى الساعة 6 مساءاً ولأي استفسار نامل الاتصال على الارقام التالية 0922108002 ● تهنئ الجامعة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية جميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين والعاملين بحصولها علي الاعتماد البرامجي لقسمي إدارة الأعمال والمحاسبة والحاسوب وذلك بحصول الأقسام العلمية على الإعتماد المؤسسي والبرامجي. ● . تــعلن إدارة مجلة الليبية عن بدء تجميع المادة العلمية لسنة 204 فعلى السادة أعضاء هيئة التدريس الراغبين في نشر أبحاثهم الاسراع بالتواصل مع إدارة المجلة وتجهيز نسختين إحداها ورقية والأخرى إلكترونية موعد استلام الورقات البحثية من الساعة 12- 4 كل يوم عدا الجمعة والسبت. ● 📱0925331414

مستوى الاتجاهات البيئية لدى طلبة قسم معلم فصل بكلية التربية- طرابلس

مستوى الاتجاهات البيئية

لدى طلبة قسم معلم فصل بكلية التربية- طرابلس

 

د. سميرة يحي المقدمي

كلية التربية / جامعة طرابلس

 

مقدمة :

تتعرض البيئة في أنحاء شتى من العالم لأخطار بيئية حقيقية، وترجع أسباب هذه الأزمة في الواقع إلى سوء أنماطنا السلوكية الراهنة، ويتضح من ذلك أن قضية تلوث البيئة هي قضية سلوكية في المقام الأول، ذلك لأن الإنسان يعتبر المصدر الأول للتلوث، وتلويث البيئة هو نوع من السلوك كغيره من أنماط السلوك الأخرى له دوافعه ومثيراته، ومن ثم يمكن التحكم فيه والسيطرة عليه وتعديله.

ونتيجة لذلك فقد تزايدت في عصرنا الحاضر الدعوات من جانب المهتمين بالقضايا البيئية والمتخصصين في علم النفس إلى مزيد من البرامج الإرشادية والمناهج الدراسية والمشاركة المجتمعية بهدف تنمية تربية بيئة فعالة بين أفراد المجتمع، بحيث تؤدي في النهاية إلى سلوك إيجابي نحو البيئة. على أن تلك الدعوات قد ترجمت إلى خطوات عملية على أكثر من مستوى من خلال التربية البيئية ووسائل الإرشاد باعتبارها من وسائل تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو البيئة.

ولمواجهة هذه المشكلة لا يكفي سن القوانين والتشريعات ما لم يساندها فهم أفراد المجتمع لهذه البيئة ووعيهم بأهمية حمايتها، لذا يتوجب على المجتمع تقديم بعض الخدمات الإرشادية التي تسهم في تغيير اتجاهات الأفراد نحو البيئة، فالعديد من علماء البيئة يرون أن الحل الجذري للأزمة البيئية الراهنة يتطلب تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو البيئة، وتغيير الاتجاهات السالبة نحوها، بل أكدوا على أن التغييرات البيئية الحقيقية التي نحن بحاجة إليها إنما هي تغيير في الاتجاهات(الأحمدي، 2006 :2).

إن المتمعن في آيات القرآن الكريم يجد أن موضوع البيئة يتردد صداه فيما يقترب من مائتي آية في سور كثيرة تتناول عناصر البيئة المختلفة من أرض وما تضمه من مكونات حية وغير حية وما يحيط بها من غلاف غازي وغيره، وبحار وما تحتويه من عوالم يصعب إدراك عظمتها، وكلها تدل على قدرة الله وعظيم صنعه (صنع الله الذي أتقن كل شيء)، وعلى تمام هذه الرسالة الخاتمة بتبيان كل ما له صلة بتحقيق السعادة للإنسان وتسهيل مهمته التي أوكلها الله له وهي إعمار الأرض وتسخير كل ما فيها لخدمته.

وفي هذا النطاق يمكن القول أن تعاليم الدين الإسلامي في مجملها تحافظ على البيئة من عبث الإنسان أولا؛ فالإنسان من أديمها خلق ، ولا يسيء مخلوق سواه إليها وكأن الملائكة، ومنذ اللحظة الأولى قرأوا في عالم الغـــيب ما يمكن أن يقـــــوم به الإنســـــان من الإســـاءة إلى البـــيئة مع أن الله تعالى خلقه من أديمها، جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما تعلمون ) (البقرة:30)، ومما يعلمه الله تعالى ولا تعلمه الملائكة أنه سبحانه استعمر الإنسان في الأرض، قال تعالى (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها).(هود:61).

وقد خلق الله تعالى كل شيء على الأرض بمقادير محددة وصفات معينة تضمن التوازن البيئي، وتكفل القدرة على توفير سبل الحياة الملائمة للإنسان وغيره من الكائنات الحية على وجه الأرض قال تعالى (إنا كل شيء خلقناه بقدر)  (القمر،49)، وقال تعالى (وكل شيء عنده بمقدار) (الرعد،9)، وقال تعالى (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين) (الحجر،18 – 19)، وقد أوجب الإسلام على الإنسان الحفاظ على بيئته وحسن استغلالها ونهاه عن إفسادها قال تعالى (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) (الأعراف،84)، وتزخر السنة النبوية الشريفة بالعديد من الأحاديث التي تدعو إلى نسق قيم خاص بالتعامل مع البيئة وعناصرها، وتعتبر المحافظة على البيئة جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناه إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". (صحيح مسلم)، ومن المبادئ الأساسية التي يرتكز عليها المنهج الإسلامي في استغلال مكونات البيئة مبدأ الترشيد والاعتدال حيث أمر الله سبحانه وتعالى عباده بعدم الاسراف والتبذير و الالتزام والاعتدال في كل شيء كما في قوله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ). (الأعراف 29)، وفي قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما مر بسيدنا سعد ضي الله عنه وهو يتوضأ فقال ما هذا السرف؟ فقال أفي الوضوء إسراف؟ قال: ( نعم وإن كنت على نهر جار ). (سنن ابن ماجه).

لقد جعل الله الإنسان خليفة في الأرض بمعنى أنه وصي على الأرض والبيئة يديرها كما أمره، ولا يتصرف فيها بأنانية وكأنها له وحده دون بقية المخلوقات، فالإنسان مستخلف على إدارة البيئة، واستثمار خيراتها، وأمين عليها وهذه الأمانة تفرض عليه أن يتصرف فيها برفق وأسلوب رشيدين، وهذا الاستخلاف مؤقت ومرتبط بمد محددة، حيث يقول تعالى ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) (البقرة ، 35).

لقد بدأ الاهتمام بالبيئة على المستوى العالمي بشكل واضح انطلاقا من مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية المنعقد بمدينة ستوكهولم بالسويد في عام 1972 حيث ناقش هذا المؤتمر للمرة الاولى القضايا البيئية وعلاقتها بواقع الفقر وغياب التنمية  في العالم، وقد صدر عن هذا المؤتمر أول وثيقة  دولية تضمنت مبادئ العلاقات بين الدول والتوصيات التي تدعو كافة الحكومات والمنظمات الدولية لاتخاذ تدابير من أجل حماية البيئة وإنقاذ البشرية من الكوارث البيئية ، وقد تعزز الاهتمام العالمي بموضوع البيئة وحمايتها بشكل أكبر من خلال مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية المنعقد بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل في عام 1992م وقد خرج هذا المؤتمر بمجموعة من الوثائق القانونية تمثلت في إعلان قمة الأرض (إعلان ريو)، وجدول أعمال القرن 21 ومبادئ حماية الغابات، بالإضافة إلى اتفاقية التغيرات المناخية ، وكذا اتفاقية التنوع البيولوجي، وتجدر الإشارة إلى ن كل هذه الوثائق تضمنت الإشارة إلى فكر التنمية المستدامة التي تسعى إلى تلبية حاجيات وطموحات الأجيال الحاضرة من الموارد البيئية من دون الإخلال بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجياتها منها، وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية بمختلف أشكالها وصورها من جهة ومقتضيات حماية الموارد البيئية والثروات الطبيعية من جهة أخرى(عبدالغني، 2013 :8-9).

إن الحفاظ على البيئة عملية تحول في المجتمع في سلوكه وتصرفاته وهذا الأمر لا يتم بقانون ولا بقرار إداري؛ ذلك أن الاهتمام بسلامة البيئة لا يتم إلا بوجود أناس لديهم وعي في الاتجاهات الإيجابية نحو البيئة ويؤمنون بحق الأجيال التي تليهم في الحياة وفي الانتفاع بموارد البيئة.

واتساقا مع ما سبق تأتي هذه الدراسة للتعرف على مستوى الاتجاهات البيئية لدى طالبات معلم الفصل بكلية التربية – طرابلس.

 

مشكلة الدراسة :

نظرا لأهمية موضوع تنمية الاتجاهات البيئية لدى الأفراد باعتبار ذلك من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحفاظ على البيئة، فقد أجريت العديد من الدراسات المحلية، التي هدفت في مجموعها إلى تنمية المعارف، والاتجاهات والسلوكيات البيئية المرغوبة، ومن هذه الدراسات دراسة كل من :

(أبو بكر ،2008)، ودراسة (الزروق، 2005)، ودراسة (شيته، 1999)، ودراسة (باحمي، 1998)، وقد أشارت نتائج هذه الدراسات إلى ضعف تناول الكتب المدرسية بليبيا لقضايا البيئة وأبعادها المختلفة وأنها لا تسهم في تنمية الاتجاهات البيئية الايجابية لدى الطلبة وانطلاقا مما سبق تأتي هذه الدراسة للتعرف على مستوى الاتجاهات البيئية لدى طالبات معلم الفصل بكلية التربية – طرابلس، وذلك لأن مستوى الاتجاهات البيئية ينبغي أن يكون عاليا حتى يستطعن مستقبلا اكساب تلاميذهن الاتجاهات السليمة نحو البيئة.

وتتحدد مشكلة الدراسة في الإجابة عن السؤال التالي :

ما مستوى الاتجاهات البيئية لدى طالبات قسم معلم الفصل بكلية لتربية طرابلس؟

 

أهمية الدراسة :

تكمن أهمية الدراسة فيما يأتي :

  1. تكشف عن مستوى الاتجاهات البيئية لدى طالبات قسم معلم الفصل بكلية التربية – طرابلس.
  2. قد تسهم نتائج هذه الدراسة في توجيه مناهج التربية البيئية.

أهداف الدراسة :

تهدف هذه الدراسة إلى :

  1. إعداد مقياس للاتجاهات البيئية.
  2. التعرف على مستوى الاتجاهات البيئية لدى طلبة قسم معلم الفصل بكلية لتربية طرابلس.

 

مصطلحات الدراسة :

  1. الاتجاهات البيئية :

هي محصلة استجابات الفرد التي يبديها إزاء مشكلة أو قضية بيئية وذلك بالقبول أو الرفض نتيجة مروره بخبرة معينة تتعلق بتلك المشكلة أو القضية(النهاري، 2013).

 

  1. كلية التربية – طرابلس :

هي إحدى كليات التربية التابعة لجامعة طرابلس، وتهدف إلى إعداد المعلمين، إعدادا أكاديميا ومسلكيا؛ للقيام بمهنة التدريس، في مراحل التعليم العام، وتضم الأقسام التالية :

 التربية الخاصة، رياض الأطفال، معلم الفصل، الأحياء، الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، الحاسوب، التربية الفنية، اللغة العربية، اللغة الانجليزية، التربية وعلم النفس.

 

  1. قسم معلم الفصل :

هو أحد الأقسام العلمية بكلية التربية – طرابلس، ويقوم بإعــــــداد المعلمين لتدريس المرحـــــلة العـــمرية (6-9) سنوات، أو الفصول الدراسية الثلاث الأولى من مرحلة التعليم الأساسي (الأول، الثاني، الثالث)، والتي تتطلب معارف ومهارات متخصصة بمراحل النمو المختلفة، ومتطلبات هذه المرحلة، وقد تم افتتاح القسم عام 2005م.

 

الدراسات السابقة :

أولا : الدراسات المحلية :

1- دراسة الصغير عبد القادر باحمي، (1998) :

التربية البيئية في مناهجنا الدراسية :

استهدفت الدراسة تحليل الكتب الدراسية بمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي للتعرف على وضع التربية البيئية هي محتوى هذه الكتب، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها :

*  أهداف تدريس المقررات لا تؤكد بوضوح على المحافظة على البيئة، ولا تحقق التربية البيئية.

* محتوى الكتب لا يؤكد على أهمية التوازن البيئي.

* محتوى الكتب المحللة لا يعمل على تنمية الاتجاهات البيئية المرغوبة ( باحمي، 1998 ).

 

2- دراسة أحمد الأمين علي ( 2005م) :

أثر تضمين البعد البيئي في برامج الأنشطة المدرسية اللاصفية على تنمية المعارف والاتجاهات البيئية لدى تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي في ليبيا.

واستهدفت الدراسة، التعرف على أثر ضمين البعد البيئي في برامج الأنشطة المدرسية اللاصفية على تنمية المعارف، والاتجاهات البيئية، لدى طلاب الصف الثامن من التعليم الأساسي، وبناء برامج لبعض الأنشطة المدرسية اللاصفية.

وقد استخدم الباحث في هذه الدراسة ( المنهج التجريبي ) حيث قام بتجريب البرنامج على عينة من طلاب الصف الثامن بالتعليم الأساسي.

واستعان الباحث بالمقترح على عينة بالأدوات البحثية الأتية :

* قائمة بالأبعاد البيئية التي تضمنتها الأنشطة المدرسية اللاصفية في مرحل التعليم الأساسي.

* اختبار للمعارف البيئية.

* مقياس الاتجاهات البيئية.

* برنامج مقترح لبعض الأنشطة المدرسية اللاصفية.

وأسفرت الدراسة عن النتائج الأتية :

* وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطي درجات المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في اختبار المعارف البيئية وذلك في التطبيق البعدي لصالح المجموعة التجريبية، مما يدل على ان البرنامج المقترح للأنشطة المدرسية اللاصفية قد أثر إيجابيا في نمو المعارف البيئية للتلاميذ الذين طبق عليهم البرنامج المقترح.

  * وجود فروق ذات دلاة إحصــــــائية عند مستوى (0.05) بين متوســـــطي درجات المجــــــــموعة الضابطة، والمجموعة التجريبية في مقياس الاتجاهات البيئية وذلك في التطبيق البعدي لصالح المجموعة التجريبية، والذي يشير إلى أن نمو الاتجاهات البيئية لدى تلاميذ المجموعة التجريبية، يرجع إلى ممارستهم للأنشطة المدرسية اللاصفية المقترحة، مما يشير إلى تأثرهم بالبرنامج المقترح. (علي، 2005م).

 

3- دراسة سكينة إبراهيم بن عامر (2006م) :

فاعلية استخدام الأنشطة وبعض وسائط الثقافة في تنمية المعرفة والسلوك البيئي لدى الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي بليبيا.

استهدفت الدراسة تنمية المعرفة والسلوك البيئي، لدى تلاميذ الصفوف السابع، والثامن والتاسع من التعليم الأساسي، باستعمال برنامج يعتمد على الأنشطة، وبعض وسائط الثقافة وتقييم نتائج تطبيقية، وقد استخــــدمت الباحـــــــــــثـــــــــة في دراســــــتها المــــنهـــــج التجريــــبي، وذلك باســتعـــــــمـــــال اســلـــــوب المجمــــــوعتــــين التجــــــريبــــية، والضابطة، باعتباره الأنسب لتطبيق البرامج، وقياس تأثيراته في تنمية المعرفة والسلوك البيئي ومن الأدوات التي استخدمت في هذه الدراسة :

* قائم بالمفاهيم البيئية.

* اختبار المعرفة البيئية.

* مقياس المواقف السلوكية البيئية.

* بطاقة ملاحظة للسلوك البيئي.

* البرنامج المقترح لتنمية المعرفة.

وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :

* وجود فروق دالة إحصائيا في نمو المعرفة البيئية بين متوسطات الدرجات لصالح المجموعة التجريبية في التطبيق البعدي.

* توجد فروق دالة إحصائية في نمو السلوك البيئي بين متوسطات درجات مجموعتي الدراسة لصالح المجموعة التجريبية في التطبيق البعدي المقاس بمقياس المواقف السلوكية البيئية اللفظي والمصور الخاص بالدراسة.

* توجد فروق دالة إحصائيا في نمو السلوك البيئي بين متوسطات درجات مجموعتي الدراسة لصالح المجموعة التجريبية في التطبيق البعدي المقاس ببطاقة ملاحظة السلوك البيئي الخاص بالدراسة(بن عامر، 2006، أبوبكر، 20018).

 

ثانيا الدراسات العربية:

1- دراسة عواطف أحمد إبراهيم (1991م ) :

 برنامج مقترح في التربية البيئية لتلاميذ المرحلة الإعدادية وقياس أثره على معلومات التلاميذ واتجاهاتهم نحو البيئة وقد استهدفت هذه الدراسة بناء برنامج في التربية، وقياس أثره على معلومات الطلاب واتجاهاتهم البيئية ومن الأدوات التي استخدمت في هذه الدراسة :

* اختبار تحصيلي في المعلومات البيئية.

* مقياس للاتجاهات البيئية.

* إعداد وحدة دراسية بعنوان (الموارد الطبيعية) وتجريبها على عينة الدراسة وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية :

* وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين اتجاهات الطلاب قبل وبعد دراسة الوحدة لصالح التطبيق البعدي.

* وجود ارتباط دال قدره (0.67) بين درجات الطلاب في اختبار المعلومات البيئية ودرجاتهم في مقياس الاتجاهات البيئية.

 

2- دراسة رمضان الطنطاوي، وسعيد محمد رفاع (1991) :

 " المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة بالسعودية"

استهدفت هذه الدراسة التعرف على واقع التربية البيئية في مناهج العلوم بالمرحلة المتوسطة. وتحقيقا لهذا الهدف فقد استخدم الباحثان منهج تحليل المحتوى لتحليل محتوى كتب العلوم الثلاثة المقررة على طلاب الصفوف الثلاثة لتحديد المعلومات والمعارف البيئية التي تشمل عليها الكتب الدراسية وقد استخدم الباحثان الأدوات البحثية الآتية:

  • قائمة بالمفاهيم البيئية التي يجب تضمينها بمناهج العلوم بالمرحلة المتوسطة.
  • اختبار تحصيلي للمعارف، والمفاهيم البيئية.
  • مقياس للاتجاهات البيئية.

وطبق الباحثان هذه الأدوات على عينة الدراسة المكونة من (220) طالبا وطالبة من طلاب الصف الأول الإعدادي.

وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:

  • ارتفاع مستوى تحصيل الطلاب عينة البحث للمعارف، والمفاهيم البيئية.
  • ارتفاع متوسطات الطلاب على مقياس الاتجاهات البيئية.

أكدت الدراسة على زيادة نسبة المفاهيم البيئية في مقررات العلوم بالمرحلة المتوسطة ودمجها مع موضوعات العلوم على مستوى الصفوف الثلاثة وضرورة تزويد مقررات العلوم بمواقف تؤكد التأثيرات البيئية الناجمة عن بعض المشكلات البيئية المحلية والعالمية. (الطنطاوي، ورفاع،1991).

3- دراسة غادة الشمة، (2000) :

"تطوير مناهج العلوم للمرحلة الإعدادية في سوريا في ضوء متطلبات التربية البيئية".

هدفت الدراسة لتطوير مناهج العلوم بالمرحلة الإعدادية في ضوء متطلبات التربية البيئية، وتصميم برنامج مقترح لتضمين متطلبات التربية البيئية ضمن مناهج العلوم، وتجريب وحدة دراسية من البرنامج المقترح على عينة من طلاب الصف الثاني الإعدادي، بلغ عددها (180) طالبا، مقسمة على مجموعتين ضابطة وتجريبية، وقد ركزت أدوات الدراسة على:

  • اختبار تحصيلي للمفاهيم البيئية.
  • مقياس الاتجاهات البيئية وبينت نتائج الدراسة بأن أظهرت عدة نتائج، منها وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات أفراد العينة، التجريبية والضابطة في الاختبار البعدي ولصالح العينة التجريبية.
  • ومن خلال ما سبق يجدر بنا التعليق على الدراسات السابقة نوردها في النقاط التالية:
  • استخدمت أغلب الدراسات السابقة المنهج التجريبي، لقياس فاعلية تدريس بعض الوحدات الدراسية في تنمية الاتجاهات البيئية الايجابية نحو البيئة.
  • اتفقت نتائج الدراسات السابقة على إمكانية اكتساب المعلومات، والمعارف البيئية، وإمكانية تغيير الاتجاهات البيئية نحو الأفضل عن طريق تدريس الطلاب وحدات دراسية معينة في مجال التربية البيئية.
  • استفاد الباحث من الدراسات السابقة في منهجية البحث، وفي إعداد مقياس الاتجاهات البيئية.

الإطار النظري للدراسة :

مقدمة:

جاء الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، بمنهج متكامل وشامل للحفاظ على البيئة ووقايتها من التلوث، على الرغم من أن الاهتمام المعاصر بالبيئة ومشكلاتها لم يبدأ إلا منذ السبعينات من القرن الماضي، منذ التحضير لمؤتمر "ستوكهولم" الدولي حول بيئة الإنسان والذي عقد عام 1972، وذلك حينما بدأت الموارد الطبيعية في النضوب والاستنزاف نتيجة الاستغلال غير الرشيد لها، وبعد أن شعرت الدول المتقدمة بالآثار السيئة التي نتجت عن تطبيق بعض أنواع التكنولوجيا الحديثة والمتنوعة، وباتت التربة والهواء والماء والمواد الغذائية ملوثة بأنواع شتى من السموم والمواد الكيماوية(حجاب، 2008 :5).

تعريف البيئة لغة واصطلاحا :

أولا تعريف البيئة لغة :

يعود الأصل اللغوي لكلمة البيئة Environment  في اللغة العربية، كما يذكر ابن منظور في معجمه لسان العرب إلى الجذور (بوأ)، الذي أخذ منه الفعل الماضي(باء) بمعنى رجع، و (تبوأ) نزل وأقام، فنقول ( تبوأ فلان بيتا ) أي اتخذ منزلا، والاسم (البيئة و المباءة) بمعنى المنزل و (المباءة) تعني القوم للإبل حيث تناخ، و مباءة الغنم: منزلها الذي تأوي إليه، و (المباءة) من الرحم، المكان الذي يكون فيه الجنين، وهكذا يتضح أن البيئة تطلق على المنزل أو الموطن أو الموضع الذي يتخذه الإنسان مستقرا لنزوله وحلوله، أي علي المنزل أو الموطن أو الموضع الذي يرجع إليه الإنسان فيتخذ فيه منزله وعيشه.

 

ثانيا تعري البيئة اصطلاحا :

أما مصطلح البيئة Environment فهو أعمق وأشمل، حيث أنه لا يبحث في المحيط الذي تعيش فيه الكائنات الحية فقط، ولكنه يتعداه البحث إلى المحيط الحيوي بكافة صوره من عوامل طبيعية، واجتماعية، وثقافية، واقتصادية، والتي لها تأثيرات مباشرة على الانسان وعلاقاته بالكائنات والموجودات الأخرى، وعادة تعرف "البيئة بأنها الأحوال الفيزيائية والكيميائية والإحيائية للإقليم الذي يعيش فيه الكائن الحي، وعلى هذا" فعالم البيئة Environmentalist يعنى بدراسة التفاعل بين الحياة والبيئة، أي انه يتناول تطبيق معلومات في مجالات معرفية مختلفة في دراسة السيطرة على البيئة، كما يعنى بوقاية المجتمعات من التأثيرات الضارة، والحفاظ على البيئة محليا وعالميا من الأنشطة البشرية ذات التأثير الضار، وبتحسين نوعية البيئة لتناسب حية الإنسان(أبوبكر، 2008 :167).

أما كلمة (إيكولوجي) فهي مكونة من مقطعين يونانيين هما  (Oikos) وتعني مكان المعيشة أو ما يحيط بالكائن، و (Lagus) وتعني دراسة أو علم، وعلى ذلك فكلمة ايكولوجي Ecology تعني علم أو دراسة أماكن المعيشة، ويطلق" مصطلح ايكولوجي "Ecology" على حالات دراسة العوامل المحيطة بالكائن الحي، والتي يتأثر بها ويؤثر فيها، ويبحث في علاقات الكائنات الحية مع بعضها البعض، فيما بينها وبين الوسط الذي تعيش فيه، وعلى هذا فعالم الايكولوجي "Ecology " يعنى بدراسة وتركيب ووظيفة الطبيعة، أي يعني بما يحدد الحياة وكيفية استخدام الكائنات للعناصر المتاحة(أبوبكر، 2008 :166).

التربية البيئية في الإسلام :

  على الرغم من أن مفهوم التربية البيئية لم يظهر محدد إلا في أواخر الستينات من القرن العشرين، فإن الإسلام جاء ليستخلف الإنسان في الأرض، وينهاه عن التخريب والفساد في قوله تعالى (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) (الأعراف،85).  

مفهوم التربية البيئية الاسلامية :

هي عملية بناء وتنمية اتجاهات ومهارات وقيم بيئية، من المنظور الاسلامي بما ينعكس ايجابيا على سلوك الأفراد تجاه بيئتهم " أو هي " عملية بناء الضمير البيئي الحاكم من المنظور الاسلامي"(شيته، 1999 :181، أبوبكر، 2008 :168).

 

أهداف التربية البيئية الاسلامية :

تهدف التربية البيئية الاسلامية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف السلوكية البيئية نوجزها فيما يلي :

  1. إعداد المواطن الذي يتمتع بحس وضمير بيئي، حاكم يضبط سلوكه تجاه بيئته في مسارها الصحيح.
  2. دعم الإحساس بالمسؤولية المباشرة وغير المباشرة، تجاه البيئة من منطلق إن حماية البيئة قد يكون فرض عين، وقد يكون فرض كفاية على كافة المسلمين.
  3. إدراك أثار المشكلات البيئية الآنية والمستقبلية، وأسلوب حلها، وتنمية التفكير البيئي الناقد البناء لدى المواطنين.
  4. إذكاء وإنماء الرشد والضج البيئي، بما يعطي للحوار البيئي التنموي مرونة وإيجابية، تسهم في حل المشكلات البيئية على هدى من الشريعة الاسلامية، وإيجاد صيغة علاقات متوازنة طبيعية بين الإنسان وبيئته(شيته، 1999 :182، أبوبكر، 2008، 168).

وقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تؤكد على ان الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي خلق الكون، ووضع النواميس التي تكفــــــل حفظ التوازن البيئي، حيث يقـــــــــــــــــــول الله عز وجـــــل ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وانبــــتنا فيها من كل شيء مــــوزون وجعلنا لكـــــم فيها معــــايش ومن لستم له برازقين ) (الحجر، 18 – 20).

كما ورد في القرآن الكريم ما يؤكد على ان الله قد خلق كل شيء في البيئة بمقادير محددة، وصفات معينة، تضمن التوازن البيئي، وتكفل القدرة على توفير سبل الحياة الملائمة للإنسان، وغيره من الكائنات الحية على وجه الأرض، وذلك في قــــــولـــه تعــــــالى ( إن كل شيء خلقناه بقدر ) (القمر، 49)، ( وكل شيء عنده بمقدار) (الرعد، 8)، ( قد جعـــــل الله لكل شيء قدرا ). (الطلاق، 3).

وقد اقتضت حكمة الله أن جعل الأرض لينة للإنسان، لكي يعمرها ويستثمر مواردها ويستفيد من خيراتها، ويتعامل معها من منطلق أنها ملكية عامة، يجب المحافظة عليها من أجل استمرار الوجود البشري، يقول تعالى ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) (الملك، 15) ولم يقتصر ذلك على البعد المكاني للأرض، بل امتد إلى البعد الزماني في قوله تعالى : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) (العنكبوت، 20)، فقد أوجب الإسلام على الانسان حفظ سلامة البيئة وحسن استغلالها، ونهاه عن الفساد والإفساد، وإلحاق الضرر بشخصه ومجتمعه، في قوله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) (الروم، 31) وقوله تعــــالى : ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) (البقرة، 205) وقوله تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ) (الأعراف، 85).

وتزخر السنة المحمدية بالعديد من الأحاديث النبوية الشريفة، التي تدعو إلى نسق قيم خاص بالتعامل مع البيئة وعناصرها، تضع المحافظة على مكونات البيئة جزءا لا يتجزأ من عقيدة المسلم، فيجعل ( إماطة الأذى عن الطريق صدقة ) (رواه البخاري)، ويحض على نظافة الماء وطهارته والبعد عن تلويثه والرفق بالحيوان والتمسك بخلق الرحمة عند التعامل معه بقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الله في هذه البهائم والعجماوات ) (رواه أبو داوود).

ويقول صلى الله عليه وسلم : ( في كل كبد رطبة أجرا ) (رواه البخاري)، إن الإسلام جعل الإنسان خليفة في الأرض، بمعنى انه وصي على الأرض والبيئة يديرها كما امره، ولا يتصرف فيها بأنانية ، فالأنسان مستخلف على إدارة البيئة ، واستثمار خيـــــــراتها، وهذا الاستخلاف مؤقت ومرتـــــبط بمدة محــــدودة ، حيث يقــــول الله تعالى : ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) (البقرة، 36) وقوله تعالى ( هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) (هود، 61)(أبوبكر، 2008 :169-170).

العلاقة بين الإنسان والبيئة :

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وهو يحاول جاهدا ان يستغل موارد بيئته، بطريقة أو بأخرى لإشباع حاجاته الأساسية في مرحلة حياته، والكمالية في مرحلة تالية ، والمتتبع لتطور هذه العلاقة بين الإنسان وبيئته على المدى الزمني ( التطور التاريخي )، وعلى المدى الأفقي ( اختلاف البيئات وتباينها من منطقة لأخرى )، يجد أنها علاقة دينامية متباينة يحكمها بالدرجة الأولى، طبيعة البيئة من ناحية وقدرات وإمكانات الإنسان من ناحية أخرى، وقد اختلف آراء الجغرافيين والإيكولوجيين الذين اجتهدوا في تقييم هذه العلاقة فظهرت ثلاث مدارس وهي :

  • DETERMINISM : المدرسة الحتمية :

ويطلق عليها أيضا المدرسة البيئية، حيث تعطي هذه المدرسة للبيئة الطبيعية الوزن الأكبر في مجال العلاقة بين الانسان وبيئته، وهي تؤمن بأن الانسان من خلال الحتم البيئي مسير وليس مخير، ومن روادها الأقدمين " هيبوقراط وارسطو" اللذين ربطا بين المناخ وطبائع الشعوب وعاداتهم  وظهر نفس الاتجاه الحتمي في مقدمة ابن خلدون في العصور الوسطى، الذي  ربط بين المناخ وطبائع الشعوب، فقد وصف مثلا أهل المناطق الحارة بالخفة والطيش، وبينما وصف اهل حوض البحر المتوسط بالجرأة والشجاعة والمعرفة، وقد اعتنق هذه المدرسة تلميذته الأمريكية المخلصة الن سمبل ( 1863- 1932 ) التي أخذت على عاتقها الدعوة لهذه المدرسة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن مؤيدي الحتمية " فيكتور كزن " و " ديمولين "، ومن هنا نرى أن أصحاب المدرسة الحتمية قد غالوا غلوا شديدا، في فكرهم عندما أخضعوا كل شيء للبيئة الطبيعية وتجاهلوا قدرات الإنسان وإبداعاته.

2- POSSIBILISM - المدرسة الإمكانية :

كان القرن التاسع عشر يمثل العصر الذهبي لسيطرة الفكر الحتمي، إلا أنه ما كاد القرن العشرين يبلغ منتصفه، حتى وجدنا معــــظم الجغـــــرافيين قد انفضوا من حول الحتــــــــمية وتــــركوها إلى المــــــدرسة الإمكانية، وتتلخص فلسفة المدرسة الإمكانية " أن الإنسان ليس مجرد مخلوق سلبي، غير مفكر خاضع تماما لمؤثرات وضوابط البيئة الطبيعية، ولكنه قوة إيجابية فعالة ومفكرة وذا خاصية دينامية قادرة على التغيير والتطوير " ومن رواد هذا الفكر الإمكاني الجغرافي الفرنسي : فيدال لاباش " ولوسيان فيفر وإسحاق بومان وكارل صور ، كما ترتكز فلسفة هذه المدرسة على " أن البيئة الطبيعية تقدم للإنسان عددا من الاختيارات، وان الإنسان بمحض إرادته يختار منها ما يتلاءم مع قدراته واهدافه وطموحاته وتقاليده " ويرون أنه ما من بيئة لم تمتد إليها يد الإنسان بالتعديل أو التغيير او التحوير، ولا تكاد توجد بيئة ما لم تتضمن آثار وبصمات انشطة الإنسان ، ويرى أصحاب المدرسة الإمكانية أن الانسان سيد البيئة والمسيطر عليها، فهو الذي يحدد نمط استغلاله لموارد بيئته، من هذا نرى أن أصحاب المدرسة الإمكانية يقفون بدورهم موقف المتحيز للإنسان، وينسون أن الإنسان في بعض البيئات لايزال يقف عاجزا مستسلما لبيئته.

3- : PROBABILISM المدرسة التوافقية أو الاحتمالية :

هذه المدرسة لا تؤمن بالحتم المطلق، ولا بالإمكانية المطلقة، وغنما تؤمن بان الاحتمالات قائمة في بعض البيئات، لكي يتعـــــــــاظم الجـــــــــانب الطبيــــــــعي في مواجهة سلبيات الإنســــــان وقدراته المحدودة " حتمية "، وفي بيئات أخرى يتعاظم فيها دور الإنســـــــــان المتطور في مواجهــــــــة تحديات معوقات البيئة " إمكانية "، ومن ثم فهي مدرسة واقعية لأنها تصور واقع العلاقة بين الإنسان وبيئته ، كما هي موجودة فعلا دون تحيز أو تعصب لطرف على حساب الطرف الآخر، وقد بنى أصحاب هذه المدرسة التي تمثل فكر غالبية الجغرافيين المعاصرين، على أساس أن البيئات الطبيعية ليست ذات تأثيرات واحدة على الانسان ، من منطلق اختلاف تأثير، واستجابة هذه البيئات من ناحية، ومن خلال اختلاف قدرات الانسان وامكانياته في استغلال موارد البيئة من ناحية أخرى، ومن ثم يرون أن الحتمية قائمة في بعض البيئات، والامكانية قائمة في بيئات أخرى. فمثلا إذا ما اقترنت بيئة صعبة مع انسان متخلف تسود الحتمية، وإذا ما اقترنت بيئة سهلة مع إنسان متطور تسود ولا شك الامكانية، وقد استطاع المؤرخ الانجليزي العالمي " أرنولد توينبي Arnold Toynpe  " أن يبلور العلاقة بين الانسان وبيئته في أربع استجابات مختلفة من خلال نمط الأنشطة البشرية التي يمارسها وهي:

  • استجابة سلبية : هي التي يكون فيها الانسان من خلال تخلفه العلمي والحضاري لا يستطيع أن يطوع بيئته، ويقف أمامها عاجزا.
  • إستجابة التأقلم : وهي درجة يكون فيها الانسان أرقى نسبيا من الحالة الأولى حيث يحاول أن يتأقلم جزئيا مع ظروف بيئته الطبيعية.

ج- إستجابة إيجابية : وهي درجة لا يقف الانسان عاجزا تماما أمام بيئته الطبيعية، بل يحاول التغلب على معوقات البيئة وتحدياتها.

د – إستجابة إبداعية : وهي درجة لا يكتفي الانسان فيها بمجرد التأقلم والتقيد، بل يتعدى هذا ليبتكر ويبدع ليتفوق على البيئة.   

من كل هذا نرى أن العلاقة بين الانسان والبيئة علاقة متباينة يتعاظم فيها دور البيئة الطبيعية تارة، ودور الإنسان تارة أخرى، ومن ثم فإن مبدأ كل من الحتمية المطلقة والإمكانية المطلقة أمر مرفوض من خلال الواقع الفعلي الذي يعيشه الانسان في البيئات المختلفة(عبدالمقصود، 1997 :26-32).

تأثير الانسان في البيئة :

ليس ثمة شك أن الانسان المعاصر من خلال ما اكتسبه من تقنيات عالية جدا وتفوق علمي إبداعي، فد زادت قدراته وامكاناته في استغلال موارد بيئته واستطاع من خلالها التغلب على الكثير من المعوقات التي تفرضها البيئة الطبيعية، إن الانسان يختلف من منطقة لأخرى تبعا لاختلاف قدراته العلمية والتكنولوجية " الحضارية " وتبعا لاختلاف كثافة السكان التي تتفاوت بين الكثافة السكانية العالية والمتوسطة والقليلة أو المخلخلة. ويتجلى تأثير الانسان وإيجابياته بشكل واضح في البيئة الجبلية حيث تضع أمامه الكثير من التحديات والمعوقات التي يحاول الانسان جاهدا بكل ما أوتي من تقدم وتطور أن يتغلب عليها ليتمكن من استغلالها وكذلك تأثيره في البيئات الجافة وشبه الجافة التي تضع أمامه الكثير من المعوقات من أهمها ندرة المياه، وتحركات الرمال وملوحة التربة، فقد استغل الانسان كل ما لديه من علم وتقنية في التغلب على كل هذه المعوقات، ليتمكن من استغلال موارد هذه البيئة بدرجة كفاءة كبيرة من بناء مراكز استقرار كثيرة داخل هذه البيئات الطاردة بخصائصها الطبيعية للسكان، كذلك نجح الانسان في مواجهة التقلبات المناخية، كما نجح من خلال اختراعه لأجهزة التبريد والتدفئة في التغلب على المعوقات الحرارية، وخلق ظروفا حرارية مناسبة تتيح له القدرة على العمل والنشاط، وإذا كان الانسان قد قام بالكثير من التأثيرات الايجابية في مجال السيطرة على بيئته واستغلال مواردها بدرجة كفاءة عالية، إلا أنه في نفس الوقت من خلال سوء استغلاله ونزعته التدميرية، التي تتصاعد دوما مع تقدمه التقني، قد أحدث بعض التأثيرات الضارة لبيئته التي أسهمت في إفساد وتدهور واستنزاف موارد البيئة، وإحداث خلل في نظامها الإيكولوجي(عبدالمقصود، 1997 :57-62).

 

الأخطار والقضايا التي يجب التركيز عليها والتي تنتج في الأساس عن الإنسان وممارساته الخاطئة:

1- النمو السكاني المتزايد وغير المنظم، وسعيهم لتوفير الغداء مما شكل ضغطا كبيرا على البيئة، فعدد سكان العالم يبلغ أكثر بكثير من خمس مليارات نسمة وهو في زيادة مستمرة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في خلال 25 – 30 السنة القادمة مع تناقص الموارد الغذائية.

2- التصحر وزيادة المساحات الزراعية المتحولة إلى أراض قاحلة، والأمثلة على ذلك كثيرة، ففي سوريا والعراق وليبيا ومصر هناك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية تتحول سنويا إلى أراض قاحلة.

3- تجريد الجبال والتلال من الأشجار التي يتم استخدامها في صناعة الورق والصناعات الأخرى، مما أدى إلى حدوث الانجرافات في التربة وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء، أضف إلى ذلك زحف المدن باتجاه هذه المناطق.

4- انقراض الحيوانات والنباتات البرية نتيجة الصيد والرعي الجائر، ونتيجة الزحف البشري مما أدى إلى إختفاء العديد من الكائنات البرية، وهذا كله يؤدي إلى حدوث خلل في التوازن البيئي، فاختفاء الضباع في أستراليا، على سبيل المثال، أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الأرانب التي أصبحت تشكل مشكلة على المزروعات.

5- التلوث الكبير الذي يحدث في الأنهار والبحار والمحيطات، نتيجة لاستخدام هذه المناطق كأماكن للتخلص من المياه العادمة والصناعات النووية، ونتيجة لتسرب النفط من الناقلات العملاقة والتي يمكن اعتبارها قنابل بيئية تسير في المحيطات، وفي حالة حدوث خلل فيها فإن النفط المتسرب يسبب مشكلة بيئية تستمر عدة سنوات إن لم يكن قرون.

6- الاستخدام غير المنظم للمبيدات الحشرية لمكافحة الآفات، وهذا أدى إلى القضاء على العديد من الكائنات الحية المفيدة في الزراعة، والتي تؤدي إلى إيجاد توازن بيئي.

7- الهجرة من الأرياف إلى المدن مما أدى إلى اكتظاظ سكاني في هذه المناطق وزيادة المشكلات الاجتماعية والصحية فيها، حيث أصبحت هذه المدن عبارة عن مناطق ملوثة تشكل خطورة على حياة الانسان(عبد الله، 2008 :66-68).

دور الأسرة في حماية البيئة :

تمثل الأسرة الجماعة الإنسانية الأولى التي يتعامل معها الطفل، والتي يعيش معها السنوات التشكيلية من عمره، هذه السنوات التي يؤكد علماء التربية وعلم النفس أن لها أكبر أثر في تشكيل شخصيته تشكيلا يبقى معه بعد ذلك بشكل من الأشكال.

إن عملية التطبيع الاجتماعي للطفل تتم من خلال كل مؤسسات المجتمع التي يتفاعل معها الطفل، إلا أن أكثر هذه المؤسسات تأثيرا هي مؤسسة الأسرة.

وتتضح أهمية الأسرة في تشكيل شخصية الطفل إذا ما تذكرنا المبدأ البيولوجي العام الذي يقول بازدياد القابلية للتشكيل أو ازدياد المطاوعة كلما كان الكائن صغيرا.

والأسرة هي المسؤولة ولا سيما في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل عن كثير مما يرد للطفل من مؤثرات. كما أنها هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يبدأ فيها الطفل لتكوين ذاته والتعرف على نفسه، عن طريق عملية التفاعل الاجتماعي المتمثلة في الأخذ والعطاء، والتعامل بينه وبين أعضاء الأسرة الآخرين، وفي هذه البيئة الاجتماعية يتلقى الطفل أول إحساس بما يجب وما لا يجب القيام به من الأعمال التي إذا قام بها تلقى المديح والأعمال الأخرى التي إذا قام بها تلقى الذم.

لقد تعارف المربون على أن الأسرة تقوم بثلاث وظائف أساسية هامة في المجتمع وهي:

1- إعداد الأطفال وإمدادهم بالبيئة الصالحة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية.

2- إعدادهم للمشاركة في حياة المجتمع وفي التعرف إلى قيمه وعاداته وتقاليده.

3- تزويدهم بالوسائل التي تهيء لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع.

 

ومن هنا يتضح لنا خطورة الدور الذي تؤديه الأسرة تجاه الأبناء، والمنبثق أصلا من كونها البيئة الاجتماعية الأولى، التي يتعامل معها الطفل، وتمثل له مصدر الأمن والطمــأنينة وإشباع معظم الحاجات.  وتأسيسا على ما سبق تصبح الأسرة من أهم مؤسسات المجتمع في تهيئة الأفراد للحفاظ على البيئة، وحمايتها من كل مكروه، وبناء الاستعداد لديهم للنهوض بها، ودرء المخاطر عنها، واستيعاب وتمثل قيم النظافة وترشيد الاستهلاك والتعاون وغيرها مما ينعكس إيجابيا على البيئة.

دور الجامعة في حماية البيئة :

تعرف الجامعة بأنها المؤسسة التي تقوم بصورة رئيسية بتوفير تعليم متقدم لأشخاص على درجة من النضج ويتصفون بالقدرة العقلية والاستعداد النفسي على متابعة دراسات متخصصة في مجال أو أكثر من مجالات المعرفة.

وتلعب الجامعات دورا هاما وأساسيا في تنمية المجتمعات البشرية وتطويرها، فهي التي تصنع حاضرها وتخطط معالم مستقبلها، باعتبارها تشكل القاعدة الفكرية والفنية.  أما دور الجامعات في التنمية فتتم من خلال القيام بأدوار متعددة ومتشبعة مثل تخريج المتخصصين والمشاركة في التخطيط وتقديم الدراسات في مجالات التنمية، والقيام بوظائف رئيسية ثلاث اتفق خبراء التعليم العالي على اسنادها للجامعات الحديثة وهي:

" التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع > الخدمة العــــامة. " وهذه الوظائف الثـــــلاث مترابطة ومتشابكة ويصعب فصل أحدهما عن الآخر، ويمكن للجامعة أن تسهم في حمــــاية البيئة ودرء الأخطار عنها ( كجانب وقائي ) والتصدي لما أصاب البيئة من أخطار ومعالجة ما اعتراها من أذى ( كجانب علاجي )( السعود، 2004).

دور المنظمات الدولية والعربية في حماية البيئة :

لقد تشكلت في نطاق الأمم المتحدة وفي نطاق الدول المختلفة منظمات مهمتها حاليا حماية البيئة، ليس من أخطار التلوث فحسب، بل من أخطار القضاء على الأشكال الحيوانية والنباتية المختلفة بسبب الإفراط في صيدها مما يهدد بانقراضها. ومن هذه المنظمات منها ما هو حكومي ومنها ما هو أهلي تتبناه جمعيات خاصة، وليس من السهل حصر الهيئات الحكومية والجمعيات الأهلية العديدة التي تشكلت في كل دول العالم تقريبا بل وفي أغلب المدن لحماية البيئة.  ومن أهم هذه المنظمات وأكبرها المنظمة التي تشكلت في نطاق الأمم المتحدة، وهي المنظمة الدولية لحماية البيئة، وقد عقدت هذه المنظمة في سنة 1972 مؤتمرا عاما في مدينة استوكهولم " بالسويد " لمناقشة مشكلات البيئة ومخاطرها ووسائل مقاومتها على المستوى الدولي.  ومن المؤتمرات الدولية التي تستحق الإشارة في هذا المجال، مؤتمر البيئة الدولي الذي عقد في ريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 1993، والذي وصفت الأسس والشرو الضرورية للحفاظ على البيئة.

وكان تآكل طبقة الأوزون من أهم الموضوعات التي اجتذبت أنظار الباحثين منذ منتصف السبعينات بسبب آثاره المدمرة على كل مظاهر البيئة الطبيعية والبشرية للأرض، ولقد كانت مصر من بين الدول النامية والمتقدمة القليلة التي شاركت في الجهود الدولية لحماية طبقة الأوزون منذ بدايتها سنة 1982.

وقد كان الاهتمام بشؤون البيئة في بعض الدول كبيرا لدرجة أنها خصصت وزارات ذات العلاقة بالبيئة وأهمها وزارة الصحة، وكانت من بين الدول ( بريطانيا وفرنسا والنرويج ) ولم تتخلف الدول العربية عموما عن الاهتمام بشؤون البيئة وخصصت بعضها وزارات خاصة لها، ولكن أغلبها شكل هيئات أو أجهزة خاصة مثل جهاز شؤون البيئة التابع لرئاسة الوزارة في مصر ومجلس حماية البيئة في الكويت واللجنة العليا لحماية البيئة في الإمارات العربية المتحدة.  وفضلا عن ذلك فإن كثيرا من الجامعات والجمعيات الأهلية تركز اهتماماتها في مجالات محددة من عناصر البيئة مثل حماية نهر أو بحيرة معينة من التلوث، وكذلك حماية حيوانات برية معينة من الانقراض بسبب أخطار الصيد الجارف، ومثال ذلك غزلان المها التي اختفت أو كادت تختفي تماما في معظم الصحاري المصرية(شرف، 2005 :5-10).

الجهود المبذولة لحماية البيئة بليبيا :

 لقد قامت الهيئة العامة للبيئة بإصدار مجموعة من القوانين الهادفة إلى تحقيق الرقابة على البيئة، بقصد حمايتها وتحسينها باعتبارها المحيط الذي يعيش فيه الانسان، وجميع الكائنات الحية بما في ذلك الماء، والتربة والغذاء من التلوث، مع إيجاد الطرق المناسبة لقياس التلوث، والعمل على صيانة التوازن البيئي للوسط الطبيعي، والوقاية من التلوث والأضرار المختلفة الناتجة عنه، ومحاربته والتقليل منه، وتحسين إطار الحياة وظروفها، ووضع الخطط والبرامج العلمية من أجل إصحاح البيئة، فقد أقر المشرع الليبي في المادة الحادية والخمسين على تأكيد سلامة البيئة والمحيط الذي يعيش فيه الانسان، وعلى الجهات المسؤولة ذات العلاقة الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة بمراقبة البيئة والتنسيق والتعاون معها فيما يتعلق بوضع وتنفيذ البرامج اللازمة لتقديم الخدمات لتوفير بيئة صحية للمواطنين، والتي تشمل على وجه الخصوص ما يلي:

1- توفير كميات كافية من المياه الصالحة للشرب.

2- التخلص الصحي من المخلفات الصلبة والسائلة وردم البرك والمستنقعات.

3- مكافحة ناقلات المرض من حشرات وقوارض وحيوانات.

4- الوقاية من الأخطار المهنية.

5- العمل على استمرار نظافة الحدائق والشوارع والميادين، والمحافظة على نظافة الفنادق والمنازل والمطاعم والمقاهي ودور العرض، وسلالم العمارات والأماكن العامة المقفلة، والمخصصة لتجمعات الناس، وغيرها من المحلات العامة الأخرى، والتأكد من مراعاتها للشروط الصحية اللازمة.

6- تطبيق التشريعات الصحية المنظمة لعمليات جمع القمامة، ونقلها، والتخلص النهائي منها.

7- تأمين سلامة الطرق حفاظا على حياة الانسان.

8- التأكد من تطبيق الشروط الصحية في شواطئ الاستحمام وفي الحمامات ودورات المياه العمومية.

9- التأكد من استمرار نظافة وسائل النقل العام البرية والبحرية والجوية.

10- تنفيذ الاشتراطات التي تكفل السلامة العامة في عمليات البناء، والهدم، والإصلاح، والترميم والتعديل.

11- هدم وإزالة أو إغلاق المباني التي تكون بسبب حالتها، أو عيوب بنائها أو قدمها خطرا على الغير.

12- التأكد من توفير الشروط الصحية في أماكن بيع المواد الغذائية ومحلات بيع منتجات الألبان ومصانع المشروبات والمخابز، ومعامل المأكولات والفواكه والتي تنتج المواد الغذائية المعلبة.

13- مراقبة المجازر ومحلات بيع اللحوم بمختلف أنواعها، والتأكيد من توافر الشروط الصحية بها.

14- مراقبة المقابر والتأكد من أن عمليات الدفن تتم وفقا للشروط الصحية المقررة.

15- القضاء على الحيوانات الضالة والمهملة في الشوارع والميادين.

16- تنظيم ترخيص تربية الحيوانات داخل المخططات المعتمدة للمدن والقرى مع منع تربيتها بالعمارات والوحدات السكانية المجمعة.

17- القيام بأعمال الطلاء للمباني حسب الشروط والقواعد والمواعيد التي تحددها الجهات المختصة.

18- تنفيذ الاشتراطات الصحية الأخرى المبينة بالتشريعات الصحية النافذة.

19- الاهتمام بموضوع السلامة الإحيائية لضمان مستقبل البذور والسلالات الوطنية لإتقاء مخاطر الاعتماد على الغير.

20- إقامة المحميات الطبيعية في المناطق الصحراوية، وإقامة المحميات الأثرية والتراثية وكيفية استعمال هذه المحميات.

21- حماية الغابات ومنع قطع الأشجار، وضرورة زيادة المساحات الخضراء.

22- إنشاء المكبات النهائية للتخلص من المخلفات الحضرية، على أن تراعى فيها المواصفات الفنية المتبعة، والموقع الملائم، وضرورة التخلص من القمامة في تلك الأماكن دون غيرها.

23- دراسة المخططات المتعلقة بالتطوير والتخطيط العمراني، وإنشاء المدن السكانية وإقامة المصانع وغيرها من المنشآت المختلفة، وذلك للتأكد من سلامة هذه المخططات وإتباعها للشروط اللازمة للمخططات الصحية والبيئية.

24- وضع خرائط المسح الجوي بمختلف الشعبيات بما يكفل التوضيح الكامل لاستعمالات الأرض، وتحديد المناطق المكونة لها، مثل مناطق الرعي والزراعة، وأراضي الغابات، والتجمعات السكنية، لتكون دليلا لممارسة أي نشاط داخل كل مدينة.

25- تشجيع القطاع الثالث (مؤسسات المجتمع المدني ) المشارك في برامج حماية وإصحاح البيئة.

26- إقامة الحدائق العامة والساحات الخضراء في مختلف التجمعات السكانية، وتحديد نسبة المسطحات الخضراء من المسطح العام لمخططات المدن والقرى، بما يؤدي إلى المحافظة على جمال المحيط(أبوبكر، 2008 :160).

 

أولا- منهج الدراسة :

المنهج الوصفي المسحي:

يتمثل البحث الوصفي في جمع البيانات؛ بهدف اختبار فروض، أو الإجابة عن أسئلة متعلقة بموضوع الدراسة، وهو يحدد الأشياء ويصفها كما هي دون قيام الباحث بمحاولة التأثير فيها(الهاشل، 1987 :21). ويعرف (1988,fortin) المنهج الوصفي بأنه " الوصف الدقيق لخاصيات موضوع ما، أو مجموعة أفراد مع تحديد للوتيرة التي يقع بها الحدث سواء كان مستقلا أو مرتبطا بأحداث أخرى"، وتعتبر الدراسات المسحية أو الاستطلاعية من أكثر البحوث التربوية شيوعا؛ إذ بواسطة المسح يمكن جمع وقائع ومعلومات موضوعية قدر الإمكان عن ظاهرة معينة، أو حادثة مخصصة، أو جماعة من الجماعات، أو ناحية من النواحي ، ويزود المسح بمعلومات تمكن كن التعليل، والتفسير، واتخاذ القرارات، والكشف عن العلاقات، كما أنها تساعد على وضع الاستراتيجيات والأسس الصحيحة للتوجيه والتغيير، ورسم خطط المستقبل واتجاهاته، ناهيك عن كونها قد تكون في بعض الأحيان السبيل الوحيد لدراسة المواقف الاجتماعية، ومظاهر السلوك البشري(المختار، 1995 :57-61). وفي هذه الدراسة فإن أنسب منهج هو المنهج الوصفي المسحي.

 

ثانيا- أدوات الدراسة :

استخدم الباحث مقياس الاتجاهات البيئية وهو جزء من مقياس الاتجاهات البيئية الذي أعدته (ثناء مليجي السيد أحمد، 2013).

صدق المقياس :

لاختبار مدى الصدق الظاهري للمقياس، ومدى مناسبته للبيئة الليبية فقد عرض المقياس على بعض المحكمين من أعضاء هيئة التدريس بالكلية، وقد أبدى المحكمون بعض الملاحظات التي أخذت بعين الاعتبار، واستفاد منها الباحث في حذف بعض البنود، وتعديل صياغة بعضها، ودمج بعضها الآخر حتى خرج المقياس في صورته النهائية. ملحق رقم (1).

 

ثالثا: مجتمع الدراسة :

 تمثل مجتمع الدراسة في جميع الطلبة الذين يدرسون بقسم معلم الفصل بكلية التربية - طرابلس، خلال الفصل الدراسي خريف 2014 والبالغ عددهم 512 طالبا وطالبة.

 

رابعا: عين الدراسة :

 تكونت عينة الدراسة (58) طالبة شكلت ما نسبته 11.33% من مجتمع الدراسة.

خامسا: تطبيق المقياس على عينة الدراسة :

  1. وزع الباحث (60) نسخة من المقياس وتم استرجاع (58) نسخة، فكانت نسبة الاستجابة 96.67%.
  2. عقب تجميع المقياس من أفراد العينة وفحصها تم تفريغ بياناتها في جداول خاصة أعدت لهذا الغرض، وتم حساب متوسط التقديرات الرقمية لكل بند من بنود كل محور على حدة بعد أن أعطى كل بديل من البدائل الخمسة للإجابات (موافق بشدة- موافق- محايد – غير موافق- غير موافق بشدة) درجة رقمية معينة، حيث أعطى البديل الأول خمس درجات رقمية والثاني أربع درجات، والثالث ثلاث درجات، والرابع درجتان، وأعطيت درجة واحدة للبديل الخامس، وحدد مدى متوسط الدرجات الرقمية وتقديراتها كالآتي:

 

من 1 إلى_______________2.33 مستوى ضعيف.

من 2.34 إلى______________3.67 مستوى متوسط

من 3.68 إلى _______________5 مستوى عال.

سادسا – الأسلوب الإحصائي المستخدم :

 تمت المعالجة الإحصائية بواسطة الحاسب الآلي باستخدام برنامج اكسل. حيث تم حساب متوسط الاستجابات.

 

عرض ومناقشة نتائج الدراسة :

يتضمن هذا الفصل النتائج التي توصل إليها الباحث من خلال تطبيق أداة الدراسة، وفق سؤال الدراسة: ما مستوى الاتجاهات البيئية لدى طالبات قسم معلم الفصل بكلية التربية- طرابلس.

 

جدول رقم (1) يبين متوسط التقديرات الرقمية لبنود مقياس الاتجاهات البيئية

 

ر. م

العــــــــــبــــــــــارة

عدد الاستجابات

متوسط التقدير

1

ليس للفرد الحق في رفع صوت المذياع أو غيره كما يشاء حتى داخل منزله

58

3.71

2

أرى ضرورة توفير مياه شرب صحية قبل إقامة الدولة المصانع وغيرها

58

3.55

3

للفرد الحرية في استهلاك المياه والكهرباء كما يشاء مادام يدفع مقابل ذلك للحكومة

58

3.43

4

أرى عدم انشغالي بنظافة المكان الذي أعيش فيه مادام هناك مسئولون عن ذلك

58

3.84

5

أعتقد أن الفرد ليس حرا في استغلال ثروات الطبيعة بما يشاء حتى لو كانت متوفرة

58

3.00

6

الحكومة فقط هي المسئولة عن حماية الأفراد والمجتمع من غازات المصانع وعوادم السيارات

58

3.70

7

تحمل غازات ونفايات المصانع أمر مقبول ما دمنا سنستمتع بثمار التصنيع

58

3.83

8

قطع الأشجار خطأ كبير حتى لو أمكن زراعة غيرها

58

3.60

9

استخدام الصدمات الكهربائية والديناميت في اصطياد الأسماك يضر بالثروة السمكية

58

4.19

10

إهدار الموارد الطبيعية كالماء والهواء والحيوان والنبات يحتاج لفرض قوانين صارمة

58

4.41

11

الحفاظ على البيئة وتنمية الموارد المختلفة مسؤوليتنا جميعا تجاه الاجيال القادمة

58

4.46

12

منع استعمال مكبرت الصوت وأجهزة التسجيل ي شوارع المدن والمحلات العامة يقيد من حرية الناس

58

2.88

13

في إطار التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تكون مخلفات المصانع والقمامة أحد مصادر الثروة

58

3.36

14

إنشاء المحميات الطبيعية ضرورة للمحافظة على بقاء أنواع بعض النباتات والحيوانات

58

4.29

15

من الطرق المفضلة لحل مشكلة الصرف الصحي معالجتها بأساليب علمية واستخدامها في الزراعة

58

3.84

16

أؤيد الدعوة إلى استخدام وسائل المواصلات الكهربائية حتى لو كانت غالية الثمن

58

3.72

17

من الضروري أن تكون المطارات بعيدة عن المدن والمناطق الآهلة بالسكان

58

4.21

18

أرى ضرورة رصد مكافآت وحوافز للمواطنين الذين يرشدون استهلاك الكهرباء والماء

58

3.71

19

يجب تطبيق القوانين الصارمة الخاصة بمنع التدخين في الأماكن المغلقة والعامة

58

4.50

20

ضرورة ترشيد استهلاك موارد البيئة غير المتجددة أمر حيوي للإنسان

58

3.81

21

الدعوة إلى التحذير من تغير مناخ الأرض بسبب التلوث دعوة مبلغ بها

58

2.34

 

يتضح من خلال الجدول السابق أن هناك فقرات كان مستوى الاتجاهات البيئية لدى عينة الدراسة بالنسبة لها متوسط وهي الفقرات رقم (3)، (5)، (8)، (12)، (13)، (21)، وكان مستوى الاتجاهات البيئية لدى الدراسة عال في بقية الفقرات، ولا توجد فقرات تشير إلى مستوى منخفض، وكان متوسط التقديرات بشكل عام (3.78) ويعتبر في بداية المستوى العالي، وبالتالي يمكن القول بأن مستوى الاتجاهات البيئية لدى عينة الدراسة عال إلى حد ما.

 

التوصــــــيات :

من خلال نتائج الدراسة يمكن تقديم التوصيات التالية:

  1. العمل على رفع مستوى الاتجاهات البيئية لدى الطلبة إلى مستويات أعلى، وذلك بتضمين المناهج والموضوعات التي تزيد من مستويات الاتجاهات الايجابية نحو البيئة في جميع المراحل التعليمية، وكذلك عن طريق المحاضرات التوعوية بمخاطر التلوث البيئي، والتشجيع على العمل التطوعي في سبيل إصحاح البيئة.

 

المقتـــــرحات :

  • إجراء دراسة مشابهة بحيث تشمل كل أقسام الكلية.

المــــــــراجع :

  1. أبو بكر، كريمة رمضان، (2008)، تضمين مفاهيم التربية البيئية في مناهج العلوم بالشق الثاني من التعليم الأساسي بليبيا في ضوء الخطة القومية للتربية البيئية بالوطن العربي، جامعة طرابلس، كلية الآداب، رسالة ماجيستير غير منشورة، ليبيا.
  2. الأحمدي، محمد بن عليثة، (2006)، دور علم النفس في تعديل الاتجاهات نحو البيئة، بحث مقدم للمؤتمر الدولي الثالث لكلية العلوم الاجتماعية، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، 3-5 / 12/ 2006.
  3. الزورق، خالد علي، (2005)، برنامج مقترح لتضمين مفاهيم التربية البيئية في مناهج الكيمياء للشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي بليبيا، جامعة طرابلس، كلية الآداب، رسالة ماجيستير غير منشورة، ليبيا.
  4. السعود، راتب، (2004) الانسان البيئة، عمان، دار الحامد للنشر والتوزيع.
  5. الشمة، غادة، (2000 تطوير مناهج العلوم للمرحلة الاعدادية في الجمهورية العربية السورية في ضوء متطلبات التربية البيئية، جامعة الاسكندرية، كلية التربية، رسالة دكتوراه غير منشورة.
  6. المختار، محمد ولد محمد، (1995)، ما البحث التربوي، مجلة التعليم، العدد (26)، السنة (20)، لمعهد التربوي الوطني، نواكشوط، ص 48 – 61.
  7. النهاري، عبد الباقي محمد، (2013)، منهج مقترح في التربية البيئية لتنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلبة كلية التربية بجامعة صنعاء في الجمهورية اليمنية، جامعة صنعاء، كلية التربية، رسالة دكتوراه غير منشورة، اليمن.
  8. الهاشل، سعيد جاسم، (1987)، البحث التربوي، المجلة التربوية، العدد الثالث، الكويت.
  9. باحمي، الصغير عبد القادر، (1998)، التربية البيئية في مناهجنا الدراسية، مجلة العلوم الاجتماعية والانسانية، الهيئة القومية للبحث العلمي، طرابلس، ليبيا.
  10. حجاب، محمد منير، (2008)، التلوث وحماية البيئة، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر.
  11. حسونة، عبد الغني، (2013)، الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة، جامعة محمد خيضر ببسكرة، كلية الحقوق والعلوم والسياسية، رسالة دكتوراه.
  12. عبد المقصود، زين الدين، (1997)، البيئة والانسان–دراسة في مشكلات الانسان مع البيئة، (ط3)، منشأة المعارف، الإسكندرية، مصر.
  13. عبدالله، محمود مصطفى، (2008)، الانسان والبيئة، عمان: مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع
  14. علي، أحمد الأمين، (2005)، أثر تضمين البعد البيئي في برامج الأنشطة المدرسية اللاصفية على تنمية المعارف والاتجاهات البيئية لدى تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي في ليبيا، معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس، رسال ماجستير غير منشورة، مصر.
  15. عودة، ثناء مليجي، والسعدني، عبد الرحمن محمد، (2013)، بحوث في التربية وعلم النفس، دار الكتاب الحديث، القاهرة، مصر.
  16. شرف، عبد العزيز طريح، (2005)، التلوث البيئي حاضره ومستقبله، الإسكندرية، مركز الاسكندرية للكتاب.
  17. شيته، منصور الصيد، (1999)، بناء منهاج في التربية البيئية للحلقة الأولى من التعليم الأساسي بليبيا، جامع محمد الخامس، كلية علوم التربية، رسالة دكتوراه غير منشورة.

 

 

 

اتصل ألان